الطلب عليها أكثر من «الهوت كوتور».. وسهلة التسويق

العباءات.. «بوابة» مصممـــات إلى عالم الموضة

صورة

بات مجال العباءات الأكثر جذباً للمصممات اللواتي يدخلن عالم الموضة والأزياء، إذ يفضلنه عن «الهوت كوتور» (فساتين السهرة)، بعدما أصبحت العباءة قطعة جاذبة لمختلف الجنسيات لتصميمها، وليست حكراً على الخليجيات، ما أضاف على العباءة الكثير من التغيرات، سواء لجهة القصّات والتفاصيل المعاصرة، أو حتى الألوان التي أدخلت عليها. وتتباين الأسباب التي أدت إلى دخول كثيرات هذا المجال، لعل من أبرزها كثرة الطلب على العباءة، وسهولة تقديم الابتكارات الجديدة، أو حتى سهولة تسويقها، حسب مصممات من جنسيات عدة التقتهن «الإمارات اليوم».

وأشارت المصممة الدانماركية من أصل لبناني، منى عبدالكريم، إلى أنها دخلت تصميم العباءات بعدما لاحظت الطلب الكبير عليها، فهي الزي الرسمي أو الأكثر استخداماً في المنطقة، لافتة إلى أن العباءة باتت مميزة بالقصّات الكثيرة والمتنوعة، وهذا ما يشجع المصممات على دخول عالمها، كونها تفتح الباب للإبداع وتقديم كل ما هو جديد ومختلف.

واعتبرت منى أن دخول الكثيرات من المصممات هذا المجال، يفرض عليهن وجوب الاضطلاع على خصوصية العباءة، إذ إن هناك ميزات لكل بلد خليجي في العباءة وقصاتها، مضيفة أن «الطلب الكبير على العباءات شجع كثيرات على تقديمها، لسهولة التسويق بعد ذلك»، مؤكدة أنها شخصياً تحرص على جعل هامش الربح لديها ضمن حدود المعقول، فلا يتجاوز الـ30٪، كي تتمكن من المحافظـة على النساء اللواتي وثقن بها وبعملها.

زي أساسي

المصممة المصرية غادة الرويني، من جهتها، ذكرت أنها اختارت مجال تصميم العباءة، كونها تعيش في الإمارات منذ فترة طويلة، ولأن العباءة تشكل الزي الأساسي للكثيرات من النساء، حتى لغير الإماراتيات اللواتي يفضلن ارتداءها، مشيرة إلى أن العباءة الخليجية تعدت دول الخليج لجهة الطرح في الأسواق، فباتت متوافرة بكثرة في الأسواق العربية، وهذا ما جعل الكثيرات من الجنسيات الأخرى يدخلن عالمها، حتى اللواتي لا يعشن في دول خليجية.

أما في ما يتعلق بالطلب على العباءات، فرأت أنه مرتفع من قبل المواطنات والجنسيات الأخرى، موضحة أن «الجلابيات الملونة مطلوبة أيضاً، وهناك تزايد في الطلب عليها». وحول الربح المالي، أوضحت غادة الرويني، أنه «لم يعد سبباً رئيساً يجذب المصممات، لأن المنافسة باتت أقوى مع وجود عدد كبير من المصممات في هذا المجال»، مشيرة إلى أن تنوع جنسيات المصممات، أدى الى تحـول العباءة في بعض الأحيان الى ما يشبه الفستان، فمعاييرها باتت مختلفـة تماماً عن السابق، وهـذا أغنى العباءة.

أما في ما يتعلق بالجانب الإبداعي، فنوهت المصممة المصرية إلى أن العباءات لا تتطلب الكثير من المهارات التي يحتاج إليها «الهوت كوتور» أو حتى الجلابيات، ولذا قد تختارها كثيرات من المصممات في البداية ليعدن الى الجلابيات أو فساتين السهرة والزفاف لاحقاً.

وأشارت إلى أن الربح المالي لم يعد كبيراً، بسبب كثرة المنافسة، علماً بأنه لا يمكن أن يتجاوز الـ30٪ من ثمن العباءة.

بداية معاكسة

المصممة السعودية عفة الدباغ، التي دخلت عالم الموضة من خلال الفساتين، لتنتقل بعدها الى العباءة، شرحت بدايتها المعاكسة بالقول: «بدأت في مجال الفساتين، ولكنني كنت أصمم عباءاتي الخاصة، والتي جعلت نساء يطلبن مني تقديم مجموعات خاصة من العباءات، كوني حرصت على إدخال الألوان والقصات على العباءة»، مرجعة شدة إقبال المصممات على العباءات إلى تغير أسلوب استخدام العباءة، إذ باتت للنساء حياتهن الاجتماعية، والعملية، وباتت العباءة مطلوبة في أكثر من مناسبة، في النهار والليل، وهذا ما جعل المرأة تبحث عما يتعدى البساطة في التصاميم.

وأضافت عفة الدباغ «هذا الطلب من قبل النساء، أدى الى ظهور الكثيرات من اللواتي يحاولن تقديم مجموعة مع الاعتماد على الخياطين، فيقدمن مجموعة من العباءات، ويكتشفن في الأخير أن المسألة ليست بهذه السهولة، وأنهن غير قادرات على المتابعة، فيتوقفن بعد طرح مجموعات قليلة، أو حتى بعد المجموعة الأولى». واعتبرت أن التصميم ليس حكراً على المرأة الخليجية، ما أدخل على العباءة الكثير من التجديد، وباتت تصاميمها مختلفة ومميزة، وبالتالي فهي ليست مجرد زي عادي، بل باتت موضة بحد ذاتها، وهذا ما جعل العباءة تحتل مكانة عالمية في التصميم مختلفة جداً عن قبل، بسبب التبدل في المفاهيم.

عالم آخر

في المقابل، المصممة الإماراتية جميلة المنصور، التي لم تدخل عالم العباءة، بل بدأت مع عالم «الهوت كوتور»، أكدت أنها آثرت عالم فساتين السهرة والزفاف، لما فيه من تحديات تحث على الإبداع والابتكار، وكذلك صعوبات جمة في العمل، كون معظم التفاصيل مشغولة يدوياً، مضيفة أن «التوجه للعباءات من قبل المصممات، لاسيما الجديدات منهن، يعود إلى ارتباط العباءة بالعادات والتقاليد من جهة، وكذلك نظراً لكثرة الطلب عليها في السوقين الإماراتي والخليجي عموماً، حتى من قبل الأجنبيات». ويبقى الربح المالي بنظر جميلة، من العوامل المساهمة في ارتفاع عدد مصممات العباءات، فهامش الربح، وإن لم يكن أعلى في نسبته، إلا أنه أكبر بسبب كثرة الطلب على العباءات، فالمرأة تفضل أن تدقع 10 آلاف درهم ثمن أكثر من عباءة على أن تدفع المبلغ نفسه ثمناً لفستان سهرة، فالقطعة الواحدة بالنسبة لها تعد باهظة الثمن.

أما الصعوبات في هذا المجال، فاختصرتها المصممـة الإماراتيـة قائلة: «العباءة لا تحتاج الى الكثير من التقنيات، على الرغم من أن التفاصيل التي أدخلت على العباءة كثيرة ومتنوعة، ولكنها مازالت لا تحمل تحديات (الهوت كوتور)، لاسيما الذي عند المصممين العرب، الذين يتميز (الهوت كوتور) الخاص بهم بكثرة التفاصيل والتعقيد والشغل اليدوي».

تويتر