«دبي للموضة» يجمع عروضاً من آسيا وأميركا اللاتينية والخليج

«مرايم» و«سلوجيز».. ابتكارات في العباءة والجلابية

صورة

جمع اليوم الرابع وقبل الأخير من «أسبوع دبي للموضة» لموسم خريف وشتاء ،2011 مجموعة كبيرة من الأسماء الخليجية، والعربية، والآسيوية، إضافة إلى المكسيكية، بينما كان التميّز الأكبر للإماراتية التي استطاعت على مدى أيام الأسبوع أن تقدم مجموعات مبتكرة تحمل طابعها الخاص، وزخماً من المعرفة والاطلاع لمصمماتها، متزاحمة وبشدة على التميّز والابتكار، وتقديم عروض أزياء متكاملة المعايير، وهو ما لم تخرج عنه كل من دار الأزياء الإماراتية «مرايم» لكل من مريم وفاطمة مصطفى، و«سلوجيز» لمريم السليج.

كان للعباءات وما يحاكيها من جلابيات تعتمد تلك القصات المنسدلة الملتفة، تميز كبير خلال العرضين الإماراتيين الوحيدين في اليوم الرابع من «أسبوع الموضة»، الذي اختتم أول من أمس، في قاعة زعبيل بمركز دبي التجاري العالمي في دبي، بينما تزاحمت بقية الأسماء على عروض اليوم ابتداءً من المصممة الهندية جايا ميزرا، التي قدمت مجموعة «نافراتنا» عبر دار أزيائها «لاستروز»، مقدمة مجموعة من التصاميم الناعمة المعتمدة على التطريزات، واللمسة الهندية في الزينة والقصات والتصاميم بشكل عام.

في المقابل، كان لتصاميم دار أزياء «مونتاين» لكل من نسرين دشاش وآرشيا خان، لمسة معاصرة ومتحررة من الملابس الجاهزة، التي اعتمدت فكرة السراويل الضيقة «ليغينغز»، منها المزيّن بالترتر والزينة البراقة، أو تلك المفتقة على الأرداف والسترات الضيقة والأكتاف النافرة، وكثير من البلوزات وقمصان الـ«تي شيرت» الشبابية، والفساتين البوهيمية الحرة، في محاولة للتناوب بين الحقبات المهمة في عالم الفن والأزياء، فكانت مجموعة ذات روح متطرفة لا يمكن وصفها سوى بالشبابية المتمردة، التي يمكن أن تكون مقبولة بين جموع الشباب، لسهولة ارتدائها وبصمتها الحادة الجريئة، إلا أنها لم تقدم الجديد في الأفكار.

إضافة إلى ذلك، قدم كل من المصمم اللبناني هادي كاترا، مجموعة مميزة الفساتين الناعمة والمتموجة من الحرير المطبّع، التي بدت مناسبة للسهرة والمناسبات البسيطة، لما اعتمدته من بساطة في التزيين، والبعد عن الكثافة والاحتشاد، والغنى في القصات، التي جعلت المجموعة مقبولة في مختلف المناسبات، إضافة إلى عرض للمصممة الهندية أديتي جاغي راستوغي، التي قدمت مجموعة متطورة من القصات من دون أن تخرج كعادتها عن التطريزات والمشغولات الهندية التقليدية، إضافة إلى عرض الختام للمصمم محمد عاصم جوفا، المعتمد على التفاصيل والزينة القريبة من أشكال المجوهرات الثمينة، لمجموعة تكونت من 42 قطعة اعتمدت الأقمشة الثمينة المترفة، من المخمل، والشيفون، والشمواه المطرز بخيوط ذهبية.

«أشباح زاحفة»

على الرغم من الاسم غير التقليدي «أشباح زاحفة» لمجموعة آنيو موسى ذات الـ18 عاماً والطالبة في جامعة «إسمود دبي» لتصميم الأزياء، فإنها استطاعت أن تبين قدرتها على أن تقدم مجموعة ذات روح وفكرة موحدة، وعدداً من القطع التي تستحق الإشادة، على الرغم من صغر سن المصممة، في أول خطوة واثقة لها في عالم الأزياء، فكانت المجموعة التي اعتمدت الجلد الأسود غالباً خامة أساسية لها، بعدد من الفساتين والسراويل وأطقم «الأوفرهول» التي حملت لمسة أنثوية حملت طابعاً متطرفاً، لأسود سائد وزينة من أشواك معدنية.

بينما كان للمصممة المكسيكية ماري كارمن فلاها، نظرة أخرى للأزياء، عبر تقديم المريـح السلس، وعـبر دار أزيائهـا «إم ـ مي»، المتمثل بسترات صوفية محاكة تعتمد الألوان الداكنة، فوق أطقم رياضة مطبّعة، وقمصان طويلة واسعة من الكشمير، وسراويل ضيقة، وأخرى فضفاضة من الحرير، وزينة تعتمد الترتر البراق.

كما قدمت مصممة الأزياء القطرية فاطمة الماجد، وللمرة الثانية على منصة «أسبوع دبي للموضة»، مجموعتها من أزياء السهرة، التي تكونت من 38 قطعة اعتمدت الحرير والشيفون بألوان غلب عليها الشكل السادة، والتطريزات اليدوية المعتمدة على الخيوط البراقة وأنواع الكريستال والأحجار، إضافة إلى تسع قطع من العباءات الواسعة المعتمدة على أنواع مختلفة من القصات وأفكار التزيين، وعلى الرغم من تميز الخامات وتفاصيل الزينة التي قدمتها المصممة، معتمدة مجموعة متنوعة من الألوان الداكنة والقوية وتركيزاً واضحاً على فكرة تجميع الخامات وزمها، فإن المجموعة لم تقدم أفكاراً جديدة أو مبتكرة يمكن أن تضيف ذلك العامل المبهر، الذي يميز العروض الناجحة من تلك الجيدة.

عباءات

كان للعباءات مكانتها الخاصة والمتميزة في عروض اليوم قبل الأخير من «أسبوع دبي للموضة»، إذ قدمت كل من دار «مرايم» و«سلوجيز» مجموعتين شديدتي التميز، وهو ما بدأته الدار الأولى، مقدمة مجموعة تنوعت بين العباءات العملية، وعباءات السهرة المبتكرة، معتمدة الاتساع والانسيابية التي لا تبتعد عن الأنوثة والاهتمام بالشكل الجذاب والملفت للجسم، وعلى الرغم من وجود عدد من القطع التي اتخذت إلهامها وإيحاءاتها من دور أزياء عباءات أخرى شهيرة في الدولة، فإن ذلك لم يقلل من جاذبية التصاميم، وقدرة المصممتين مريم وفاطمة مصطفى على تطويرها وتقديمها بشكل جذاب.

تنوّعت القصات بين تلك الواسعة المنسدلة المفتوحة، وأخرى مبتكرة بدت أقرب إلى الفساتين، سواء تلك التي تزينت بأحزمة ناعمة وجيوب كبيرة مفتوحة أعطت العباءات شكلاً عفوياً وأنثوياً، أو تلك المناسبة للسهرة والتي تفاوتت بين المنقسمة إلى قسمين أحدهما أسود وآخر معرق بلمعة ذهبية، أو ذلك الذي تزين بالشذرات والتطريزات السوداء النباتية على الاكتاف وعلى الجانب الداخلي من العباءة، أو ذلك الذي تزين بفيونكة مذهبة كبيرة بشرائط منسدلة، إضافة إلى عباءة شديدة التميز تزينت جوانبها بالترتر الأسود والذهبي، يمكن اعتباره التصميم الأنجح للمجموعة.

وبطبيعة الحال، لم يقل مستوى تصاميم الإماراتية مريم السليج أقل تميزاً، بل كانت أكثر تميزاً ونجاحاً في تقديم المبتكر والجديد، سواء في تصاميم العباءات، أو تلك الجلابيات المشابهة والمتماهية معها في الفكرة، معتمدة القصات المنسدلة الواسعة، والتموجات المتهدلة التي تعتمدها المصممة بشكل عام واستوحتها أيضا من اسم الدار الذي يجمع بين اسم عائلة المصممة وبين كلمة «سلوجي» باللغة الإنجليزية، والتي تعكس فكرتها لتلك القصات المتسعة الكسولة ذات الإيحاء المريح.

جمعت المصممة بين فكرة العباءة والجلابية في تصاميمها، مقدمة مجموعة مميزة من الفساتين الناعمة التي تضيق عند الخصر بأحزمة تزين بعضها بالترتر، وانسدل بعضها متموجاً وملتفة بحرائره الراقية، بينما أخفت المصممة تلك الفتحات والأكتاف العارية، بمجموعة من تصاميمها الخاصة من العباءات المفتوحة الواسعة، والتي تشابهت تارة وتماهت مع تصاميم الفساتين، وتباينت تارة أخرى معها، سواء بتطريزاتها أو الخامات المستخدمة معها أو بطانتها ذات الألوان الواضحة، بطريقة لم تخف ذكاء المصممة في اختيار الألوان سواء تلك الخاصة بالتصميم الواحد، سواء للعباءة أو الفستان، أو تلك التي تجمع بين ألوان العباءات وما تحتها من فساتين، مقدمة الفستان والعباءة مظهراً واحداً، يعتمد التصميم فيه على الآخر، بينما اختتمت المصممة العرض بفستان رومانسي وأنيق للزفاف، تميز بقصته الضيقة والتموج العفوي الغني بين الحرائر والدانتيل والكشكشات الرومانسية، والزينة المعتمدة على أحجار الكريستال متفاوتة الأحجام.

تويتر