«أسبوع دبي للموضة» يجمع أكثر من 8 عروض في يومه الثالث

«مواهب صاعدة».. نجوم علــى المــنصّة

صورة

لم تكن التصاميم التي قدمها المصممون الستة المشاركون في فئة «المواهب الصاعدة» في هذا الموسم، أقل جودة أو أبسط في تصاميمها أو دقة تنفيذها من أي عرض قدمه اليوم الثالث من أسبوع دبي للموضة لخريف وشتاء ،2011 حيث استطاعت تلك المجموعة من المصممين الواعدين أن تثبت أن الموهبة والمهارة الحرفية، قد تحتل مكانة «نجوم» تطغى على الخبرة، مقدمين تصاميم مبتكرة ودقيقة ومدروسة، وهي الفئة التي يدعمها الأسبوع في كل موسم، ويقدم لها منصة عروضه دعماً لمهاراتهم، وانطلاقة أولى لهم في عالم الأزياء.

كان اليوم الثالث للأسبوع الذي اختتم فعالياته أمس في قاعة زعبيل في مركز دبي التجاري العالمي، أكثر أيام الأسبوع كثافة في العروض، حيث ضم ثمانية عروض، اشترك في بعضها أكثر من مصمم، ما يزيد عدد العروض وإن احتشدت في عرض واحد، والتي غلبت عليها المشاركات الآسيوية القادمة من الهند، بينما اقتصرت المشاركات العربية على كل من عرض للمصممة اللبنانية بولا كيه، وآخر للمصممة الإماراتية عائشة العليلي لدار أزياء «موديست»، إضافة إلى مجموعة للجنوب إفريقية فهيمة قادر، بينما جمعت الأسماء الهندية المشاركة كلاً من المصمم شريكانث، بينما قدمت دار أزياء «مومباي سي» التي تجمع مجموعة كبيرة من العلامات الهندية الراقية في تصميم الأزياء كل من العلامة «هيمانت آند نانديتا»، و«ميناه» للمصممة رينو تاندون، والمصممة إكتا سنغ، و«مهر آند ريديما»، إضافة إلى العرض الختامي للمصمم غوراف غوبتا.

نجاح

يمكن اعتبار عرض «المواهب الصاعدة» الذي استهل اليوم الثالث من أسبوع الموضة، هو العرض الأنجح للأسبوع، سواء من خلال أهداف هذه المبادرة الداعمة للمواهب المتميزة في عالم تصميم الأزياء، وتهيئة الطريق لها لأن تكون نقطة انطلاقة ناجحة لها في عالم الأزياء، أو من خلال المشاركات شديدة التميز لهذا الموسم، والذي يمكن اعتباره أفضل المواسم لهذه الفئة، والذي شارك فيه كل من أزادا زندي، وسارة مراد، وسارة الرفاعي، إضافة إلى كي لي، وصوفي ويني، وآنا غرغاتز.

وبينما قدمت زندي مجموعة أنيقة اعتمدت الأبيض والأسود لتقديم عدد من القطع الراقية المناسبة لسيدات المجتمع، قامت غرغاتز بعرض مجموعة من تصاميم السهرة التي اعتمدت درجات الوردي والأحمر والأسود، جيدة التنفيذ، إضافة إلى المصممة كي لي، التي قدمت مجموعة من تصاميم الملابس الجاهزة والسهرة، التي تميزت هي أيضا بالتنفيذ الجيد، والخطوط المبتكرة، وقدمت المصممة سارة مراد في ظهورها الأول مجموعة من 10 قطع للمرأة ذات القوام الناعم، بمجموعة لا يمكن وصفها سوى بالأنيقة والجذابة، جمعت الفساتين شديدة القصر ذات التداخلات المبتكرة، والأزهار المعتمدة على قطع الليزر، وفساتين أخرى مستوحاة من خمسينات وستينات القرن الماضي، بينما اتسمت تصاميم ويني بالبساطة الشديدة، سواء في الفساتين أو السراويل والسترات الأنيقة، بينما قدمت الرفاعي مجموعة معتدلة ومحتشمة من التصاميم التي قد تحتاج إلى المزيد من التطوير.

ضربات الألوان

قد يكون شريكانث، أكثر المصممين المترددين على أسبوع دبي للموضة حباً للطبعات والخامات الملونة المزينة بالخربشات وضربات الألوان المتعددة، كحال مصممة الأزياء الإماراتية مريم المزروع التي قدمت تصاميمها في أول أيام الأسبوع، مقدماً مجموعة حريرية متعددة الطبعات، والقصات، مالت إلى الخطوط والتفصيل الحر للفساتين الواسعة، الأمر الذي أعطى حرية أكبر للخامات الملونة للبروز، ترافقت الأزياء المتماوجة مع أغطية للرأس مزدحمة بالتفاصيل المتقنة والمستوحاة من رموز الكواكب، وراوحت النقوش الرقمية بين صور طبيعية للفضاء وأخرى مجردة زينت القطع التي اتشحت بألوان الشتاء الداكنة، مع لمسات لونية على هيئة أشكال هندسية، والمستوحاة من أفكار فيليو مارينيت عن الحركة الفنية المستقبلية بتصميماتها المستقيمة وقصاتها ذات الطابع المستقبلي. ومن المعروف عن المصمم ولعه باستخدام النقوش المطبوعة الرقمية وتصاميمه التي خرج بها نتيجة أبحاث في غاية الدقة والاهتمام بالتفاصيل، ولا عجب إذن في أن يعود ليستعين بأقل قدر ممكن من الزخرف، متيحاً بذلك للنقوش المطبوعة أن تبرز وحدها.

حرية

عند الحديث عن تصاميم اللبنانية بولا كيه، لا يمكن سوى الحديث عن الحرية، تلك الحرية التي تنعكس عبر تصاميمها الحرة في الشكل، والألوان وتعددية الوظائف والمرونة، عبر مفهوم «التغيير الكامل» أو الـ«ميتامورفز»، الذي تنصهر فيه الجوانب الوظيفية المتعددة لكل قطعة، محولة البلوزات، إلى أوشحة تارة، أو جاكيتات خفيفة تارة أخرى، وأحيانا إلى قفطانات، تنسدل وتتدلى مزينة الجسد بفتحاتها وألوانها وطبعاتها المتداخلة.

واتسمت الملابس ذات التصاميم الشاعرية بألوان أرضية هادئة من تدرجات البني، وتسربلت بأوشحة سوداء أضفت عليها رشاقة وخفة، إضافة إلى مجموعة من التصاميم المسائية التي لم تخلُ من ذلك العامل الحر والرومانسي. وعكست التشكيلة الشخصية ذات الجوانب المتعددة لدى المرأة العصرية من خلال الأردية والسترات العشوائية المصنوعة من قطع متنوعة من القماش وغير متساوية. وتجلى تأثر المصممة بالموروث والأساطير اللبنانية، عندما تزينت العارضات بأغطية للرأس وأربطة للخصر من النحاس، محافظات بذلك على الطابع الأثيري للمجموعة، التي أطلقت عليها المصممة اسم «رووتس» أو جذور، وهو الاسم الذي أرادت من خلاله أن تعيد خطوطها إلى تلك الحقبة الفينيقية من لبنان، وتلك اللمسة الخام الأرضية البدائية الحرة للقديم.

«حمّى الذهب»

عرضت أول مصممة أزياء من جنوب إفريقيا تشارك في أسبوع دبي للموضة مجموعتها لموسم الخريف والشتاء ،2011 بعنوان «حمى الذهب» في انعكاس لكونها استمدت الإلهام من الثروة المعدنية في بلادها، إلا أن الحمى ربما كانت الشيء الوحيد الذي تأثرت به المصممة خلال عملها على المجموعة، التي لم تتمكن من رفع التصاميم إلى المستوى الكافي من الحرفية والابتكار المناسب لمستوى العروض المقدمة في الأسبوع.

في المقابل، قدمت المصممة الإماراتية عائشة العليلي من «موديست»، مجموعة متميزة من العباءات التي استوحت أفكارها من تعدد الثقافات، والتي تفاوتت بين العباءات الواسعة المبطنة بخامات ملونة وأخرى مطبعة من الشيفون، وأخرى أكثر ضيقاً بدت أكثر قرباً من إبراز رشاقة الجسم، معتمدة فكرة استخدام الخامات المختلفة والملونة غالبا، وبين الكيمونو الياباني، والساري الهندي. كان للعباءة السوداء تلك الهيمنة الكاملة على تلك اللمسات ذات الحضارات المختلفة، بينما تزينت التصاميم أيضاً بكريستالات «شواروفسكي»، وتضمنت الإبداعات الأخرى عباءات ذات تلافيف برتقالية ورمادية لوزية الشكل، وعباءة انطبعت بنقوش جلد الفهد بشكل مائل، كما ضمت المجموعة تشكيلة من أثواب المساء والسهرة. واختتم العرض برداء بلا أكمام غني بالتفاصيل من القماش المخرم الأسود والذهبي والفضي مع ياقة ملكية وتصاميم مترفة من حبات الكريستال.

تويتر