المصمّمتان الإماراتيّتان تطرّزان الأزياء العصرية بخيوط تراثية

المزروعي وبن دري: «التلي» بصمتنا الخاصة

جماليات التراث منحت أزياء المزروعي وبن دري طابعاً خاصاً. من المصدر

استعانت مصمّمتا الأزياء الإماراتيتان مريم المزروعي وعلياء بن دري، بواحدة من أبرز الحرف النسائية التقليدية المنتشرة في الدولة، والمعروفة بـ«التلي»، لتطوير تصاميم أزيائهما، ولتكوين بصمة خاصة بهما في عالم الأزياء، تميزهما عن نظيراتهما من المصمّمات.

وقالت مريم المزروعي لـ«الإمارات اليوم»: «لجأت وشريكتي علياء بن دري، إلى الاستفادة من جماليات تراثنا ومن فن (التلي)، في تصاميمنا المتطورة، والتي تضم باقة منوعة من التصاميم العصرية التي تتوزع ما بين الجلابيات والقمصان والسراويل، وفي مقدمتها (الجينز)»، مشيرة إلى أن ذلك منح الابتكارات طابعاً خاصاً جمع ما بين التصميم التقليدي، المتمثل في قصات الجلابية التي يزينها «التلي»، الشريط المزركش بخيوطه الملونة، والتصاميم المتطورة التي تتجسد في القمصان والسراويل والجلابيات العصرية.

وأضافت المزروعي لـ«الإمارات اليوم»: «لا يسهم (التلي) فقط في تكوين اتجاه لنا في عالم الأزياء، يميزنا عن نظيراتنا من المصممات، بل يعمل على تعريف فتيات الجيل الجديد بأبرز الحرف النسائية التقليدية، ونشرها بين صفوف المقيمين والوافدين، على حد سواء، الأمر الذي ظهر جلياً، في الإقبال الكثيف الذي شهدته تصاميمنا المختلفة، لاسيما من الأجانب الذين انبهروا بفكرة إدخال (التلي)، على التصاميم الحديثة، وفي مقدمتها (الجينز)، مستوحين الفكرة من السروال التقليدي، الذي عادةً ما يزين بـ(البادلة)، المصنوعة من (التلي)».

بدايات

تمثلت بدايات مريم المزروعي وعلياء بن دري الحقيقية في عالم تصميم الأزياء، في عام ،2008 إذ بدأتا بتصميم الأزياء العصرية وتزيينها بـ«التلي»، من ورشة خاصة في المنزل، وتسويقها عن طريق موقع الكتروني خاص، حسب علياء التي أشارت إلى أن أسرتيهما وصديقاتهما أسهمن في دعمهما وتشجيعهما.

وأضافت علياء «خلال فترة وجيزة، شهدنا إقبالاً كثيفاً، وجّه أنظارنا إلى منصات العروض، للمشاركة في تقديم عروض الأزياء في الفعاليات المختلفة، تمثل آخرها في عرض أزياء أقيم أخيراً في نادي دبي للسيدات، في معرض العروس العصرية، إلى جانب مجموعة من المصممات، هذا إلى جانب عرض أزياء في الـ(جي بي آر) في جميرا، و(ميغا مول) في الشارقة».

ونجح الثنائي خلال فترة وجيزة في حصد جائزة، شكلت حافزا وداعما قويا لهما لمواصلة طريقهما في عالم تصميم الأزياء، وهي جائزة «وومن أوف ذا يير»، لـ«أوفيشال ماقازين».

صعوبات

حرفة إماراتية

يعد «التلي»، حرفة نسائية منتشرة في الإمارات بشكل كبير جداً بين النساء، وهو شريط مزركش بخيوط ملونة، أبيض أو أحمر، وخيوط فضية متداخلة، وتستخدم في تطريزه «الكجوجة» التي تعتبر الأداة الرئيسة لحياكته، وتتكون من قاعدة معدنية يعلوها قمعان ملتصقان من الرأس، وفوقها يتم وضع وسادة، تثبت بين حلقتين، وتلف عليها الخيوط للقيام بعملية التطريز، هذا إلى جانب «الدحارى»، وهي التي تلف عليها الخيوط المستخدمة في تطريز «التلي».

ويشتمل «التلي»، على أنواع كثيرة، تختلف حسب حجم الخيط ونوع الزخرفة المستخدمة في التطريز، أهمها: «بتول» الذي يستخدم في تطريز الجلابية، و«البادلة»، سواء الصغيرة أو الكبيرة، التي تستخدم في تزيين أسفل السروال.

حول الصعوبات التي واجهتهما في بداية مشوارهما، ذكرت بن دري أنها تمثلت في اعتماد المقاييس «إذ لجأنا إلى اعتماد مقياس واحد في التصميم، يتلاءم والفتيات الرشيقات فقط، الأمر الذي يحول دون اقتناء الأخريات هذه التصاميم، إلا في حال طلب تفصيل خاص والذي يستغرق وقتا طويلا في التنفيذ»، مضيفة «بدأنا بمجموعة بسيطة من القطع، التي راوحت ما بين 10 و20 قطعة، إذ اعتمدنا على تصميم قطعتين فقط من التصميم الواحد، الأمر الذي يمنح المقتنيات فرصة أكبر في التميز الذي غالباً ما يبحثن عنه، كما أننا متخصصتان في تصاميم فصلي الصيف والشتاء، حيث لا نطرح سوى التصاميم الخاصة بهما فقط، لذلك نجد متسعاً أكبر من الوقت لابتكار قصات وتصـــاميم مميزة. وفي محاولة لإرضاء كل الأذواق وتلبية الطلبات المتنوعة، ارتأينا الاعتماد على مجموعة منوعة من الأقمشة، والألوان الفاقعة والداكنة، وكذلك القصات، التي تجمع ما بين الضيق والواسع».

وتعمل بن دري والمزروعي، حالياً، على تأسيس محلهما الخاص الذي سينطلق قريباً، وفي محاولة للانتشار الخارجي، لجأتا إلى عرض تصامــيمهما في أحد المحال التجارية في لبنان، ليكون أول بلد عربي تسوّقان فيه تصاميمهما.

تويتر