ورشة تدريب للأطفال تعزّز الوعي البيئي لديهم

سيارات كرتونية.. تُشحن بالطاقــة الشمسية

صورة

سيارات من الكرتون، يتم شحنها على الطاقة، ابتكرها الاطفال الذين لا تزيد أعمارهم على 10 سنوات، في ورشة العمل التدريبية التي أقيمت أول من أمس، بفندق العنوان في دبي، والتي شارك فيها مجموعة من الطلاب من الإمارات والبلدان العربية الأخرى، وتعد الورشة واحداً من النشاطات غير المنهجية التي تسهم في زيادة الوعي البيئي عند الأطفال، وتهدف ترسيخه ضمن ثقافتهم.

«اليوميات المصورة للبيئة»

أقامت شركة «باناسونيك» ورشة التدريب الخاصة بابتكار السيارة، ضمن حفل تكريم للطلاب الذين شاركوا في مسابقة «اليوميات المصورة للبيئة»، والتي كانت تستوجب من الطفل المشاركة في وصف تصوره عن البيئة من خلال الرسم أو الكتابة. وضمت قائمة الفائزين بالمسابقة الذين كرموا أول من أمس، يوسف الحبسي من الإمارات، وفيونا فيوليت فيرنانديز من سلطنة عمان، ومريم خوري من لبنان، وأمل شبيب من سورية، وهبة نبيه صادق من الكويت، وفيلزا حسن من السعودية، وكاساندرا أني ساجينا من كينيا. وسينضم الفائز الأول عن منطقة الخليج العربي، وبلاد الشام، وإفريقيا، إلى حفل عالمي تقيمه «باناسونيك» في العاصمة الفرنسية باريس، وقد نالت هذه الفرصة فيلزا حسن من السعودية، وأمل شبيب من سورية، وكاساندرا أني ساجينا من كينيا.

وقال رئيس قسم الأنشطة الثقافية والفنية في وزارة التربية والتعليم، صالح الأستاذ، إن «ورشة العمل الخاصة بالبيئة والتي أقامتها (باناسونيك)، تفيد الأطفال لكونها تشكل قاعدة للتوعية البيئية وبالتالي تبلور وعيهم حول الأخطار التي تهدد البيئة، وتهدد الأجيال القادمة، وبالتالي يتمكنون من الحفاظ على البيئة لاحقا». ولفت الى أن «بعض المعلومات البسيطة تسهم في جعل الطفل يشارك في الحفاظ على البيئة، ومنها مثلا المعلومات عن استخدام الأكياس البلاستيكية أو فصل النفايات، فكلها معلومات تجعله قادرا على الاهتمام بالبيئة ونقل المعلومة الى غيره». وتوقع صالح، أنه «خلال الفترة المقبلة، سيكون هؤلاء الطلاب الذين تلقوا معلوماتهم اليوم عن البيئة من خلال الورش، مسؤولين عن الاهتمام بالبيئة، وبالتالي الجيل الجديد سيكون أكثر حرصا على البيئة، إذ تكون المعلومات وصلت وتركزت». واعتبر أن هذه المعلومات غالبا ما تأتي من خلال ورش التدريب والأنشطة، لأنه يستحيل ان نضع كل ما نرغب في تلقينه للطفل في المنهج الدراسي، فهناك الكثير من الأمور غير المنهجية التي توفر له التطور، وتتيح له معرفة الكثير من المعلومات الجديدة والمتشعبة المجالات، لاسيما أن الطالب يتهرب من المنهج والدراسة، «إذ إن غير المنهجي مغر ويعد فرصة للعمل اليدوي الذي يرغب فيه الطالب». ولفت الى ان البدء مع الأطفال يمكن أن يكون من أي عمر، لأن الطفل طينة يمكن أن نشكلها كيفما شئنا، فالطفل يمكن ان يتعلم أي معلومة نقدمها له، وبسهولة كبيرة، كما ان حماسته تكون كبيرة». وبحسب صالح، هناك أهداف جانبية أخرى للورش التدريبية ومنها التعرف والاحتكاك مع طلاب من بلدان مختلفة، فورشة العمل التي أقيمت شكلت فرصة للاحتكاك بين طلبة من مختلف البلدان، وهذا يزيد من التنافس وكذلك تبادل المعلومات، وهذه الفرص لا توجد في المنهج التربوي. ونوه بأن الإمارات باتت تهتم كثيرا بموضوع البيئة، والأنشطة الخاصة بالبيئة والموجهة للأطفال كثيرة، وتأتي ضمن برنامج منظم الفعاليات على مدار السنة، وتتنوع بين البيئة البحرية والبيئة الحيوانية، فقد أقمنا أخيرا نشاطا خاصا بالسلاحف المعرضة للانقراض. وأضاف ان دول الخليج مطلة على البحر، وتلوث البيئة البحرية يعني هدر الكثير من الكائنات النادرة ومنها السلاحف التي ذكرت، وبالتالي هذه النشاطات تكون موجهة في كل مرة للتركيز على موضوع محدد. واعتبر ان «الشركات العالمية التي بات لديها اهتمام بالبيئة، لا تقوم بهذه النشاطات من فراغ، بل لأنه بات هناك وعي مجتمعي حول أهمية الحفاظ على البيئة»، وتهتم تلك الشركات أن يسجل اسمها في هذا المجال. وختم صالح بالقول ان «الامارات بذلت الكثير من الجهود في المجال البيئي، والتربوي والتعليمي، وهي نتيجة جهود متضافرة في كل المجالات الحياتية، لأنها كلها عبارة عن منظومة واحدة، لهذا يمكن القول ان الطالب الإماراتي محظوظ اكثر من غيره بسبب كل ما يقدم له، لأن التربية التعليمية ليست منهجا فقط، وإنما انشطة وورش تنقل المعلومات المفيدة».

من جهتها، قالت المدرسة جيهان محمود التي حضرت الورشة، إن العمل مع الأطفال على ابتكار سيارة تسير بالطاقة، كان صعبا، لأنه يعد من النشاطات الموجهة لمن هم أكبر قليلا من هذه السن. ولفتت الى ان تركيب السيارة يحتاج الى ان يكون المرء قد تدرب قليلا عليها قبل ان تجمع، فهي تتطلب الكثير من الدقة وهناك الكثير من الخطوات التي تحتاج الى أخذ بعض التدريبات على تركيبها. واعتبرت محمود ان الورشة كانت مفيدة جدا للأطفال لأنها تقدم لهم معلومات عن أهمية الحفاظ على البيئة، من خلال استخدام الطاقة.

واعتبرت ان الطفل يحب ما تصنعه يداه، وإن لم يكن شبيهاً بالألعاب المتوافرة له بالسوق، فالطفل غالبا ما تغريه الالعاب الحديثة. وأوضحت أن التوجه للأطفال بمعلومات عن البيئة ضروري ومفيد، وذلك إلى حد معين وإلى سن معينة، إذ بعد الـ12 سنة تقريبا لا يهتمون كثيرا بهذه الأمور.

أما الطالب الإماراتي يوسف الحبسي من مدرسة البستان وعمره 10 سنوات، فقد شارك في الورشة، وقال انه تعلم كيف يصنع السيارة التي تستخدم فيها الشرائح التي تجعلها قابلة للشحن عبر الطاقة الشمسية من خلال الضوء. في حين قالت الطالبة هبة صادق، لبنانية قادمة من الكويت للمشاركة في الورشة، «قمت بتركيب سيارة تسير بالطاقة الشمسية ومصنوعة من الكرتون، وقد تعلمت من خلال الورشة ان البترول يزيد من انبعاث الغازات السامة، وبالتالي هذا يزيد من الخطر على البيئة»، وتابعت صادق «انها المرة الأولى التي أركّب فيها سيارة، وسأقدم السيارة لأخي الذي يلعب بالسيارات كثيرا، وسأشرح له فوائدها فهي توفر الطاقة، كونها تعتمد على الطاقة الشمسية، وكذلك تخفف من أضرار البترول الذي يؤذي البيئة والكائنات الحيوانية».

تويتر