أيام الشارقة التراثية تحتفي بقيم الأجداد الأصيلة

«السنع».. «إتيكيت» إمـــاراتي فـي «بستان الحكايا»

جانب من فعاليات الأيام التراثية. تصوير: مصطفى قاسميئ

تواصل فعاليات «أيام الشارقة التراثية» احتفاءها بالعادات الإماراتية الأصيلة، عبر تنظيم جناح «بستان الحكايا»، جديد النسخة التاسعة لـ«الأيام التراثية»، اليوم، في ساحة التراث في منطقة الشارقة القديمة، بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، جلسة «السنع الإماراتي» (فن التعامل مع الآخر والاتيكيت القديم، وفق قيم إماراتية متوارثة) بهدف تعزيز القيم المجتمعية والسلوكية الأصيلة بين صفوف الأطفال، لتصبح جزءاً من شخصياتهم.

وقالت المسؤولة عن جناح بستان الحكايا ودرب الطيبات في أيام الشارقة التراثية خلود الهاجري، لـ«الإمارات اليوم»: «بالتزامن مع فعالياته التي تعنى بنقل الموروث الشعبي للأجيال المقبلة، ارتأى جناح بستان الحكايا تنظيم جلسة (السنع الإماراتي)، التي تسلط الضوء على فن التعامل مع الآخرين وفق قيم وأعراف وتقاليد وعادات المجتمع، التي أرسى قواعدها وأسسها الأجداد والآباء»، مشيرة إلى أن الجلسة ستتناول كل ما يرتبط بعادات (السنع)، وهو فن التعامل مع الآخرين وفق قيم وأعراف إماراتية، ومنها الضيافة والعادات المتبعة في الزيارات والمناسبات السعيدة والحزينة كذلك وآدابها وآداب المجالس، والعلاقات المتمثلة في التراحم والاحترام بين الكبير والصغير، وأهمية وجود علاقات اجتماعية تؤدي إلى ترابط المجتمع، ويمكن من خلالها حماية الموروثات الثقافية والاجتماعية، ومواجهة كل ما يتعارض مع القيم الأصيلة للمجتمع.

مبادرة

أعلنت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع العام الماضي، عن إطلاق مبادرة «السنع الإماراتي»، التي تأتي ضمن استراتيجيتها الهادفة إلى ترسيخ القيم المجتمعية والفضائل الأخلاقية، وتأتي أهمية هذه المبادرة أيضاً في ظل تغير الحياة وسرعة إيقاعها وانفتاحها، وامتزاج وتداخل الثقافات فيها وتأثيرها في أنماط السلوك، وتهدف إلى تعزيز القيم المجتمعية والسلوكية بين أفراد المجتمع كي تصبح جزءاً من شخصياتهم. تقدم المبادرة جلسات حوارية على يد مختصين في شأن السنع والتراث الإمارتي، تستهدف الشباب والناشئة،عبر التركيز على مجموعة من القيم والسلوكيات التي تركز عليها المبادرة في محاولة لترسيخها.

سلوكيات

تهدف جلسة «السنع» إلى التركيز على مجموعة من القيم والسلوكيات، في محاولة لترسيخها، وتتمثل في «احترام الأكبر سناً، والإخلاص للآخرين، وكرم الأخلاق، والأمانة، والتطوع، والضيافة وآداب المجلس، إضافة إلى آداب الطعام، والترابط، والتكاتف، وآداب التحية والسلام، واحترام المهن والعمل اليدوي، وحب الغير والإيثار»، وفق خلود، التي أضافت «تعتبر جلسة (السنع الإماراتي) من الجلسات الحوارية التي ينظمها جناح بستان الحكايا مع الرواة، بهدف نقل جوانب من الموروث الشعبي إلى الأطفال من أبناء الجيل الجديد، وفيه قمنا باستضافة رواة محليين وخليجيين، منهم الراوي خليفة السويدي وسلطان بن غافان من الإمارات، اللذان سلطا الضوء على العادات والتقاليد والأمثال الشعبية الإماراتية، ويوسف النشابه وإبراهيم سند من البحرين».

وتابعت «يقدم جناح بستان الحكايا باقة منوعة من الورش التعليمية التي تركز كبقية فعاليات الجناح على الموروث الشعبي الذي يحاكي تراث الآباء والأجداد، بهدف تغذية روح الانتماء إلى ثقافة وتراث الدولة وتعزيز الوعي به، ومنها ورش الجبس، ورشة صناعة الدمى التي يقدمها مركز الحرف الإماراتية للأطفال الذي يقدم كذلك ورشة صناعة الحناء التقليدية وطرق نقوشها المعروفة، كـ(القصة) و(الغمصة)، إلى جانب ورشة لعمل الدخون الذي يعد من أبرز أنواع الطيب التقليدية، والذي مازال محافظاً على مكانته، وورشة صناعة مجسمات تراثية ومنها الدمى، من مخلفات المنازل، في محاولة لتشجيع الأطفال على أهمية التدوير، وورشة ترفيهية للرسم الحر وأخرى للصلصال، إضافة إلى مسابقات تراثية.

إقبال

تشهد فعاليات الجناح منذ انطلاقها مع افتتاح فعاليات وبرامج أيام الشارقة التراثية، إقبالاً كثيفاً من الأطفال الذين أنجزوا في اليوم الأول 200 مجسم في ورشة الجبس، فضلاً عن رسومات منوعة في المرسم الحر، وأشكال مختلفة في ورشة الصلصال.

ويُعد جناح بستان الحكايا جديد النسخة التاسعة لأيام الشارقة التراثية، إلى جانب جناح قرية الفنون الشعبية التي تُعد نافذة يطل من خلالها زوار الأيام على خصوصية الفنون الإماراتية التي تميزها عن بقية الفنون الخليجية والعربية. ويضم الجناح محال لبيع الآلات الموسيقية التراثية، ومعرض صور فوتوغرافية لمختلف الفنون الشعبية في المنطقة، إضافة إلى عروض تقدمها القرية في ساحة التراث، وجناح قرية الرحالة الذي يضم صوراً فوتوغرافية ونبذة عن حياة الرحالة الذين زاروا الإمارات، إضافة إلى نماذج من مقتنياتهم وأغراضهم الخاصة وكتبهم.

تويتر