دينا دبيبو توضح أن أبرز الأمــراض بسبب قلة النظافة.. وتؤكد:

أسنان الأطــفال تتسوّس بعد 20 دقـيقة من أكل الحلوى

دينا دبيبو: الأسنان اللبنية لديها 4 وظائف أساسية. تصوير: دينيس مالاري

تتجاهل بعض الأمهات أهمية العناية المبكرة بالأسنان، كما أن نسبة غالبة من الأمهات يعتقدن أنه لابد من بدء الاهتمام بأسنان الأطفال بعد بلوغ الطفل العامين. فيما وبحسب ما أكدت اختصاصية أسنان الأطفال دينا دبيبو، أن التنظيف يجب أن يكون مع بروز أول سن عند الطفل. وأشارت إلى ان أبرز المشكلات التي تواجه الأطفال سواء في الأسنان أو حتى اللثة، هي ناتجة عن قلة العناية بالتنظيف المهم للأسنان، مضيفة أن أسنان الأطفال قد تتسوس بعد 20 دقيقة من أكل الحلو، وحثت على وجوب التركيز على التنظيف بحسب العمر، وكذلك الاعتناء بالنظام الغذائي الجيد، كونه يضمن الحفاظ على أسنان جيدة عند الأطفال، لاسيما قبل تبديل الأسنان اللبنية.

وقالت دينا دبيبو، إن «العناية بالأسنان تبدأ من التنظيف، الذي يجب أن يكون مع ظهور أول سن، من خلال استخدام قطعة شاش نظيفة مبللة بالماء، وذلك لحماية السن من التسوس، سواء كانت الرضاعة طبيعية أم لا، على ان يكون التنظيف بعد كل وجبة». ولفتت الى وجوب تنظيف الأسنان بعد استعمال زجاجة الرضاعة، وذلك لأن الأسنان تتعرض للتسوس حتى من الحليب،لهذا يجب تنظيف الأسنان بعد الرضاعة، وإن كان الطفل نائما. ونصحت بوجوب استخدام فرشاة الأسنان، من دون معجون لتنظيف الأسنان للأطفال الذين هم دون السنتين، فيما وبعد بلوغ الطفل عامه الثاني، يصبح من الضروري تنظيف الأسنان بكمية قليلة من المعجون، يوميا بعد الفطور وقبل النوم.

تسوّس

لفتت دبيبو إلى ان الرضاعة تتسبب في تسوس الاسنان، وأضافت «اليوم أواجه مشكلة مع الأطفال وهي التسوس عند الصغار، وقبل تبديل أسنان اللبن، إذ يؤدي التسوس الى تآكل الأسنان كليا»، ولفتت الى ان الأسنان أو الضروس اللبنية، لها مهمات محددة، وهي تعليم الأطفال المضغ والنطق، كما انها تعطي المظهر الصحي والجميل، وبالتالي لابد من المحافظة على المسافة بين الأسنان، بشكل منتظم، وإن فقدان أي سن قبل الوقت المبرمج له يؤدي الى فقدان الوظائف السابقة التي ذكرتها، أما حين يتعدى الطفل العام الثاني، فعندها يتوجب تنظيف الاسنان بعد وجبة الفطور، وبعد وجبة العشاء. ولفتت دبيبو إلى وجوب شرب الماء بعد الأكل مباشرة، إن لم يقم الطفل بتنظيف أسنانه. واعتبرت أن النظام الغذائي السليم يقي التسوس، كونه يعتمد على وجبات الطعام التقليدية المحضرة في المنزل. ويقوم الغذاء السليم على الحصص الغذائية الرئيسية، وعادة تكون مقسمة الى أربع حصص من الحليب ومشتقاته، وخمس حصص من الفواكه والخضار، مع الابتعاد عن الحلويات المصنعة والبطاطس المقرمشة، والمشروبات الغازية، كونها قليلة الفوائد الغذائية، ولأنها تساعد على سرعة التسوس. وشددت على ان اعتماد الوجبات المنزلية يخفف من التسوس إلى حد كبير، كونه يخفف من اكتساب عادة الوجبات السريعة. وشددت على وجوب تجنب الطفل الحلويات المصنعة، وبالتالي نصحت بتقديم الفواكه لاسيما الموز، مع الابتعاد عن السكر الابيض المكرر والنشويات.

قصص الأطفال

 

يعتبر تبديل الأسنان اللبنية من الأمور التي تكون مبرمجة بحسب التكوين الجسدي عند الأطفال، وهو غالبا ما يبدأ به الأطفال في أعمار متفاوتة وغير ثابتة. وتنتشر قصص وعادات خاصة بالأسنان، سواء في المجتمع الغربي أو العربي. ويعتمدون في الغرب على عادة هي أنه عندما يتم سقوط السن اللبنية، على الطفل وضع السن تحت الوسادة، فيما تأتي جنية الأسنان ليلا، وتأخذ السن، وتجلب للطفل ما كان يتمناه من ألعاب، فيما فعليا يقوم الأهل بإحضار الهدايا للأطفال. أما في المجتمعات العربية، فيتم الاعتماد على حكايات غريبة، وهي عدم رمي السن اللبنية في أي مكان، إذ يجب أن تطمر في التراب، أو يكب في الماء الجاري، بينما يطلب الأطفال من الشمس أن تجلب السن الجميلة للطفل، وغالبا ما يردد الأطفال بعض الاهازيج الخاصة بها، ومنها «يا شمس يا شموسة، خذي سن العروسة، واعطيني سن جديدة آكل بيها البسبوسة».

وأشارت الى ان عملية التسوس تحتاج الى 20 دقيقة بعد تناول الاكل كي تبدأ، لهذا لابد من شرب الماء فورا بعد الأكل. أما التخفيف من التسوس عند الأطفال فيكون بحسب دبيبو بالابتعاد عن المأكولات غير الصحية، واعتماد التنظيف بالمعجون، وكذلك الابتعاد عن المأكولات المضرة التي ذكرت.

آثار

أشارت دبيبو الى آثار وجود الطعام المتراكم على الأسنان، إذ له الكثير من الآثار السلبية في الضروس والمينا، ومكون الأسنان، فالحوامض التي تفرزها البكتيريا المتكاثرة من بقايا الطعام، تؤدي الى إذابة المواد الكلسية التي تتكون منها الأسنان، كما أنها تؤدي الى التهاب اللثة، وتسبب بقايا الأطعمة، وفقا لدبيبو، بعض الأمراض في اللثة، وانتفاخها ما يسبب النزيف عند التنظيف. موضحة أن النزيف الذي يحصل عند تنظيف الأسنان يعتبر مؤشرا إلى التهاب اللثة، وبالتالي لابد من التنظيف المستمر والمجدي في المنزل، والمتمثل في تنظيف ما بين الأسنان والضروس. ومن الأمور التي تواجه الأطفال كما أكدت دكتورة دبيبو هي وجود الخراج، مشيرة الى ان صحة الاسنان ضرورية لصحة الجسم، ومن الأمور التي تسبب ألما شديدا الخراج الذي هو عبارة عن التهاب، قد يمتد من الطبقات الخارجية الى الداخلية التي يتكون منها العصب، ويسبب ألما مبرحا للطفل، كما يسبب له ارتفاعا في درجة الحرارة. مضيفة أن هذه الآلام تفقد الطفل توازنه، وقدرته على القيام بأنشطة حياته اليومية، لهذا لابد من معالجتها وعدم التغاضي عن ذلك. ولفتت إلى وجوب الاعتناء بالأسنان حتى قبل التبديل، إذ لا يمكن ترك السن أو الضرس المسوس دون معالجة أو حتى اللجوء الى الحشوات، لأن ذلك يسبب ألما شديدا للطفل، ويسبب فقدان وظائف الأسنان الأربعة. مشيرة الى ان فقدان وظائف الاسنان الاربع، يجعل الطفل يعاني صعوبة في المضغ، وبالتالي هذا غالبا ما يدفع الاطفال الى تجنب المأكولات التي تحتاج للمضغ، والابتعاد عن البروتينات، ويعتمدون أكثر على المواد اللينة، وبالتالي يعرضون أنفسهم لنقص في البروتينات.

أما النصيحة الأخيرة، التي قدمتها دبيبو، فتمثلت في وقاية الأسنان في عمر مبكر، من كل ما تتعرض له من أمراض، لأن ذلك يؤثر كثيرا في صـحة الطـفل، فتنظيف الاسنان خطوة يومية، يجب أن تكون عادة مثل تنظيف الجسم، لا تتغير مع الوقت، كما أوصت باستخدام غسول الفم، الذي يحتوي على الزيوت الأساسية المفيدة للأسنان، وينصح باستخدامها ابتداء من عمر 12 سنة.

تويتر