نفذ مبادرات متعددة.. ويستعد لحملة توعية بأضرار التدخين

«فكّر.. بادر.. تطوع» فريق شبابي يخدم المجتمع

صورة

مجموعة من الشباب الإماراتيين والخليجيين شكلوا فريقاً تطوعياً في دبي، يسهم في خدمة المجتمع في مختلف المجالات. وأكد أعضاء الفريق الذين تبلغ أعمارهم بين 16 و25 عاماً، أهمية إسهام الشباب في الاعمال التطوعية والخيرية عبر مبادرات تخدم فئات عديدة من المجتمع. وكان الفريق بدأ بعدد قليل من الأعضاء إلى أن بلغ عدهم 20 عضواً. وأشار متطوعون في الفريق الى ان العمل التطوعي الذي يقومون به لا يؤثر سلبا في دراستهم وقيامهم بمهامهم الحياتية المتعددة، بل ان بعضهم اكتشف لديه قدرات وإمكانات عدة تسهم في خدمة المجتمع.

ونجح فريق «فكر.. بادر.. تطوع» الذي أسسه المواطن وليد الأحمد، في غضون أقل من عام، في تنفيذ مبادرتين تطوعيتين والمشاركة في إنجاز أخريين، على مستوى إمارة دبي، في محاولة لتحقيق هدف الفريق المتمثل في تنمية روح العمل التطوعي وتعزيز قيمه عند الشباب، واكتساب مهارات جديدة في خدمة المجتمع.

ويستعد الفريق، مطلع الشهر الجاري، الى إطلاق مبادرة تطوعية جديدة تهدف إلى الحد من التدخين والتوعية بأضراره، تحت عنوان «أشعل أملاً بإطفائها»، بالتعاون مع جمعية النهضة النسائية بدبي الداعمة للفريق. وتتمثل المبادرة في مسيرة تنطلق من شاطئ الممزر بدبي.

20 عضواً

أكد مؤسس فريق «فكر.. بادر.. تطوع»، المواطن وليد الأحمد، أن ما يميز الفريق التطوعي أن بعض أعضائه ينتمون الى دول الخليج الأخرى، سواء كانوا من المقيمين أو الزائرين، إلى جانب الاماراتيين الذين يشكلون النسبة الأغلب، من إجمالي العدد الذي يبلغ 20 عضواً.

ويحمل مؤسس الفريق حالياً على عاتقه نشر رسائل حول أهمية العمل التطوعي إلى مختلف الجهات الحكومية والخاصة في الإمارة، سعياً للحصول على دعمها وتعاونها، في ظل قلة الدعم الذي تحظى به مبادرات الحملة.

وقال الأحمد لـ«الإمارات اليوم» حول فكرة الفريق التطوعي «ارتأيت تأسيس فريق (فكر.. بادر.. تطوع)، نهاية العام الماضي، بهدف المساهمة في تنمية روح العمل التطوعي وتعزيز قيمه عند الشباب، وإكسابه في الوقت نفسه مهارات في سبيل خدمة المجتمع والنهوض به، الأمر الذي بدأت تنفيذ أولى خطواته عن طريق دائرة أقاربي وأصدقائي، الذين فكروا وبادروا وتطوعوا». لكن الفريق لم يتوقف عند حدود الدائر الصغيرة من العلاقات، اذ إن أقارب الأحمد وأصدقاءه لم يكتفوا بالمشاركة في تأسيس الفريق، بل عملوا بدورهم على حث أقاربهم ومعارفهم على ذلك، الأمر الذي أثمر عن فريق مكون من 20 عضواً شاباً تراوح أعمارهم بين 16 و25 سنة.

وذكر ان الانطلاقة الحقيقية لفريق «فكر.. بادر.. تطوع»، كانت عبر المبادرة الأولى التي أطلقها تحت عنوان «وصلني»، التي سعت إلى تسليط الضوء على ضرورة الالتفات إلى كبار السن والاعتناء بهم، وذلك عن طريق العمل على توصيل مجموعة منهم إلى مركز البرزة في دبي، حيث يتلقون الاهتمام اللازم، إلى جانب تنظيم رحلة خاصة لهم إلى حديقة الممزر، في محاولة لإخراجهم من العزلة التي يشعرون بها.

وأضاف «شكلت مبادرة (وصلني) دافعاً قوياً أمامنا لإشهار الفريق ومواصلته إطلاق مبادرات جديدة، وجاءت مبادرة التبرع بالدم لنشر ثقافته التي تؤمن توفير دم آمن للمحتاجين، وتسهم في انقاذ المرضى والمصابين»، وقد انطلقت المبادرة في ثلاثة مواقع بالإمارة، شهدت إقبالاً واستحساناً جماهيرياً كبيراً.

تنفيذ ومشاركات

لفت الأحمد الى أن فريق «فكر.. بادر.. تطوع» لا يكتفي بتنفيذ وإطلاق المبادرات المجتمعية التطوعية فحسب، بل يتعدى ذلك إلى المشاركة في مبادرات وفعاليات أخرى تقوم بتنظيمها جهات أخرى، كان آخرها فعاليات اليوم العالمي لمتلازمة داون، التي نظمتها جمعية الإمارات لمتلازمة داون بالتعاون مع مجموعة من الشركاء في 21 مارس الماضي، لمدة ثلاثة أيام في «دبي مول»، وذلك من خلال المساهمة في تنفيذ الأنشطة الترفيهية المخصصة للأطفال، والتي ضمت فقرات مثل الرسم على الوجه ومساعدة الأطفال على طباعة بصمة اليد رمز الجمعية. كما شارك الفريق في الفعالية الأبرز والمتمثلة في المسيرة التي انطلقت في اليوم الثالث والأخير للاحتفالات، من المدخل الرئيس لـ«دبي مول»، بمشاركة سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون، ومجموعة من المشاهير في الدولة.

وأضاف أنه فضلاً عن مواصلة الفريق في قرية ملتقى العائلة في منطقة الخوانيج بدبي، نشاطه المجتمعي ومهمته، حيث يعمل أعضاؤه مرشدين متطوعين في قرية الملتقى، وفي المتحف التراثي الذي يقدم مجموعة كبيرة من المعلومات حول أسلوب حياة الأجداد وطقوسهم اليومية التي اعتادوا على ممارستها، في ظل بيئة تجسد فيها تفاصيل الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية قديماً. وشرح «يقوم الأعضاء بتأدية مشاهد تمثيلية بسيطة تشرح لزوار المتحف وتعرفهم بممارسات وأسلوب الحياة الذي كان يعيشه الأجداد، مثل استقبال الضيوف، وصب القهوة، وسحب الماء من البئر ونقله، وبيع المنتجات الزراعية البسيطة كالخضراوات، ونقل أغصان السمر وترتيبها وتخزيها كما اعتاد أهل البادية».

وأوضح أن إحدى المتطوعات جسدت دور المرأة الذي لا يقتصر على العمل المنزلي، بل يتعداه ليشمل مناصفة الرجل تحمل المسؤولية وتأدية المهام الشاقة، كجلب الماء، وشراء الخضراوات والأسماك من السوق، والذهاب لبيع المنتجات التي كانت تقوم بإنتاجها بنفسها كأعمال السدو وغيرها، اذ تحتوي المشاهد التمثيلية التي يقوم بها الأعضاء المتطوعون على شروح بسيطة لهذه الممارسات والطقوس، منها طبيعة العادات والتقاليد المرتبطة بها، إلى جانب المقتنيات والأدوات التراثية التقليدية القديمة كالملابس والذهب، والتي كانت تحمل أسماء خاصة بها تميز كل قطعة عن الأخرى، الأمر الذي كانت تعكف على القيام به إحدى المتطوعات في شرحها حول «زهبة العروس»، التي تضم باقة منوعة من الملابس والذهب.

تجارب تطوعية

حول تجارب المتطوعين في فريق «فكر.. بادر.. تطوع»، قالت المتطوعة الأصغر سنا في الفريق، عائشة الملا (16 عاماً) عن دورها «تشكل مشاركتي في الفريق تجربة ثرية، أسهمت في تقوية شخصيتي وعلاقاتي بالآخرين، بالإضافة إلى تنمية وتعزيز روح العمل التطوعي لدي»، الأمر الذي ظهر جلياً في إصرارها على المشاركة في تنظيم وتنفيذ مبادرات الفريق، والمساهمة في مشاركاته التطوعية المختلفة.

وأكدت عائشة أن «عملي التطوعي في الفريق لا يؤثر في دراستي في المرحلة الثانوية، إذ يحرص رئيس الفريق على أن يعقد معظم الاجتماعات في نهاية الأسبوع، وأحرص بدوري على إنجاز مهامي الدراسية أولاً ثم العمل على المشاركة وإنجاز الأعمال التطوعية».

وقال الطالب في كليات التقنية العليا بدبي، خالد بالهول «اكتشفت من خلال التحاقي بالعمل التطوعي في الفريق مجموعة كبيرة من الصفات الكامنة في ذاتي، منها القدرة على القيادة والصبر، الأمر الذي أسهم في تقوية شخصيتي وزيادة ثقتي بنفسي، خصوصاً أنني أقوم بعمل تطوعي يسهم في خدمة مجموعة كبيرة من أفراد المجتمع».

وأضاف «تعد المبادرات التي قام الفريق بإنجازها خلال فترة انطلاقته البسيطة، والتي لا تتعدى العام، إلى جانب مشاركاته التطوعية الأخرى، إنجازاً كبيراً يضاف إلى إنجازات الشباب في المجتمع».

وقالت الطالبة في الثانوية العامة، فاطمة مصطفى «أشعر بفخر كبير لانضمامي لفريق (فكر.. بادر.. تطوع)، بعد تعرفي إليه عن طريق صديقة لي، خصوصاً أنه نجح خلال فترة زمنية وجيزة في بث وتنمية روح العمل التطوعي في مجموعة من الشباب، وإكسابهم مهارات تسهم بدور كبير في خدمة المجتمع»، الأمر الذي يشجعها على الاستمرار فيه عن طريق المشاركة في تنفيذ المبادرات.

وقالت الطالبة في الثانوية العامة، شيماء علي «التحقت بالفريق منذ تنظيمه مبادرته الأولى (وصلني)، وقد شجعني نجاحها على الاستمرار في الفريق الذي استطاع أن يترك بصمة مميزة في مجال العمل التطوعي في المجتمع الإماراتي».

وأشارت الى أن فريق «فكر.. بادر.. تطوع» يعد من الفرق التطوعية المميزة في الدولة التي تقوم بإنجاز المبادرات التطوعية التي من شأنها خدمة مجموعة كبيرة من أفراد المجتمع.

تويتر