سراويل الماضي تعـود بأسماء جديـدة

تشهد سراويل «الليجنز» الملتصقة بالجسم التي كانت تمثل إحدى خطايا الموضة في ما مضى، عودة قوية في الوقت الحاضر بأسماء جديدة، «جيغنز» و«تريجنز». وتطل هذه السراويل الجديدة بمظهر لامع كالطلاء وبخامات جلدية بدلاً من ألوان النيون أو بمظهر الجينز العصري للغاية، مثلما ظهرت على منصات عروض الأزياء. كما تراها الأعين في الشوارع يوماً بعد يوم. وبالنظر للاسم لا يمكن إغفال صلة القرابة بين هذه السراويل وسروال الليجنز.

ولكن هذه السراويل الجديدة تتمتع بإمكانات أكثر من سروال الليجنز الكلاسيكي. ولم يعد الليجنز منذ حين مجرد جورب طويل بلا أقدام، بل أصبح بديلاً للسروال». وسروال «التريجنز» عبارة عن سروال ليجنز مرن وملتصق بالجسم، ولكنه مصنوع من خامات أقوى، وهي خامة الجينز مع نسبة عالية من خامة «إيلاستين»، كما أنه يبدو مثل سروال الجينز. أما سروال الليجنز الكلاسيكي فيتكون من خامة جيرسيه رقيقة على الأرجح.

وتقول مصممة أزياء بمدينة دوسلدورف غرب ألمانيا عضو رابطة مصممي الأزياء والمنسوجات الألمان، يوتا فورمان: «ليس هناك وجه مقارنة بين سراويل الليجنز في حقبة الثمانينات والموديلات الحديثة». ومنذ الثمانينات تحسنت الخامات والجودة والمقاسات على وجه الخصوص كثيراً. وفي موديلات كثيرة يشتمل السروال على جيوب أمامية وخلفية رقيقة المعالم، بينما تشتمل بعض الموديلات على سحاب (سوستة) حقيقي بدلاً من الرباط المطاطي الذي يمتاز به سروال الليجنز.

تنوّع

تمتاز الموديلات الجديدة بتنوع كبير، وتفسر مصممة الأزياء بمدينة كولونيا غرب ألمانيا مارتينا بيكر، سبب ذلك بقولها «يرجع التنوع الذي يتسم به الليجنز الآن إلى التطور الكبير الذي طرأ على الخامات المستخدمة»، مشيرة إلى أنه بات اليوم من الممكن إدخال الألياف المرنة في جميع أنواع الخامات تقريباً. ويُنسب الفضل في صعود سروال الليجنز الملتصق بالجسم إلى «اتجاه تعدد الطبقات» المتربع على عرش الموضة منذ بضع سنوات؛ إذ يتم ارتداء العديد من القطع الفوقية، لاسيما ذات القصات الواسعة، بحيث تشكل طبقات فوق بعضها بعضاً. وتقول فورمان: «القطع الفوقية الواسعة تحتاج إلى سراويل ضيقة، وإلا فستبدو المرأة ضخمة للغاية». وقلما يكون هناك سروال أضيق من الليجنز، وهذا ما يمثل أيضاً أكبر مشكلاته.

ومن المعروف أن السراويل الملتصقة بالجسم تُظهر كل كتلة دهون وتبرز الجسم بلا هوادة. لذا فإن الليجنز لا يخفي أي شيء، ومع ذلك يوجد الليجنز حاليا في خزانة ملابس كثيرات من النساء. وتفسر بيكر سرّ إقبال النساء على الليجنز، بأن «الليجنز بسيط ومريح، بالإضافة إلى تعدد إمكانات تنسيقه مع قطع الملابس الأخرى بشكل كبير». ومن جانبها، ترى فورمان أن الليجنز سروال عملي «مع الليجنز أو الجيغنز أو التريجنز تشعر المرأة بأنها ترتدي سروالاً أكثر مما تشعر به عند ارتداء جورب طويل».

اختيار

تقر ماريا هانز التي تعمل كإستايلست بأن الليجنز سروال عملي، ولكنها تنصح مَن لا تشعر بالراحة عند ارتداء سروال الجينز الملتصق بالجسم، بالابتعاد عن الليجنز، معللة ذلك بأن الألوان اللافتة للنظر والنقشات الصارخة والمظهر اللامع كالطلاء تجعل المرأة تبدو أكثر بدانة وضخامة، لذا فهي لا تناسب سوى النساء اللائي يتمتعن بسيقان ممشوقة. أما النساء ذات السيقان الممتلئة فينبغي عليهن اختيار الموديلات الأكثر بساطة والداكنة وأحادية اللون قدر المستطاع، مضيفةً أنه «بشكل عام تسري القاعدة التالية: كلما كان القوام ممتلئاً، ينبغي أن يكون الليجنز أقل لفتاً للأنظار».

وبالنسبة للنساء اللائي يكون قوامهن على شكل حرف «أو»، أي بطن ممتلئة وسيقان رشيقة، فيمكنهن الحصول على طلة رائعة بارتداء الليجنز مع القطع الفوقية الفضفاضة. وينبغي دائماً تنسيق السراويل الضيقة، سواء كانت ليجنز أم تريجنز أم جيغنز، مع القطع الفوقية الطويلة نسبياً. وينبغي أن يصل طول القطعة الفوقية إلى مستوى الأرداف على الأقل حتى مع النساء الرشيقات.

وتقول فورمان: «الإستايل الرائع يتطلب تغطية الأرداف»، مشيرة إلى أن القمصان الطويلة أو البلوزات الطويلة والبلوفرات والتونيكات والفساتين الميني تُعد مناسبة للارتداء مع الليجنز؛ فهي تغطي الأرداف التي لا تبدو غالباً في أبهى صورها مع الليجنز. وتكتمل أناقة المظهر متعدد الطبقات بارتداء بليزر أو صديري فرو على قطعة فوقية طويلة مع سروال الليجنز. وبواسطة طريقة التنسيق هذه يمكن أيضاً الحصول على طلة متفردة تكسر قوالب المظهر الجامدة؛ فعلى سبيل المثال يمكن ارتداء ليجنز جلدي مع جاكت تريكو ذي غرز واسعة، أو ليجنز بمظهر لامع كالطلاء مع فستان ذي نقشات الورود الصغيرة.