أبرزها الاستيقاظ بهدوء.. والإفطار الصحي

نصائح للتغلب على المزاج المعتل صباحاً

اعتلال المزاج يؤدي إلى التوتر العصبي. غيتي

يود الأشخاص الذين لا يحبون الاستيقاظ صباحاً الاختباء تحت أغطية فراشهم عند سماع أولى دقات المنبه، لأنهم يضيقون بسيناريو الأحداث اليومية الممل، ففي صباح كل يوم يتعين عليهم بعد النهوض من الفراش إعداد طعام الإفطار، ثم قيادة السيارة للذهاب إلى العمل. وبينما يدق المنبه، يقفز شريط اليوم المشحون بالأحداث في مخيلتهم، ويبدو لهم كما لو كان عقبة لا نهائية يجب عليهم تخطيها. وينصح خبراء هؤلاء الأشخاص بضرورة عدم التعجل في النهوض من السرير، وإعطاء الجسم فترة للاستيقاظ، والبحث عن أمور منعشة صباحاً مثل أخذ حمام بارد، وتناول وجبة إفطار غنية بالعناصر الغذائية الصحية، واستنشاق هواء نظيف.

حول أسباب هذا المزاج المُعتل في الصباح يقول عالم البيولوجيا الزمنية بالمستشفى الجامعي «شاريتيه» في العاصمة الألمانية برلين البروفيسور أخيم كرامر «في موعد الاستيقاظ يكون الأشخاص غير المحبين للاستيقاظ صباحاً لا يزالون في مرحلة النوم العميق، لذا فإنهم يعتبرون الاستيقاظ أمراً شاقاً جداً». ويرجع السبب في ذلك إلى تباطؤ ساعتهم البيولوجية بعض الشيء. وبشكل أساسي يفرق عالم البيولوجيا الزمنية كرامر بين نمطين من البشر: نمط طائر القُبرَة ونمط طائر البومة، «فطائر القُبرَة ينشط في الصباح الباكر، بينما تواجه البومة صعوبة بالغة في الاستيقاظ صباحاً».

ويرجع انتماء شخص ما إلى هذا النمط أو ذاك إلى أسباب وراثية، وأوضح كرامر «في حال نمط البوم تدق الساعة الداخلية على نحو أبطأ، لذا يستيقظ الأشخاص المنتمون لهذا النمط من تلقاء أنفسهم في وقت متأخر صباحاً». وبينما يجلجل المنبه، يكون هؤلاء الأشخاص مازالوا نائمين نوماً عميقاً، وبالتالي فإنهم يُنتزعون من نومهم نزعاً. وتكون النتيجة الحتمية لذلك هي الاستيقاظ بمزاج مُعتل.

منبه

تغيير طقوس

من يُصب دائماً باعتلال المزاج في الصباح، ينبغي عليه أن يُعيد النظر في إيقاع نومه. وقال الباحث في دراسات النوم البروفيسور يورغن تسوللي «يحتاج البالغون إلى النوم لسبع ساعات كل ليلة. غير أن الأشخاص الذين ينشطون ليلاً يواجهون بصفة خاصة صعوبة في الخلود للنوم. وصحيح أنه لا يمكن تغيير الساعة الداخلية بشكل تام، إلا أنه يمكن إجراء تعديلات على نمط الحياة، فحاول تغيير عاداتك»، مشيراً إلى أن الطقوس الباعثة على الراحة والهدوء من قبيل أخذ حمام دافئ، والقراءة بدلاً من مشاهدة التلفاز، يمكنها أن تسهم في الخلود إلى النوم بشكل مبكر، والتمتع بنوم هانئ.

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/358589.jpg

تنصح خبيرة الصحة وإدارة التوتر العصبي بالقرب من مدينة بون غرب ألمانيا زابينا شونيرت هيرتس من يرغب في التغلب على المزاج المعتل صباحاً، بأن يجري تعديلات على أوقات استيقاظه، مشيرة إلى أنه يكفي في الغالب ضبط المنبه بمقدار نصف ساعة مبكراً. ويلتقط كرامر طرف الحديث ويقول «يجب عليك أن تلحق بمرحلة زمنية تكون نائماً فيها نوماً خفيفاً». يذكر أن مراحل نومنا تتبدل كل 90 دقيقة بين نوم الأحلام والنوم الخفيف والنوم العميق. وفي المرحلة الأخيرة يكون الاستيقاظ صعباً للغاية، ومن لا يستطيع العثور على المرحلة الصحيحة بنفسه، يمكنه الاستعانة بما يُعرف باسم «منبه مراحل النوم».

وأوضح الأستاذ بمركز طب النوم بالمستشفى الجامعي ريغينسبورغ جنوب ألمانيا البروفيسور يورغن تسوللي كيفية عمل هذا المنبه قائلاً «يقوم المنبه بتسجيل حركات النائم، لذا فإنه يمكنه معرفة لحظات الاستيقاظ أو مرحلة النوم الخفيف». وفي إطار زمني محدد مسبقاً يقوم المنبه بإيقاظ النائم بدقة متناهية. وعن فائدة ذلك يقول تسوللي «بإمكان هذا المنبه أن يساعد الأشخاص غير المحبين للاستيقاظ صباحاً على الشعور بتحسن فعلي».

ضوء

بشكل أساسي ينصح الخبراء الثلاثة ببدء اليوم بالاستيقاظ بهدوء قدر المستطاع. ويضيف تسوللي «صحيح أن المنبه ذا الصوت المجلجل يُعد فعالاً في إيقاظ النائم، ولكنه لا يساعد على الاستيقاظ بمزاج عال». ويمكن أن تتم عملية الإيقاظ من دون ضجيج على الإطلاق، عن طريق ما يُعرف باسم «المنبه الضوئي». ويقول تسوللي «مع الضوء يقوم الجسم بإيقاف إنتاج هرمون النوم الميلاتونين، ومن ثم فإننا نستيقظ أوتوماتيكياً». ويفضل أن تتضافر جهود المنبه الضوئي مع منبه بالراديو أو بالموسيقى لأن هذا من شأنه الاستيقاظ بمزاج عال، وفق تسوللي.

وتنصح شونيرت هيرتس بالنهوض من الفراش تدريجياً بدلاً من النهوض بشكل فجائي، موضحة «تمرغ في الفراش كالقطة، ومدد جسمك بأكمله، فهذا من شأنه تنشيط المخ». وبعد ذلك يكون من المفيد فتح نافذة الغرفة لاستنشاق هواء منعش لتعزيز عملية تدفق الدم. وبالإضافة إلى ذلك يساعد ضوء النهار الساطع على الاستيقاظ. وأضافت هيرتس «إذا كان الظلام لايزال يلف السماء في الصباح، فيعمل مصباح ضوء النهار على توفير «قيمة اللُكس»، التي تعني «معدل تعرض الإنسان لكمية الضوء، الضرورية للإيقاظ». وكلما كان الضوء لبني اللون، كان تأثير الإيقاظ أفضل. ويلتقط كرامر طرف الحديث قائلاً «على الجانب العكسي تقوم البومة بحجب الإضاءة في المساء كي تشعر بالتعب، ومن ثم تخلد للنوم».

وينصح تسوللي ببدء اليوم بأخذ دش بارد، أو الاكتفاء بسكب الماء البارد على بعض أجزاء الجسم، وعن فائدة ذلك يقول «في بادئ الأمر لا يكون ذلك مريحاً، ولكنه يعزز تدفق الدم في الجسم بأكمله على نحو مثالي، وبعد ذلك يشعر المرء بالانتعاش والنشاط».

ومن المهم أيضاً أن يمنح المرء نفسه وقتاً كافياً بعد الاستيقاظ، وتقول شونيرت هيرتس «من يمل مزاجه إلى الاعتلال في الصباح، ينبغي ألا يُزيد ذلك بالوقوع فريسة للتوتر العصبي، إذ إن التعجل يُزيد كل شيء سوءاً» مؤكدة أن تناول وجبة إفطار غنية وبأريحية تامة، لا يبث النشاط في أوصال الأشخاص المُتعبين فحسب، بل يساعد أيضاً على التخلص من المزاج المعتل. وتختتم الخبيرة الألمانية نصائحها قائلةً «احرص على تناول السكر بكميات معتدلة، وإلا فسيفرز الجسم هرمونات التوتر».

تويتر