تقسيم الوجبات وتجنب السهر يخففان الوزن

الحمـــــــــــيـة الغذائية ليست دائماً طـــــريق الرشاقة

عادات بسيطة تسهم في منع زيادة الوزن غيتي

قد تكون الحمية الغذائية الآن الوسيلة الأكثر رواجاً للتخلص من الوزن الزائد والبدانة، كونها أكثر الوسائل الشائعة والمجدية، لكن دراسات عدة أجريت أخيراً، أثبتت أن وجود العديد من التغييرات في حياتنا الغذائية يسهم الى حد كبير في التخلص من الوزن الزائد، أو أنه على أقل تقدير يسهم في منع زيادة الوزن. وتتباين هذه العادات بين عادات صحية مرتبطة بالغذاء بشكل مباشر، وأخرى مرتبطة بأسلوب حياتنا، لكنها مجتمعة تعمل على منع زيادة الوزن.

دراسات

أدراج للحلويات

أكدت خبيرة المكملات الغذائية، سمر بدوي، أن واحدة من العادات الغذائية غير السليمة في بيوتنا هي وجود درج خاص في المطبخ للحلويات، توضع فيه مختلف أنواع الأكلات المسلية كرقائق البطاطا، والشوكولاتة والمكسرات. ولفتت الى وجوب الاهتمام بنوعية الأغذية التي توضع في هذا الدرج، اذ يمكن استبدال رقائق البطاطا، بالفول السوداني، كونه مفيداً صحياً، كما يمكن وضع القليل من رقائق البطاطا وتقسيمها على وجبات صغيرة ضمن أكياس خاصة، كي يشعر المرء بأنه اكل ما يكفي منها. ونصحت الأمهات بوضع التمر ضمن الدرج، فهو صحي، الى جانب الشوكولاتة المرة بدلاً من الشوكولاتة مع الحليب.

تُعد الحلويات المسبب الأول للزيادة في الوزن، كما أن تناول الحلويات لاسيما الشوكولاتة منها، يعد من أكثر الأغذية التي يدمن عليها البعض. وقد بينت دراسة أميركية، نشرت في مجلة «رابطة خبراء تخفيف الوزن»، الى ان الطريقة التي يقسم فيها المرء الطعام الذي يتناوله تؤثر في الكمية التي يتناولها المرء، وقد اعتمدت الدراسة على حالات قدم لها كميات من الشوكولاتة مقسمة الى 20 قطعة صغيرة، ليتبين ان تقسيم الأطعمة او الحلويات، لاسيما الشوكولاتة الى قطع صغيرة، يسهم في تخفيف نسبة تناول المرء من الغذاء بنسبة 60 وحدة حرارية، كونه يشعر بالرضا والشبع. وتضيف الدراسة وجوب الالتفات الى العادات المصاحبة لتناول الشوكولاتة، اذ انهم ينصحون بوجوب وضع الأغلفة الخاصة بالشوكولاتة على الطاولة وتركها ساعات، فهذا يعزز شعور المرء بأنه تناول الكمية الكافية من الشوكولاتة، بخلاف الذين يرمون الأوراق في المهملات فوراً.

وإلى جانب تقسيم الطعام، توصلت دراسة أخرى الى ان السهر للساعة الثانية بعد منتصف الليل، يؤدي الى تناول المرء ما يعادل 248 وحدة حرارية اضافية، وهذا يؤدي الى زيادة وزنه بمعدل كيلوغرام في الشهر، لاسيما ان محبي السهر يختارون الأنواع السيئة من الطعام للتسلية، فيما تعد أخيراً المشروبات الغازية من المسببات الأساسية لزيادة الوزن، حتى الخالية من السكر، بحسب ما أكدته دراسة أميركية اشرف عليها الدكتور رافي دينغرا، اذ تعمل المشروبات على زيادة خطر البدانة بسبب تحفيزها على الطعام.

لقمات

علقت الصيدلانية والخبيرة في المكملات الغذائية سمر بدوي، على هذه الدراسات قائلة، إن «تقسيم الطعام عموماً وليس الشوكولاتة فحسب، من شأنه ان يخفف من كمية الطعام الذي نتناوله، فهناك طبيب اخترع فكرة (اللقمات)، وهي ترتكز على تناول لقمات صغيرة من الطعام، مع تفضيل اختيار المرء الصحن الصغير، ووضع كميات من الطعام فيه، ليتجنب زيادة الكمية المتناولة، وهذا كفيل بأن يشعره بالشبع». ونوهت بدوي بأن تجزئة الطعام تؤدي الى سد الجوع الذي يشعر به المرء، كما أنها تسهم في تعزيز عملية حرق السعرات الحرارية عنده، أما في ما يتعلق بتقسيم الشوكولاتة، فأوضحت أن هذه المادة تعد من المواد المفيدة للجسم كونها تسهم في زيادة البهجة، لأنها تحتوي على مضادات أكسدة، وبالتالي تساعد على منع الجلطات، وتناولها جيد، في حال كانت بكميات معتدلة، وبأنواع معينة، فمعروف ان الشوكولاتة المرة أفضل بكثير من الأنواع الأخرى.

سهر

وحول السهر الذي يسبب الزيادة في الوزن، أكدت بدوي، أن السهر يكون لأسباب عدة، فهو إما أن يكون مع مجموعة أشخاص يجلسون ويشاهدون التلفزيون، او أن يكون بسبب الكمبيوتر أو الدراسة، وفي جميع الحالات يحتاج الانسان الى تسلية في هذا الوقت، وغالباً ما تكون الأكل. ولفتت الى أن الدراسة او العمل، هما عمليتان تستوجبان حرقا ذهنيا، وبالتالي يشعر المرء بالحاجة إلى تعويض الوحدات الحرارية، مشددة على أن السهر أثناء مشاهدة الأخبار المحزنة، لا يقل تحفيزا للطعام عن العمل، لأن المرء وعبر اللاوعي يشعر بأنه بحاجة الى ما يعدل مزاجه، ويرفع معنوياته، وغالباً ما تكون الحلويات هي الوسيلة لتعديل المزاج. ونوهت بأن أكل المرء وهو في حالة نفسية سيئة، يؤدي الى عسر هضم، أما الميتابوليزم، فبحسب ما أكدت بدوي، تكون منخفضة ليلاً، ولهذا لا تشجع على تناول الكثير من الأطعمة مساء، اذ يجب ان تكون وجبة العشاء خفيفة أيضاً، وكذلك كميات الأطعمة المسلية التي يتناولها المرء في السهرة يجب أن تكون خفيفة وغير دسمة.

ولفتت الى انه أحياناً يصعب على الناس التخفيف من السهر، ولهذا نصحتهم بوجوب اختيار الأغذية الصحية التي لا تحتوي على الكثير من السعرات الحرارية، مشددة على شرب الماء بطريقة متقطعة وعلى دفعات، كي لا تزيد من الأرق عند الشخص. وختمت بدوي بالقول، إن «الريجيم ليس الطريقة المثالية للحفاظ على الوزن، بل تناول الأكل الصحي والمعتدل هو السبيل الوحيد للحفاظ على الوزن المثالي والجسم السليم».

مشروبات غازية

من جهتها، اعتبرت رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي، لطيفة راشد، أن المشروبات الغازية لها أضرار بالجملة، لكن ان عدنا الى مسألة المشروب الغازي الدايت، الذي يستخدم فيه «الاسبرتيم» محليا صناعاي، فهو يُعد آمنا في حال استخدم بمعدل طبيعي لا يزيد على 50 غراماً لكل كيلوغرام من وزن الشخص خلال اليوم، وغالباً ما يستخدم الناس الاسبرتيم بكميات أقل من المعدل، أما «السكرين»، الذي يستخدم مادة محلية، فهو غير آمن اطلاقاً، حيث اثبتت الدراسات التي أقيمت على الفئران أنه يؤدي الى السرطان. ولفتت القاسمي الى ان اخطار المشروبات الغازية لا تتوقف عند السكريات التي تحتويها، وإنما تتعداها الى الاسنان، اذ بسبب وجود السكر بكثرة، وكذلك الحمض الموجود في المشروب ما يجعله يؤثر في العظام والأسنان. واعتبرت الاختصاصية في التغذية ان تناول المشروبات الغازية بكميات تزيد على المعتاد يؤدي الى زيادة تناول الكافيين، كونها تحتوي على نسبة عالية من الكافيين، إذ إن النسبة المعتدلة من هذه المادة يجب الا ترتفع عن 200 ملليغرام في اليوم، كي لا تساعد على ارتفاع نسبة الكوليسترول والضغط.

وذكرت ان المشروبات الغازية تضر الأطفال كونها تمدهم بالشعور بالشبع، وبالتالي هذا يؤدي الى نقص في بقية العناصر الغذائية المتناولة، لأن هذا المشروب خالٍ من المغذيات، ويعد مشروباً يزيد من طاقة الأطفال فقط لا غير، كما انه لا يمكن اعتبار ان التي تحتوي على فيتامينات، كالتي تحتوي على فيتامين سي، مفيدة، لأن الفيتامين يذهب في البول، ولا يستفيد منه الطفل.

تويتر