جلسة ليزر لا تتطلب جراحة ولا فترة نقاهة

تفتيح اللثة.. تجـميل يأمل بابتسامة مثالية

مجد ناجي: الابتسامة المثالية هي لثة وأسنان وشفاه. تصوير: تشاندرا بالان

تدفع الرغبة في الحصول على ابتسامة مثالية متميزة البعض إلى تجميل الأسنان، واللثة كذلك، فمن الطرق التجميلية المنتشرة حالياً تفتيح اللثة، إذ يعمد أصحاب اللثة ذات اللون الداكن إلى تفتيح لونها، لتصبح ذات شكل مميز. ويعد تفتيح اللثة من الإجراءات السهلة، إذ يتم عبر الليزر بجلسة واحدة، فيما كان يتطلب في السابق عملاً جراحياً يحتاج الى فترة نقاهة طويلة.

وأفاد الاختصاصي في طب الأسنان التجميلي، الدكتور مجد ناجي، بأن «اللثة كأي بشرة في الجسم تحتوي على مادة الميلانين، وهي المادة المسؤولة عن اللون الأسمر في الجسم، وكلما كانت البشرة أدكن، كانت هذه المادة موجودة بكثرة»، مشيراً الى أن حرارة الشمس تزيد الميلانين، وبسبب التعرض المستمر للشمس يصبح لون البشرة أسمر، في حين ان أسباب اللون الداكن للثة تعود إلى العوامل الوراثية أو المكتسبة.

«بروفايل»

أشار الاختصاصي في طب الأسنان التجميلي، الدكتور مجد ناجي، إلى أن التجميل صار ضرورياً، لأن التواصل بالعين بات أكثر من ذي قبل، مستدلاً بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، إذ تعد صورة البروفايل من أول الأشياء التي تعبر عن الشخص، إذ تبرز الشكل، وتعبر عن الآراء الشخصية والمعتقدات والآراء أحياناً. ووصف ناجي التجميل بالمهم والمطلوب في أحيان كثيرة، ففي هذه الأيام قد يعوق الشكل تطور الفرد، وفي المقابل يفتح آفاقاً للتطور في حال كان المرء راضيا عن نفسه، وشاعرا بالثقة.

وأضاف ناجي لـ«الإمارات اليوم» أن «اللثة الداكنة تنتشر في الخليج العربي، وشمال إفريقيا، ومناطق أخرى لا تشكل أزمة لديهم، إذ تكون بشرتهم سمراء، نتيجة للعوامل الوراثية التي تمتد لأجيال سابقة، أما العوامل المكتسبة فأبرزها التدخين، كونه يعطي حرارة مع الدخان، وأي شيء يعطي حرارة يزيد من سمرة اللثة»، لافتاً إلى ان اللثة السمراء لا تعد مشكلة طبية، بل على العكس هي مشكلة تجميلية بحتة، لأن اللون الطبيعي للثة هو الزهري، أو الأسمر مع أصحاب اللثة الداكنة، مستدركاً أن اللثة المثالية الشكل مهمة وضرورية للحصول على ابتسامة مميزة، إذ إن «الابتسامة عبارة عن أسنان ولثة وشفاه، والموازنة بين الثلاثة هو الذي يضمن الابتسامة الجميلة».

طرق تقليدية

نبه الاختصاصي في طب الأسنان التجميلي إلى ظهور اللثة السمراء عند بعض الأطفال مع تقدمهم في العمر، وليس بعد الولادة أو في الأشهر الأولى مباشرة، مشيراً الى ان التفتيح يكون عبر الليزر، ومن خلال جلسة واحدة فقط، تقوم بعملية مسح للثة، وتفتّح لونها، ودون ألم أو حتى تخدير أو أي تدخل جراحي، وتظهر النتيجة النهائية بعد ثلاثة أيام، لكن قد يعمد المختصون الى تثبيت اللون بعد أسبوعين عند الأشخاص الذين يحتاجون إلى ذلك. أما الأشخاص الذين تكون لديهم عادات سيئة ومنها التدخين، فيحتاجون بعد ذلك الى إعادة المعالجة بعد سنتين.

ومقارنة بالطرق الحديثة لتفتيح اللثة، كانت هناك جراحات تقليدية تقوم على قشر وجه اللثة، وهي عملية صعبة، تعمل على قشر الخلايا، ويتخللها الكثير من النزف، والألم، حسب ناجي الذي وصفها بأنها كانت تعتبر جلسة تعذيب، أكثر من كونها جلسة تجميل، لأنها مؤلمة كثيراً، وفترة النقاهة الخاصة بها مزعجة جداً.

أما حالياً فمدة جلسة تفتيح اللثة تراوح من 45 دقيقة الى ساعة، كما يمكن ان تنتهي في نصف ساعة في حال كانت سمرة اللثة عبارة عن بقع صغيرة. أما الاحتياطات بعد تفتيح اللثة، فوفق ناجي، هي الامتناع عن التدخين والمشروبات الكحولية وكل ما يضر الأسنان واللثة، ومنها المواد الحارة والمشروبات الملونة، وتكون الإعادة بعد سنتين للمدخن أو الذي يتعاطى القات، والشخص العادي ليس مضطراً الى أن يعيد الجلسة.

انتشار

أشار الطبيب المختص الى وجود أسباب طبية تمنع الناس من إجراء تبييض اللثة، منها مثلاً ان تكون المرأة حاملاً، أو أن يكون الشخص مريضا يتناول علاجا مسيلا للدم، أو خضع لجراحة في وقت قريب، أو كان يعاني ظروفاً طبية تؤجل جلسات الليزر.

وفي ما يتعلق باللجوء إلى تجميل اللثة الذي يكلف ما بين 1000 و2000 دولار، قال ناجي ان «تجميل الأسنان منذ فترة كان حكرا على النساء، واليوم 60٪ من الذين يجرونه هم من النساء، و40٪ من الرجال»، لافتا إلى أن دوافع الرجل تختلف عن دوافع المرأة، وتتلخص الدوافع بشكل عام في الحصول على وظيفة جديدة، أومنصب، أو زواج.

ونوه بأن دراسة حديثة كشفت عن ان 73٪ من الأميركيين يفضلون تجميل الأسنان عن شراء السيارة، مضيفاً أن الوسائل المتطورة وسهولة الحصول على التجميل المطلوب أسهما في زيادة الطلب على تجميل الأسنان، إذ إن «تطور الوسائل العلاجية أسهم في زيادة السياحة العلاجية او التجميلية، اذ إن القدرة على معالجة الأسنان في وقت وجيز تسمح للمرضى أحياناً بالقدوم الى العيادة والسفر في اليوم نفسه، دون الحاجة الى البقاء في الدولة، ولدي كثيرون يأتون الى دبي ويغادرون في اليوم نفسه، إضافة إلى ان الانترنت والثقافة العامة أسهمتا في انتشار الطب التجميلي».

من جهته، أكد مدير مركز الاستشارات النفسية الدكتور محمد النحاس، أن مسألة الجمال تنعكس على ثقة المرء بنفسه، خصوصاً عندما يشعر بأن الابتسامة المصنوعة هي ابتسامة كاملة وأفضل من التي كان يملكها، كما انها تعزّز التواصل مع الغير، كونها تزيد الثقة، وتشعر المرء بالرضا عن شكله الخارجي، معتبراً ان المرء يرى الوجود جميلاً من خلال جماله هو، إذ لا يمكن أن يرى الإنسان الجمال إن لم يكن يشعر به داخله.

وشدد على أن التجميل الضروري مقبول، أما الذي يكون دافعه البحث عن التغيير نتيجة عدم الرضا، فهذا غير محبب.

تويتر