«المهرجان» ينطلق 3 مارس المقبل.. ومشاركة عربية ضعيفة

«مذاق دبي».. أطباق تعرّف بثقــــافات

جانب من فعاليات المهرجان خلال دورته الماضية. أرشيفية

بات مهرجان مذاق دبي احتفالية سنوية بالطهي والطعام والتذوق، وواحداً من الأنشطة التي ينتظرها كثيرون من عام الى آخر للتعرف إلى حضارات بلدان من خلال مطابخها. وبينما تحمل دورة المهرجان الجديدة هذا العام، التي تنطلق في الثالث من الشهر المقبل، الكثير من النكهات التي تجمع بين مطابخ عالمية، ولكن ستكون حصة الأطعمة العربية متواضعة، إذ سيشهد «مذاق دبي» مشاركة عربية بمطبخ لبناني، كما ستقدم الشيف سوزان الحسيني أكلات عربية على مسرح الطبخ وفي الدروس المقدمة خلال الفعالية.

وقالت سوزان الحسيني عن مشاركتها: «للسنة الثالثة على التوالي سأشارك في المهرجان، من خلال مسرح الطبخ، وكذلك من خلال مدرسة الطبخ، التي تمكنني من تقديم أشهى الأطباق للناس»، مشيرة الى أن الأطعمة التي ستقدمها على المسرح ستكون محسوبة بحسب الوقت المحدد، وهو نصف ساعة، كما ستحرص على أن تكون سهلة وواضحة للحضور.

جديد

 

باتت مشاركة الكثير من المطاعم أو حتى الطهاة في مسرح الطبخ من السمات التي ترافق مهرجان مذاق دبي في كل سنة. أما جديد المهرجان لهذا العام، فيتمثل في المسرح الترفيهي الجديد الذي يقام بالتعاون مع «تايم آوت»، ويمنح الحضور فرصة الاستماع إلى أغاني موسيقيين عالميين، مثل إلتون جون وروبي ويليامز خلال أيام المهرجان الثلاثة.

كما أنه سيتم تغيير طريقة شراء الأطعمة، إذ ألغيت فكرة شراء الديلا بالنقود، ثم شراء الأطعمة بالديلا، وبالتالي سيكون هذا العام شراء الطعام متاحاً من خلال الدفع النقدي، أو حتى من خلال البطاقات الائتمانية. أما أسعار بطاقات الدخول، فهي 99 درهماً للبطاقة العادية، و199 درهماً لكبار الشخصيات، ويمكن الدخول بها طوال أيام المهرجان الثلاثة.

وكشفت لـ«الإمارات اليوم» أنها ستقدم على المسرح ثلاثة أصناف، ستحرص على أن يكون تقديمها سلساً للناس، وكذلك على توزيع بعض الحصص منها ليتذوق الحضور الطعام، وليس أن يتفرجوا على طريقة الإعداد فقط.

دروس

أما لجهة الدروس التي ستقدمها الشيف سوزان، فأوضحت أنها عبارة عن دروس يشارك في كل واحد منها ما يقارب الـ25 شخصا، مضيفة أنه «يتم تأمين كل المكونات للمشاركين، وعليهم أن يتبعوني في طريقة التحضير، ولأن الوقت ضيق فغالباً ما أختار اطباقاً سهلة، لا تتطلب الطهو، كأصناف «مازة» باردة تحضر بسرعة، وتكون مرغوبة من الجميع، وتجتذب الدروس، الكثير من الجنسيات، لاسيما الاجنبية، فهم يرغبون في الأطباق العربية، لاسيما المقبلات الخفيفة التي يتمتعون بالفضول لتعلم طريقة إعدادها».

وتابعت ان «المهرجان مهم للاحتفال بثقافة الطهي والأطعمة المتنوعة، ولكن من المؤسف أن الحضور العربي ضعيف، بل أغلبية زوار المهرجان هم من الأجانب، والذين أجدهم يتجمعون على المسرح ليشاهدوا اعداد الاطباق العربية»، داعية الجنسيات العربية الى الحضور في هكذا مهرجان، فهذا يشعرها كطاهية، بأنها بين أهلها، كونها تقدم أكلاتهم، وكــذلك تشعر بالفخر والاعتزاز كونها تقدم الأكـــل العربي.

واعتبرت سوزان التي صدر لها، أخيرا، كتاب خاص بالطبخ العربي باللغة الإنجليزية، أن تقديم الطبخ في هكذا مهرجان، يعتمد على مهارة الطاهي، وبالتالي «فالأكلات العربية لا تتغير بالطبع، ولكن طريقة الطاهي هي التي تختلف، ولهذا أعرض كل ما هو سهل في العروض»، مشيرة إلى أن الطهي يعكس الثقافات ويجمع بين أصحابها، فكثيرون من شعوب مختلفة يحبون اللقمة الطيبة، والمهرجان يجمعهم وسط أجواء جميلة، ويسلط الضوء على الكثير من المطابخ والحضارات والمطاعم الموجودة في الدولة، ويعتبر كذلك فرصة ليتعرف الناس إلى الطهاة الذين يسمعون عنهم، أو الذين يأكلون من مطاعمهم. واعتبرت مشاركتها للسنة الثالثة في المهرجان، مسؤولية كبيرة، كون وجودها يدلل على ثقة الناس بها ومحبتهم لها، ولهذا تحرص على أن تكون على قدر المسؤولية في كل عام.

«مناقيش»

يشارك مطعم النافورة اللبناني، للمرة الأولى في «مذاق دبي»، وهو المطبخ العربي الوحيد لهذا العام. وقال رئيس الطهاة في المطعم، علي حسين: «تعد مشاركة المطعم الأولى، ولكن (مجموعة جميرا) التي نتبع لها، دائما تكون موجودة في المهرجان»، لافتا الى انه تم اختيار الأطباق اللبنانية التي تناسب طبيعة المهرجان، بإعداد الوجبات التي يمكن تناولها بسهولة من دون الحاجة الى الجلوس.

وعن الأطباق التي ستقدم في المهرجان، قال الشيف حسين: «سنقدم الشاورما المرغوبة من قبل الكثيرين، وكذلك المناقيش باللحمة والجبنة والزعتر، بالإضافة الى الحلويات التي اخترنا منها المهلبية والكنافة بالجبن، وكذلك الحمص والفتوش، واختيار هذه الأكلات يعود الى كونها معروفة كثيرا من قبل الأجانب، ويرغبون فيها، كما أنه من السهل أن يقبلوا عليها لأنهم بالطبع سمعوا بها، فيما نحاول أن نقرب الأطباق لمن لم يسمع عنها من قبل».

ونوه الى أن المشاركة بحد ذاتها تعد تجربة مهمة لمطعمه، فاللقاء المباشر مع الناس مهم للشرح أكثر عن الأطباق، فالمطبخ ليس مجرد إعداد أطعمة، بل هو حضارات بلاد وثقافات شعوب، حسب حسين الذي أضاف أن الأكل مثل التكنولوجيا، يتم التعديل عليه، ويخضع أحيانا للتغيير مع الوقت، أو حتى بين شيف وآخر، معتبرا أن «حصر المشاركة من قبل المنظمين بخـــمسة أو ستة اطباق لكل مطعم، أمر غير دقيق، لاسيما للأطباق العربية التي هي غير ممثلة إلا من خلال مطعمنا، ولهذا حرصنا على التنويع».

واضاف «اعتمدنا طبع وصفات لأكلات أخرى غير المطبوخة، وذلك كي نقدمها للناس، ليتعرفوا الى عدد أكبر من المأكولات اللبنانية، فالأكل العربي بشكل عام، واللبناني على وجه الخصوص، قد وصل الى فئة كبيرة من الأجانب، معتبرا أن الأكل اللبناني إجمالا يتميز بكونه قليل الدسم، أو بالأحرى يمكن التحكم بدسمه. ونوه الى أن العصر الحالي هو عصر الحميات الغذائية، و«الناس تهـــتم بالسعرات الحرارية، ولهذا نراعي هذا الأمر مع المحافظة على المذاق اللذيذ ونوعية المكونات الجيدة، وأخيرا الخدمة المــميزة».

تويتر