اعتبر عدم وجود إماراتيين متخصصين في دراستها تحدياً يواجه البيئة البحرية

أحمد الهاشمي: الشعاب المرجانـية ثروة

الدراسة أجراها الهاشمي على الشعاب المرجانية هي الأولى من نوعها على مستوى الخليج العربي. من المصدر

اجتذبت عوالم أعماق البحار، الباحث الإماراتي أحمد الهاشمي، فتخصص في دراسة الشعاب المرجانية، ليكون أول مواطن يتخصص في هذا المجال الدقيق، ويجري دراسة خاصة بها في الدولة، حسبما أكد الهاشمي لـ«الإمارات اليوم»، مطالباً المواطنين بالالتفات إلى ذلك النوع من الدراسات، للحفاظ على البيئة البحرية التي تعد ثروة ينبغي استثمارها، معتبراً أن عدم وجود اماراتيين متخصصين في هذا المجال تحدياً يواجه البيئة البحرية.

وعن أسباب اختياره هذا المجال قال الهاشمي «درست أحياء بيئية مختلفة، لكن اجتذبتني البيئة البحرية، ولذا تعرفت الى مجموعة الإمارات للبيئة البحرية، التي وثقت علاقتي أكثر بذلك المجال، ولذا قررت دراسة الماجستر والتخصص في الشعاب المرجانية»، مشيراً الى ان بعض المواطنين تخصصوا في الأسماك، فيما لم يلتفت أحد إلى الشعاب المرجانية، ولم تفرد لها دراسات خاصة في بيئتنا.

مرجان قريب

أشار أحمد الهاشمي إلى أن المشروعات الإنشائية التي أقيمت في الخليج ومعها الحواجز المائية، أدت الى تكاثر المرجان على مقربة من سطح المياه «علماً بأنه في العادة لابد من الغوص الى الأعماق لرؤيته. وأدى تدمير الشعاب الى طفو بويضات المرجان على السطح تقريباً، وبالتالي بحثت عن أماكن للنمو، ووجدت الحواجز المائية من أفضل الأمكنة للنمو، وتكاثرت على مسافة لا تتخطى الشبر من سطح المياه، وبالتالي بالقرب من الجزيرة نرى الكثير من الشعاب المرجانية الطبيعية».

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/394092.jpg

وأضاف «الشعاب المرجانية تعد من الكائنات الحية التي توجد في المياه، بأشكال وأنواع متباينة، ويعد وجودها في المياه من العوامل التي تؤدي الى زيادة الثروة السمكية. أما تكاثر المرجان، فيحتاج الى عوامل عدة ترتبط بالمناخ وملوحة المياه، علماً بأنه لا يتم الا في فترات محددة ترتبط بولادة القمر وغروب الشمس».

وأوضح الهاشمي ان «الدراسة التي أجريتها عن الشعاب المرجانية، تعد الأولى من نوعها في الخليج العربي، كون ذلك النوع من الدراسات غير موجود في المنطقة، فيما قمت بدراسة اكثر من اربعة انواع موجودة من الشعاب المرجانية تحديدا في الخليج»، مستدركاً أن هناك دراسة أجريت منذ فترة في السعودية عن الشعاب المرجانية المتوافرة في الخليج، ولكنها ليست شاملة.

وتابع «منطقة الخليج العربي تعد من اعلى مستويات العالم في الملوحة والحرارة، وبالتالي يرى البعض أنها بيئة لا تسمح بنمو المرجان، فيما في الواقع الدراسة التي أجريتها والتي استغرقت سنة كاملة، أثبتت انه يتكاثر مرة في العام، وأن هناك الكثير من الأنواع المرجانية النادرة التي دمرت».

تكاثر

حول كيفية تكاثر المرجان، أفاد الهاشمي بأن المرجان من البيئات التي تسمى أحياناً غابة البحر، كونها تجمع أعلى تنوع حيوي فيها من النباتات والحيوانات، كما ان ألوان المرجان زاهية، والأسماك تحب العيش في هكذا بيئة «كما بينت الدراسات ان ملايين الأنواع من الكائنات البحرية تفضل البيئة المرجانية، وفي المقابل يؤدي تدمير تلك الشعاب الى هجر الأسماك لها، كونها تحب الكهوف والحشائش البحرية التي تنمو بالقرب من الشعاب المرجانية».

ولفت الى انه درس تكاثر المرجان وكيفية حدوثه، ودرس عينات المياه في جبل علي بشكل يومي، وتوصل الى أن «التكاثر يتأثر بتغير الحرارة، فمع الارتفاع والبرودة على سبيل المثال، لا يمكن إيجاد المرجان، ففي القطب الجنوبي لا يمكن رؤيته، وكذلك تغير نقاوة المياه، وتخفيف اشعة الشمس، وكذلك الطحالب التي يحب الحياة معها»، مشدداً على ان مغادرة الطحالب للمرجان تؤدي الى ابيضاض المرجان، والدراسات اكدت انه بعد غياب الطحالب، بأسبوع يموت المرجان. ويوجد نوعان من المرجان: اللين والصلب، والأخير هو المتوافر في الإمارات والخليج العربي، نظرا لطبيعة المناخ الصحراوي القاسي، بينما يتوافر اللين فقط في عُمان.

أنواع

من أبرز أنواع المرجان التي أجرى عليها الهاشمي دراساته، الشجيري الذي يكون كالشجرة، بالإضافة الى الصلب، وكذلك المخي الذي يشبه بشكله المخ، والشعاب التي تنمو على شكل ابراج، إذ راعى في الانواع الأربعة الأشكال المتباينة. أما ألوان الشعاب فتفاوتت بين البني والأخضر والبنفسجي والأحمر والبرتقالي، فالألوان متعددة وكثيرة، وباختلاف خطوط العرض تختلف ألوان المرجان، وكذلك تكاثره في السنة، فمن الممكن ان يتكاثر المرجان مرتين في السنة، فيما من الممكن أن يتكاثر مرة واحدة، حسب الباحث الإماراتي.

ورأى الهاشمي ان العمل على دراسات الشعاب المرجانية غير منتشر في الدولة، و«لكن حالياً بدأ البعض يلتفتون إليها ويهتمون بها، ولابد من تشجيع المواطنين على دخول ذلك المجال، فالثروة البحرية قبل النفط كانت ثروة اقتصادية لكثير من الإماراتيين، واليوم الصيادون يشتكون من قلة الاسماك، وهذا بسبب تراجع المرجان».

واعتبر أن التدمير طال الكثير من الأنواع النادرة التي كانت موجودة في الإمارات، والتي لم تعد متوافرة، نتيجة عدم وجود دراسات تؤكد اهميتها وكيفية المحافظة عليها، مشيراً إلى ان المرجان الإماراتي يتكاثر مرة واحدة في العام، فدورة الحياة لديه ترتبط بالحرارة، وكذلك بينت الدراسات ان المرجان لا يتكاثر الا حين يكون القمر مكتملاً، وبعد مغيب الشمس بساعتين، ولكن هذا لا يمنع وجود حالات استثنائية إذ «عملت لشهور طويلة لمتابعة هذه اللحظة الخاصة، كون الإباضة مرتبطة بالضوء وانعكاسه على الطحالب، ومعرفة وقت التكاثر ليست سهلة اطلاقاً، ولحظة التكاثر تكون أكثر من رائعة من حيث المنظر العام، حيث تطلق الشعاب الحيوانات المنوية على شكل دخان، فيما تطلق البويضات بألوان زاهية»، وشدد الهاشمي على ضرورة وضع الخطط لنمو المرجان بطريقة مستدامة، وزيادة أعداد الإماراتيين المتخصصين في هذا المجال، مضيفاً «شخصياً قرأت أبحاثاً لبعض الشركات كانت تستحضر خبراء أجانب أكدوا وجود 100 نوع من المرجان في منطقة محددة، وحين غُصت تبين لي انه لا يوجد اكثر من 20 نوعاً»، وأشاد بالدعم الذي تلقاه من قبل جامعة الإمارات التي يدرس فيها، وكذلك شركة دوبال التي يعمل فيها بقسم الحياة البحرية، وشركة نخيل التي فتحت له ابواب مختبراتها ليجرب أبحاثه.

تويتر