فنون و«طّيبات شعبية» وحكايات للصغار في دورتها التاسعة

«الأيام التراثية» توثـّق «ذاكـرة الشارقة»

صورة

على خلاف دوراتها السابقة، حملت الدورة التاسعة لأيام الشارقة التراثية، التي انطلقت أخيراً في ساحة التراث في منطقة الشارقة القديمة، في جعبتها برامج وفعاليات جديدة، من شأنها أن تسهم في تجسيد شعار الدورة الجديدة ««من التراث ننهل».

وتسلط البرامج الجديدة لأيام الشارقة التراثية الضوء على جوانب متنوعة من التراث الشعبي، إذ تقدم للمرة الأولى، مشروع ذاكرة الشارقة، الذي يهدف إلى رصد وتسجيل كل الروايات الشفهية المنوطة بالمباني القديمة في الشارقة، التي تشهد أبرزها، احتفالية «الأيام» منذ ثماني سنوات، وهي ساحة التراث في منطقة الشارقة القديمة. وفي محاولة لدعم هدف المشروع، تم تنظيم معرض صور خاص حول المناطق والمباني التراثية مرفق به في خيمة تراثية تجذب الرواة والمختصين معاً.

وإلى جانب «ذاكرة الشارقة»، تقدم الفعالية قرية «دار الفنون» التي تعنى بالفنون الشعبية التي تعد إحدى أبرز ركائز التراث الشعبي، وتضم كذلك معرض صور لمجموعة الفنون الشعبية في الدولة، ومحال لبيع آلات موسيقية متنوعة، تتقدمها الآلات الشعبية، إضافة إلى عروض حية شعبية ستركز في هذه الدورة على «الهبان، النوبان، العيالة، الوهابية، الدان، الحربية، الليوا، انديما، الرواح»، ومختلف الفنون البحرية.

«يوم عالمي»

تحتضن أيام الشارقة التراثية، إلى جانب البرامج والفعاليات التي تعكف على تنظيمها طوال أيام المهرجان، فعاليات أخرى متنوعة، من بينها فعالية يوم التراث العالمي، الذي سيصادف 18 من الشهر الجاري، حيث سيشهد عروضاً للفنون والأزياء الشعبية، وعرضاً لتقاليد دول مختلفة.

أطفال

تولي أيام الشارقة التراثية الأطفال اهتماما خاصا، لتعميق روح الانتماء لثقافة وتراث البلد لديهم، ولذا تنظم منطقة خاصة بهم تحمل عنوان «بستان الحكايات»، تضم ورشاً تعليمية، وألعابا شعبية ومرسما حرا، وجلسات تعقد للصغار مع الرواة، تزودهم بجوانب مختلفة بالتراث الشعبي، هذا إلى جانب قسم خاص بأزياء الأطفال التراثية. ومنطقة الألعاب الخاصة بهم، والتي تضم باقة منوعة من الألعاب الترفيهية. وخصصت «الأيام» في طبعتها التاسعة، قرية خاصة لتكريم زوار الإمارات من الرحالة الذين كتبوا عنها، والتقطوا صوراً دونت ماضيها، تحت عنوان «قرية الرحالة» التي تضم صوراً فوتوغرافية ونبذات عن حياة هؤلاء الرحالة، ونماذج من مقتنياتهم وأغراضهم الخاصة التي تعرض للمرة الأولى، إضافة إلى كتبهم.

وظلت أبرز معالم فعاليات وبرامج أيام الشارقة التراثية في دوراتها السابقة، محافظة على ملامحها في الدورة الحالية، ومنها جناح البيئات، الذي يجسد البيئة الجبلية التي تضم تراث أهل جبال الإمارات من حرف ومهن وفنون البيئة البدوية المميزة بقافلة البدو وعازف الربابة وركن القهوة والضيافة البدوية، والبيئة الزراعية التي تحتوي على معرض لمختلف الأدوات الزراعية التقليدية، إلى جانب مجموعة من الحرف والمهن التي تمارس فيها، مثل الحراثة والري القديم.

بيئة بحرية

كما ظل «درب الطيبات» ركناً أساسياً للأكلات الشعبية الإماراتية والخليجية أيضاً، وقرية الحرفيين، التي تضم ورشاً للحرف الإماراتية الرجالية والنسائية يمكن شراء منتجاتها، وعروضاً حية ودورات تدريبية. وكذلك الحال بالنسبة لـ«المرمس» الذي يعد مجلساً لباحثين في التراث، يستعرضون من خلاله تجاربهم البحثية، في التراث الإماراتي وفي غيره، ورواة شعبيين يسردون تجاربهم المختلفة في كيفية المحافظة على عينات التراث المختلفة. في حين اكتفت الأيام، على خلاف الدورة السابقة، بتجسيد البيئة البحرية في حفل الافتتاح، من خلال القافلة البحرية والأنديما (أحد الفنون الشعبية البحرية)، وعرض سباق التجديف. وقامت بتغيير اسم سوق المريجة، بسوق الغرب الذي يضم أكثر من 60 محلاً لبيع منتجات ومقتنيات تراثية، وخصص للأسر المنتجة جناح لعرض منتجاتها المنوعة، التي يغلب على بعضها الطابع التراثي، في حين يمزج بعضها الآخر ما بين التراث والحداثة المنشودة. كما وفرت السوق قسما للطلبة لعرض منتجاتهم تحت عنوان «أول فال».

تراث غير مادي

قدمت الشارقة التراثية في ثاني وثالث أيامها ندوة علمية ثانية تحت عنوان «فضاءات التراث غير المادي.. تجارب وشهادات»، حيث تمت استضافة تجارب من مدن عربية، مراكش وطانطان بالمغرب وحلب في سورية، واستعراض ملفات هذه المدن التي استطاعت أن تصنف ضمن فضاءات التراث اللامادي في «اليونسكو»، وقدمت الندوة نواة ملف الشارقة بوصفها فضاء للتراث غير المادي، وذلك من خلال استعراض إمكاناتها في هذا المجال. وكانت قد عكفت الدورة الثامنة لأيام الشارقة التراثية، للمرة الأولى منذ انطلاقتها، على تنظيم الملتقى العلمي حول الشارقة القديمة، وإمكاناتها كمحمية التراث غير المادي، ويهدف الى إعداد ملف طلب تسجيل الشارقة القديمة محمية للتراث غير المادي، وضمها إلى لائحة مواقع التراث الإنساني لدى «اليونسكو»، وصياغة بيان عام موجه إلى الهيئات والشخصيات الثقافية ذات الصلة لحشد التأييد لملف طلب التسجيل لدى الدوائر الثقافية والدولية.

تويتر