مسؤولون أكدوا تحقيق «ربح بيئي».. وآخرون كشفوا عن غياب حملة وطنية للتصـــــــــــويت للمحمية

«بوطينة» خارج «العجائب».. تقــصير ومكاسب

صورة

لماذا فشلت جزيرة بوطينة في الوصول إلى قائمة العجائب الطبيعية السبع الجديدة؟ تساؤل تردد في الأيام الأخيرة عقب اعلان نتائج التصويت، وتوقف «بوطينة» عند الترتيب الـ.14 وتفاوتت ردود الفعل حول النتيجة، اذ ذهب مسؤلون إلى ان «بوطينة» لم تفشل، وان حالة التلاحم والتآخي التي أوجدتها بين أفراد المجتمع مكسب مهم لا يمكن تجاهله. وكذلك نجاح الحملة في توعية الناس بالجزيرة ومميزاتها في الداخل، وتعزيز صورة الإمارات أمام العالم، اذ لا تقتصر على الصحراء والنخيل والنفط، لكنها تمتلك كنوزا طبيعية فريدة، مؤكدين ان حملة التوعية البيئية مستمرة. في حين رأى آخرون ان تقصيرا كان وراء فشلها في دخول القائمة، مشيرين الى غياب حملة وطنية واستراتيجية واضحة للترويج للجزيرة والتصويت لها.

من جانبها، طرحت «الإمارات اليوم» الموضوع على شخصيات ثقافية إماراتية لتقييمه من مختلف جوانبه، من منطلق ان كل تجربة يمكن ان تستخلص منها دروساً تفيد في المستقبل.

في إجابته عن التساؤل، قال مدير الأنشطة الثقافية والمجتمعية بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، الدكتورحبيب غلوم، ان «ما حدث في هذه التجربة يجب التعامل معه باعتباره درساً يستفاد منه في المستقبل في حال المشاركة في أي محفل باسم الإمارات»، مشدداً على ان النيات الطيبة لا تخلق إبداعاً أو إنجازاً من دون عمل حقيقي يتناسب مع قيمة الموضوع وأهميته، خصوصاً إذا ما ارتبط باسم الدولة، لأن الخسارة في مثل هذه الأوضاع تحمل مردوداً سلبياً.

وأضاف «أتصور انه كان هناك تقصير من قبل الجهة المسؤولة عن جزيرة بوطينة، من حيث التأخر في تعريف الجمهور بالجزيرة، ومميزاتها التي تؤهلها للدخول في المنافسة والحصول على التصويت، بدليل ان هناك كثيرا من أبناء الإمارات لم يعرف عن (بوطينة) إلا في وقت متأخر جدا، ما يشير إلى الاستعجال في المشاركة في التصويت قبل ان نعرّف الجمهور بما نحن مقبلون عليه». كما أكد انه «لم يكن هناك عمل حقيقي يواكب أهمية الحدث بالمقارنة مع الأماكن الأخرى المدرجة على قائمة الترشيح، وهو ما يظهر بوضوح من تواريخ انشاء المواقع الالكترونية للترويج لهذه المواقع، فهي تسبق تاريخ اطلاق موقع بوطينة بكثير».

ما الجدوى

من جانبه، تساءل رئيس تحرير مجلة «أسفار»، إبراهيم الذهلي، عن جدوى مشاركة «بوطينة» وهي محمية طبيعية غير مفتوحة للزيارة، ولا تسعى إلى الجذب السياحي مثل المواقع الأخرى المتنافسة معها، وجميعها مناطق سياحية مفتوحة للجمهور، وتمثل المشاركة في التصويت وسيلة للترويج السياحي لها، وجذب المزيد من الزوار بما يحقق مكاسب اقتصادية لبلدانها. وقال ان «هناك عوامل أخرى أدت إلى عدم تأهل جزيرة بوطينة لدخول قائمة عجائب الطبيعة السبع الجديدة، من بينها الشهرة الواسعة التي تتمتع بها المعالم الطبيعية الأخرى المشاركة، ومعظمها أماكن سياحية معروفة للجميع في أنحاء العالم منذ سنوات طويلة، وبالتالي من المنطقي ان تحظى بنسب تصويت مرتفعة، في مقابل (بوطينة) وهي جزيرة صغيرة ولم تكن معروفة حتى لكثير من أبناء الإمارات قبل مشاركتها في التصويت».

وانتقد الذهلي غياب استراتيجية طويلة المدى والتخطيط الجيد لإدارة عملية المشاركة في التصويت تبدأ منذ فتح باب التصويت، والعمل على استغلال الفرص الممكنة للترويج للجزيرة، مضيفاً ان «دولاً مشاركة قامت بوضع شريط اعلاني لمواقعها التي ترشحها في التصويت، على قنواتها الفضائية لمدة تصل الى سنة ونصف السنة، وسيلة لحث الجمهور على التصويت». وأشار إلى ان سفارات دولة الإمارات في دول العالم كان يجب ان يكون لها دور في حشد الأصوات لـ«بوطينة».

عدم جدية

مصممة الأزياء الإماراتية منى المنصوري، التي قامت بمبادرة شخصية بتصميم فستان يحمل رسالة للتصويت لـ«بوطينة» وقدمته في عرض للأزياء اقيم في العاصمة المصرية القاهرة، بهدف التعريف بالجزيرة والمسابقة في خارج الدولة، ثم عادت وقدمت تصميماً آخر يحمل المضمون نفسه في عرض داخل الإمارات، اتفقت من جانبها مع الرأي السابق، معتبرة ان «عدم وجود استراتيجية واضحة ومدروسة للعمل كان من أهم الاسباب التي حالت دون فوز بوطينة، على الرغم مما تتمتع به الجزيرة من امكانات طبيعية فريدة تتفوق بها على كثير من المواقع الطبيعية الشهيرة في العالم»، وأضافت «كانت هناك حالة من عدم الجدية والابتكار في الترويج، ولم تتم الاستفادة من إمكانات الدولة وما تتمتع به من حب واحترام لدى الشعوب العربية وشعوب دول العالم، فلم نلمس دوراً لسفارات الدولة من أجل حشد الأصوات لـ(بوطينة) والتعريف بها، وهو أمر ليس صعبا وكان يمكن تحقيقه من خلال حفل استقبال يقام في كل سفارة، ويتولى المدعوون عند دخولهم الحفل التصويت عبر الموقع الالكتروني»، مؤكدة «لمست بنفسي مدى التجاوب الكبير مع الفكرة خلال عرض الأزياء الذي اقمته في القاهرة، حيث قام الحضور بالتصويت، ورحبت جهات عدة بالمساعدة والمشاركة في الحملة»، موضحة انه كان يمكن ترتيب زيارات للجامعات والمدارس والمعاهد وفق خطة منظمة، يتم في هذه الزيارات التوعية بالجزيرة والتصويت لها عبر الموقع، مع الاهتمام بوسائل توعية مبتكرة تناسب الأطفال مثل عمل ألعاب و(بازل) للأطفال على شكل جزيرة بوطينة وما تضمه من حيوانات نادرة، وهو اقتراح قدمته مع اقتراحات أخرى لهيئة البيئة ولم ينفذ».

جهود ودعم

أفادت الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي، رزان خليفة المبارك، بأن الحملة التي اختتمت في 11 نوفمبر الجاري، حصلت على دعم غير مسبوق من أصحاب السمو الشيوخ وأعضاء مجلس الوزراء في الدولة، بالإضافة الى نخبة من المشاهير المحليين، والرياضيين، وهواة الرياضات البحرية، ونوادي الدراجات النارية، وطلاب المدارس والجامعات وأكثر، موحدة بذلك المقيمين من مختلف شرائح المجتمع في مختلف أنحاء الدولة. كما استضافت هيئة البيئة معرضاً بيئياً كبيراً يضم مجموعة من الفعاليات دعماً لحملة التصويت لمصلحة جزيرة بوطينة. حيث صمم المعرض على شكل قبة على كورنيش أبوظبي واستمر من يوم 30 سبتمبر الماضي حتى 13 نوفمبر الجاري. أوترافق مع المعرض تنظيم مجموعة من الفعاليات لدعم حملة التصويت لمصلحة جزيرة بوطينة، فضم المعرض نموذجاً مصغراً للحياة على جزيرة بوطينة، بما في ذلك مشاتل لأشجار القرم ومركز لإعادة تأهيل السلاحف، بالإضافة إلى العروض التفاعلية التي تتناول قضايا المحافظة على البيئة البحرية، والجهود التي تبذلها هيئة البيئة بالتعاون مع شركائها. بينما عرضت السينما البيئية بالمعرض سلسلة جديدة من الأفلام البيئية الوثائقية التي تتناول البيئة الاماراتية، والتي أُنتجت بالتعاون المشترك بين هيئة البيئة وعلي آل سلوم. وبلغ عدد زوار المعرض أكثر من نحو 70 الف شخص بما في ذلك العديد من كبار الشخصيات وعدد من المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة وطلبة المدارس والجامعات.

كما انتقد الإعلامي الإماراتي رائد الشائب، التقصير في حشد الرأي العام بصورة مكثفة منذ البداية، مشيرا الى ان ذلك لم يتحقق إلا في الشهر الأخير من حملة الدعاية. وانتقد عدم تقديم وسائل إيضاحية للتعريف بالجزيرة بطريقة لافتة للأنظار، خصوصاً انها جزيرة مجهولة لدى كثيرين، وكونها محمية لا تمكن زيارتها، كان يتطلب بذل جهد إضافي للدعاية لها، يفوق الجهد المطلوب للدعاية لمكان سياحي مفتوح للزوار ويمكن للجميع الاطلاع على مميزاته ومناطق الجمال فيه.

وقال: «حتى في الفترة الأخيرة من الحملة، جاء تصويت بعض الهيئات والجهات في الدولة عبر مبادرات فردية من هذه الجهات، ولم تتم في إطار حملة وطنية للتصويت، بحيث تكون هناك زيارات لكل مؤسسة، والحصول على أصوات العاملين بها في إطار حملة وطنية شاملة على مستوى الدولة في كل الإمارات، تنطلق بعدها الى الدول العربية».

لا للفشل

وجهة نظر مغايرة طرحها المستشار الثقافي علي آل سلوم؛ الذي تم اختياره سفيراً للتوعية البيئية من قبل هيئة البيئة في ابوظبي، رافضاً من الأساس الحديث عن الفشل، ومؤكدا انه لا يجب التعامل مع الموضوع بنظرة ضيقة، وحصره في التأهل ضمن قائمة العجائب الطبيعية السبع الجديدة. وقال «هناك جوانب أخرى يتم تجاهلها، فقبل حملة التصويت لم يكن هناك أحد يعرف بوجود جزيرة في الإمارات باسم بوطينة سوى عدد محدود جدا، أما الآن اصبحت الجزيرة معروفة على نطاق واسع داخل الدولة وخارجها، كما ان الجزيرة، وهي مجهولة بالمقارنة بالمواقع الأخرى المشاركة في التصويت، استطاعت ان تنافس عددا كبيرا من الأماكن السياحية الشهيرة وان تصل إلى الترتيب الـ،14 وهو ربما مركز لا يرضي طموحنا، ولكنه وضع (بوطينة) أمام أنظار العالم»، مشيراً الى ان حصول الجزيرة على 13 مليون صوت يعني ان هناك مليون شخص عرفوا قيمتها ومميزاتها كونها محمية طبيعية فريدة من نوعها، في المقابل نجد ان هناك أماكن مرشحة على القائمة تمتد جغرافياً عبر عدد من الدول مثل نهر الأمازون، ولذا من الطبيعي ان تحصد هذه المعالم أصوات سكان هذه الدول بما يضاعف فرصها في الفوز.

وأضاف ان «التصويت لجزيرة بوطينة كان جزءاً من هدف أشمل هو نشر التوعية البيئية بين الجمهور من مختلف فئات المجتمع، والعمل على تثقيفهم بيئياً، وتوعيتهم بأهمية وكيفية الحفاظ على البيئة في الدولة، وهو هدف الحملة التي تم اختياري سفيراً بيئياً لها من قبل هيئة البيئة، الذي تصادف مع حملة التصويت»، مبيناً «اننا لا يجب ان نختزل هذه الأهداف المهمة التي تتصل مباشرة بواقعنا وحياتنا ومستقبل أولادنا، بمجرد محور واحد هو التصويت في مسابقة، على الرغم من أهميتها ومكانتها، تظل مسابقة، كما اننا لم نسع مطلقاً للحصول على تصويت الجمهور من دون توعيته بالأهمية البيئية والطبيعية للجزيرة، وكيفية الحفاظ عليها وعلى ما تضمه من كائنات نادرة ومهددة بالانقراض».

وقال آل سلوم: «خلال المسابقة نجد ان هناك كثيراً من الإيجابيات التي تحققت، منها كسب عدد من محبي البيئة الذين نجحنا في الوصول إليهم وتوعيتهم بالسلوك البيئي الذي يجب الالتزام به للحفاظ على بيئتنا الطبيعية، وايضا التعريف بوجود جزيرة بوطينة بما تتفرد به من كائنات نادرة وبيئة طبيعية لم يتدخل البشر في صنعها، وهي خطوة أولى لنتعلم كيفية الحفاظ عليها وتغيير العادات والممارسات التي قد تؤدي إلى تدمير البيئة». واشار الى ان التصويت نجح في تعزيز مفهوم الإسهام والتآخي والمحبة والتقدير والعرفان بين كل مختلف شرائح المجتمع التي وقفت معاً في حالة تلاحم جميلة، والبعض صوت بمئات الدراهم حباً في الإمارات و«بوطينة». وأضاف ان من بين المكاسب «إدخال جزيرة بوطينة إلى المناهج الدراسية في مدارس دبي، وهي بداية مهمة لخلق ثقافة سياحية وبيئية صديقة للبيئة لدينا، لأننا نفتقد إليها بشدة، وللأسف ليس لدينا مكان سياحي ينطبق عليه وصف (صديق للبيئة)». وافاد بأن «قرار دخول المسابقة جاء لتغيير الصورة النمطية عن دولة الإمارات، وانها دولة حديثة لا تملك سوى الصحراء والغزلان والنخيل، وان الوقت قد حان ليتعرف العالم إلى وجه مختلف للإمارات بخلاف كونها دولة نفطية، وان نتباهى بأن لدينا بيئة بحرية فريدة، ومحمية نادرة تضم مجموعة كبيرة من الحيوانات المهددة بالانقراض».

سلبية

أشار آل سلوم إلى انه قبل اختياره سفيرا بيئيا، كان مثل كثير من الجمهور يرى انه من غير المنطقي ان يصوت لمكان لم يزره ولا يعرفه، ولكن بعد ان تم اختياره سفيرا، واطلاعه على مميزات الجزيرة وما يمكن ان يسببه فتح الجزيرة للزيارة من تدمير لها وللكائنات الطبيعية بها، ثم جاء المعرض الذي اقامته الهيئة على كورنيش ابوظبي ليقدم صورة شاملة عن الجزيرة، وبالتالي أصبح الأمر أسهل بالنسبة للجمهور ليتعرف إلى الجزيرة، لافتاً إلى انه تجاوب مع هذه المعلومات وعمل بمبادرة شخصية منه لدعوة اصدقائه وجمهوره على «تويتر» و«فيس بوك» ولاقت صدى واسعا بين الشباب، وفق قوله، مضيفاً «نفذت 10 حلقات تمثل افلاما قصيرة لا تزيد مدتها على 10 دقائق عن (بوطينة) وما بها من حيوانات مهددة بالانقراض، مراعياً ان تكون قصيرة وبسيطة حتى يتقبلها الجمهور ويتفاعل معها، كما يمكن تبادلها على (بلاك بيري) وهي موجودة بالفعل على (يوتيوب)».

وقال: «للأسف هذه الأفلام لم تلقَ اهتماما كافيا من القنوات المحلية لعرضها، كما لم يهتم أحد بتداولها على (بلاك بيري)، ولكل من تداول تعليقات ساخرة من نتائج التصويت لبوطينة، لماذا لم يتداولوا هذه الأفلام وغيرها من وسائل الدعاية للجزيرة بالاهتمام نفسه؟ وأيضا للذين يقولون ان الدعاية لم تكن كافية أو واضحة بالقدر الكافي، لماذا لم يحاولوا من جانبهم القيام ببحث بسيط على الانترنت؟ لماذا نتعامل بسلبية في الموضوعات والقضايا المختلفة وننتظر الآخرين ليقوموا بكل الجهد من دون ان نحاول بذل أي جهد من جانبنا»، مبيناً ان الذين يعلقون سلبيتهم على شماعة ان الجزيرة غير مفتوحة للزيارة وانه من الصعب ان يصوت لشيء لا يعرفه وغير ملموس بالنسبة له، كان بإمكانهم ان يزوروا المعرض الذي اقيم في قلب ابوظبي على مدى ما يقرب من شهر ونصف الشهر، وتضمن صورة شاملة عن الجزيرة، بالإضافة إلى فيلم وثائقي ووسائل توعية أخرى، بوجود مرشدين بيئيين ومتخصصين في البيئة لتقديم معلومات عن بوطينة وقضايا بيئة. وأكد «مازالت حملتنا مستمرة للتوعية بقضايا بيئية مختلفة مثل منع صيد أبقار البحر، والأسماك الصغيرة للحفاظ على ثروتنا السمكية، مع العلم ان منطقة الخليج تعاني نقصاً في الثورة السمكية يصل إلى 80٪، كما انني اعتبر ان جزيرة بوطينة هي الأمل الوحيد والأخير الذي يمكننا من خلاله توعية الأجيال المقبلة بضرورة الحفاظ على الإرث البحري الذي نمتلكه، وان نعزز حماية البيئة».

رمز للإلهام

قالت الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي، رزان خليفة المبارك «نحن لا نعتبر عدم اختيار بوطينة لتكون من بين عجائب الطبيعة السبع بمثابة خسارة، فمجرد نجاح هذه الجزيرة الفريدة من نوعها في التأهل ضمن 28 موقعاً مرشحاً من مجموع 440 موقعاً تتبع 224 دولة حول العالم، يعد في حد ذاته إنجازا كبيرا للتراث الطبيعي الغني لهذه الجزيرة، ومصدر فخر لنا في أبوظبي ودولة الإمارات والعالم العربي»، موضحة ان الهدف من الحملة لم يكن فقط تحقيق الفوز بالمسابقة ولكن أيضا التعريف بالتنوع البيولوجي الفريد للجزيرة البيئة وإبراز وتعريف العالم بالخصائص النادرة والفريدة لكنوز الامارات الطبيعية، وأشارت المبارك إلى ان جزيرة بوطينة هي المتأهل النهائي الوحيد في المسابقة التي تعد محمية طبيعية غير مفتوحة أمام الجمهور، وكانت تتنافس مع العديد من الرموز الطبيعية المعروفة في العالم مثل الحاجز المرجاني العظيم وجزر غالاباغوس، ولهذا «تعد الجزيرة رمزا لإلهام المجتمع الدولي». واضافت «نجحت بوطينة بطريقتها الخاصة في تعزير اواصر التعاون في المجتمع، بغض النظر عن اختلاف فئاتنا العمرية والاجتماعية، وكل الأصوات التي قدمت تعبر عن تقدير ورغبة منا بدعم وحماية تراثنا الطبيعي، وهذا من شأنه أن يزيد من عزم هيئة البيئة في أبوظبي للعمل بقوة باعتبارها الجهة المختصة بحماية البيئة في الإمارة من أجل حماية بيئتنا لأجيال الحاضر والمستقبل».

منافسة

ذكرت المبارك ان «بوطينة» نجحت في التأهل ضمن 14 مرشحاً من مجموع 440 موقعا طبيعيا حول العالم، تم اختيارها في البداية بناءً على جمال الموقع، وقيمته البيئية، والإرث التاريخي، والموقع الجغرافي. وكانت بوطنية قد نجحت في الوصول إلى المرحلة النهائية من المنافسة مع 28 موقعاً تم اختيارها من بين 77 موقعا في المرحلة الثانية من أصل 440 موقعا، وتعد الجزيرة المتأهل الوحيد الذي يمثل منطقة دول مجلس التعاون الخليجي في مسابقة عجائب الطبيعة السبع الجديدة، موضحة ان هيئة البيئة في أبوظبي أطلقت في شهر مارس 2010 حملة عالمية لتشجيع الناس على التصويت لمصلحة جزيرة بوطينة، وقامت هذه الحملة بزيارة الجامعات والمدارس والمعارض والمناسبات العامة بمختلف أنحاء الدولة وخارجها، واستطاعت حملة الاعلانات المطبوعة ان تصل الى أكثر من 13 مليون شخص في الخليج والشرق الأوسط، في حين استهدفت الحملة الاعلانية التلفزيونية والاذاعية اكثر من ستة ملايين شخص في دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي.

تويتر