نجح في استقطاب أكبر عدد من الأسماء المحلية في هذا الموسم

«دبي للموضة».. ابتكــارات إماراتية وتميّز بحريني

صورة

يمكن وصف هذا الموسم من أسبوع دبي للموضة، بأكثر المواسم كثافة في المشاركات الإماراتية، وعلى الرغم من تنوع الأسماء والخبرات المشاركة بين تلك التي انطلقت منذ عقود، وتلك التي تبدأ خطواتها الأولى في عالم الأزياء، اجتمعت كل العروض الإماراتية، سواء المقدمة للعباءات أو الجلابيات، على التميز والابتكار الشديدين، والقدرة على تقديم مجموعات متكاملة تستحق أن تحتل مكانة واثقة في مشهد الموضة المحلي والإقليمي، وربما العالمي يوماً ما، وهو تماماً ما يمكن أن تتصف به كل من مجموعة دار الأزياء «نابرمان» للمصممة هند المطوع ودار «1001 للعبايات» للمصممتين مريم المدفعي وصفا العور، بمجموعة مبتكرة من العباءات العملية وعباءات المناسبات، إضافة إلى مجموعة تستحق الإشادة لدار «آت أغلانس» للمصممتين لميس وإيمان الهاجري، ولمسة متميزة للجلابية للمصممة البحرينية أميرة عامر.

لم تكن العباءات حكراً على الأسماء الإماراتية، بل قدمت المصصمة الهندية سوربهي جاغي في اليوم الختامي لأسبوع دبي للموضة لخريف وشتاء 2011 الذي أقيم في قاعة «زعبيل» من مركز دبي التجاري العالمي، مجموعة تحت عنوان «مهراني» التي احتوت مجموعة من العباءات المميزة، والتي اعتمدت فكرة الطراز الهندي في تزيين الأطراف والحواشي، واعتماد الخامات الهندية الملونة، والزخارف من الحقبة المغولية.

ليست العباءات والجلابيات كل ما تتقنه المرأة الإماراتية ابتكاره، حيث قدمت المصممتان الهاجري مجموعة مميزة من الفساتين الناعمة من فئة الملابس الجاهزة «ريدي تو وير» عبر دار أزيائهما «آت أغلانس»، المعتمدة على فكرة القطع سهلة الارتداء من قمصان وسراويل وفساتين ناعمة، تحمل لمسة مميزة لا تخلو من التطرف الذكي، وبين القمصان الحريرية، وسراويل «الحريم» ذات قصة «الشروال الواسعة»، في مزاوجة ذكية بين الخامات الرقيقة الناعمة من الشيفون والحرير، وبين تلك المتمردة من الجلد، أو المبهرة البراقة المحبة للأضواء مثل الترتر والفرو، فوق أكتف نافرة وقصات تميل الى لفت الأنظار.

عدا عن دور الأزياء الإماراتية الثلاث، قدم الأسبوع في يومه الأخير، مجموعة من المصممين القادمين من الهند، وعدا عن العرض الختامي للمصمم راجيش براتاب سينغ بمجموعته الأنيقة من الفساتين والمعاطف القصيرة والطويلة، قدمت المصممة أرتيجيفي غوبتا، مجموعة من التصاميم ذات الروح والشكل الهندي، بتطريزات وقصات لا تخرج عن هذا الإطار، وهو حال مجموعة «سبونتانيا» التي قدمتها كل من بارول شوبرا وشيريا، التي ضمت مجموعة من القطع اليومية المستوحاة من التطريزات والخطوط الهندية، وتصاميم للساري، ولباس العرائس المعروف باسم «ليهينغا - كولي».

«نابرمان 1001»

لم تعد العباءة، قطعة يسهل تصميمها أو ابتكار الجديد في عالمها، لما تعيشه هذه القطعة السوداء الغامضة من تطور شديد يجد طريقه لقصاتها ولمساتها، التي تلتزم التقليدي أحياناً بلمسة تطوير بسيطة تضيف جاذبية شديدة على التصميم، أو تلك التي تخرج من نمط العباءة لتعطيه شكلاً شديد الاختلاف قد يعطي للعباءة اسماً آخر لا يمت لها بصلة، وفي خضم هذا كله، تبرز أسماء محددة، تستطيع أن تعطي للعباءة ذلك الألق وتلك الجاذبية الشديدة، دون أن تخرج عن هدفها المحافظ على الحشمة، وإبراز ذلك المظهر الراقي والرزين لمن ترتديه، هذا تحديداً ما قدمته كل من دار «1001 للعبايات» و«نابرمان» اللتين قدمتا مجموعة شديدة التميز والابتكار، منها ما يمكن ارتداؤه في المناسبات الراقية من حفلات زفاف وما يشابهها من تجمعات، ومنها ما يناسب الخروج اليومي، والمناسبات العامة الرسمية.

«1001 للعبايات» قدمت لمسة جديدة ومغايرة لقصات العباءات دون الخروج عن تلك اللمسة الهادئة والمتزنة، تزين بعضها بالشرابات، وبعضها الآخر بالتطريزات الملتفة، وتلك المستوحاة من الفن الإسلامي، إضافة إلى عباءات تلونت بطبعات مشرقة الألوان بدت أكثر جرأة وشبابا، وجامعة بين الجرأة وبين الأنوثة، وكان للعمارة المتميزة لدبي الأنيقة نصيبه مرة أخرى من عروض أسبوع دبي للموضة، حيث تزينت إحدى العباءات المتصلة بقلنسوة رأس مبتكرة، رسماً مرصعاً لبرج خليفة، أطول أبراج العالم، في فكرة شديدة الابتكار، تعين على تحويل العباءة إلى سترة طويلة.

قصات مبتكرة

كان لـ«نابرمان» لمسة أخرى في عباءاتها شديدة التميز، والتي نجحت في تقديم مجموعة لافتة مناسبة وبشدة لموسم خريف وشتاء ،2011 سواء في قصاتها أو ألوانها أو الخامات المستخدمة فيها، في تميز واضح في تطوير خامات المخمل الراقي والمترف دائماً إلى مجموعة من العباءات الراقية، في تركيز واضح على تطوير قصات مبتكرة، لم تخرج عن المحتشم والواسع، مع الحرص على تقديمها بلمسة خاصة تحتوي كثافة في القصات التي يعكسها ذلك المزج الذكي بين الخامات السوداء، سواء من الكريب الحريري، والحرير الناعم المنساب، والتول، الذي ركزت على أن تعتمده طبقة خارجية لمجموعة من العباءات السوداء المزينة بالورود هادئة الألوان، إضافة إلى المخمل ذي الأشكال الناعمة الهندسية، التي تداخلت مع خامات حريرية سادة، انسدلت مستقيمة في بعض القصات، وتجمعت بكثافة عفوية أنيقة في عباءات أخرى، وتكرار الفكرة بين المخمل الأسود والحرير المشابه في اللون، أو ألوان أخرى هادئة مثل الوردي الفاتح، دون أن تتجاهل تزيين بعض العباءات بأحزمة ناعمة مشابهة في خاماتها لخامات العباءة، إضافة إلى تميز للعباءات الملتفة المشابهة لقصة «الروب» والمزينة بحبال تتدلى منها شرابات أنيقة.

فن اللون

لا يمكن وصف مجموعة المصممة البحرينية أميرة عامر سوى بالجذابة واللافتة، سواء عبر مجموعتها الراقية من الجلابيات الملونة، والمعتمدة على فكرة الطبعات والنقوش، أو العباءات الحريرية المنسدلة بأفكارها الناعمة غير المبالغة، والمعاكسة في لمستها لمجموعة الجلابيات التي تعكس جرأة وهوس المصممة باللون وتبايناته العديدة، وهي الجلابيات التي تفاوتت بين الطويلة المنسدلة الناعمة من الحرير المشغول، أو تلك الشيفونية القوية بألوانها والتي انسدلت متسعة ومتموجة بقصات أقرب إلى الفساتين الغجرية، أو تلك الريفية الجذابة، إضافة إلى تلك الجلابيات الفساتين التي اعتمدت ألواناً صاخبة وقوية، وتطريزات كبيرة مستوحاة من النقوش الإسلامية وتلك الشرقية المزخرفة، إضافة إلى مجموعة مميزة من القفطانات والعباءات الشيفونية الملونة المزينة بحواشٍ من المخمل الملون على ثلاث طبقات، والمعزز بتطريزات ملونة وتعريقات خيوط لماعة، وحواشٍ من الحرير الهندي على خامات شفافة من اللون السادة تزينها شرابات ملونة، في مجموعة كانت شرقية بحتة، سواء بقصاتها وتصاميمها، وزينتها ومشغولاتها، أو بألوانها وغناها الشديد والترف في استخدامها والمزج بينها وبين زينتها.

تويتر