مصمّما «دار معوّض»: دبي بوابة مجوهراتنا إلى العالم

«عائلة الألماس».. إبداعات بأحجار ثمينة

الأحجار تناسب النســاء بحسب لــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون البشرة. تصوير: باتريك كاستيلو

لم يدخل مصمما المجوهرات فراد وباسكال معوض عالم الألماس والأحجار الكريمة والذهب عن طريق المصادفة، فهما من الجيل الرابع لعائلتهما التي يمكن وصفها بأنها «عائلة الألماس» التي تميزت بتصاميمها المبتكرة، إذ تعد تشكيلتها من أفضل أحجار الألماس في العالم. وتتميز المجوهرات التي يصممانها بأحجارها من حيث النوع والكيف، وكذلك بالحفاظ على مستوى رفيع للقطع التي يمكن ان تصبح استثماراً جيداً في المستقبل، كما أنهما يحرصان على الحفاظ على مستوى دار معوّض للمجوهرات وتوسيع انتشارها حول العالم.

«الإمارات اليوم» التقت المصممين خلال زيارتهما دبي أخيراً معلنين تأسيس فرع للدار في دبي، وقال فراد معوض إن «وجود مجوهراتنا في دبي مهم جداً، فعلى الرغم من وجود تصاميم الدار في السعودية والاردن والبحرين وغيرها من الدول، فإن الوجود في دبي يعتبر باباً للوصول إلى العالم، وبالتالي يتيح لنا تعريف الناس بالدار والتصاميم الموجودة فيها». ولفت الى أن المجموعة التي تقدم في كل العالم، تصمم لتناسب كل الاذواق، وبالتالي التنويع في التصاميم هو المهم، وليس إيجاد تشكيلات خاصة لكل بلد، لأننا نريد إرضاء معظم الأذواق، وبالدرجة الأولى نهتم بقوة ونوعية الاحجار المستخدمة. ونوه الى أن الدار تنتج القطع المميزة، ولكن اليوم هناك فكرة جديدة وهي «البوتيك آرتيكلز»، التي ستكون عبارة عن قطع تراوح أسعارها بين 2000 الى 20 ألف درهم، وبالتالي تكون متاحة لكل الناس.

فئات

أوضح فراد، أن «هناك اربع فئات من التصاميم تقدمها الدار، الفئة الأولى هي فئة الاطقم النادرة، التي لها زبائن خاصة، لأننا نتحدث عن احجار نادرة جداً، وقد تراوح أسعار هذه الاطقم بين 500 ألف الى 100 مليون درهم، ونستخدم فيها الاحجار الكريمة الكبيرة الحجم، ومعظمها من السفير والياقوت والزمرد وبالطبع الالماس». فيما الفئة الثانية بحسب فراد «هي ذات الاسعار المعقولة التي تعتبر متاحة لفئة كبيرة من الناس، مشيراً الى وجود مجموعة جديدة عنوانها (زهرة الخلود)، ستكون ضمن هذه الفئة». أما المجموعة الثالثة فهي التحف كالمزهريات او الطاولات، وهي تقدم للزبائن الذين يملكون القصور، وتصمم خصيصا لهم وحسب الطلب، فيما تكون الفئة الاخيرة مع الساعات التي تنتجها الدار والتي تصنع في سويسرا.

سيرة ماسيّة

أسست دار معوض للمجوهرات في لبنان عام ،1890 وذلك مع داوود معوض الذي غادر لبنان عام 1860 الى الولايات المتحدة، ثم الى المكسيك، حيث تعلم هناك حرفة صناعة الساعات والذهب، واتقن تصليح الساعات، ثم عاد الى وطنه بعد رحلة طويلة ليبدأ مشروعه في تصليح الساعات والذهب، وثم تصميم ساعات خاصة لكبار الشخصيات والاثرياء. أما رحلة الجيل الثاني فكانت مع فايز معوض الذي كانت رحلته مميزة في تصميم المجوهرات والساعات في السعودية. بينما كانت رحلة الجيل الثالث مع روبار معوض، وهو احد ابناء فايز الاربعة، الذي تمكن من متابعة مسيرة والده، وتقديم شغفه بالألماس والساعات في ساعة اطلق عليها تسمية روبيرجيه، وهي تصنع في سويسرا. ودأب روبار على المزج بين الحرفية في صناعة المجوهرات والتقنيات الحديثة، الأمر الذي ساعده على الوصول إلى العالمية، وفوزه بجائزة «إنجاز العمر» التي يمنحها المعهد الاميركي للأحجار الكريمة. أما اليوم فيتابع فراد وباسكال مسيرة العائلة، ويمثلان الجيل الرابع الذي يحافظ على الارث الإبداعي الذي توارثته العائلة.

وحول وضع التصاميم، قال باسكال إن «التصاميم التي تقدمها الدار تكون بالاتفاق بينه وبين أخيه، وذلك بمعاونة فريق من المصممين»، وقال إن «كل مجموعة تأخذ فكرة معينة، وبالتالي نحاول تقديم مفهوم جديد ومختلف، فمثلا زهرة الخلود التي سنقدمها قريباً هي عبارة عن تصميم لثلاثة قلوب متصلة ببعضها بعضاً ووسطها حجر ألماس». ولفت الى أن الفكرة والمفهوم اللذين يحملهما أي تصميم يجعلان قطعة المجوهرات تعني للشخص الكثير، وبالتالي تصبح مميزة عن القطع التجارية، وتعطي المرأة الثقة حين ترتديها. أما بخصوص المجموعات الخاصة بالعروس، فلفت باسكال الى انها دائماً تحمل معاني الرابط القوي، والذكرى الجميلة، «لهذا غالباً ما نضع التصاميم المميزة في هذا المجال، لأنها تحمل الكثير من المشاعر». وأكد أنه في المجموعات غالباً ما يستخدم الالماس الابيض بكثرة، إضافة الى الاحجار الملونة، لافتا الى ان «حجر الالماس مميز لكل امرأة». واعتبر انه «ليس هناك من موضة تحكم عالم المجوهرات، فكل مصمم يبتكر من عالمه الخاص، وهناك بعض الخطوط التي تكون مشتركة، ولكننا في الدار أحيانا نوجد موضة في السوق من خلال أفكارنا، فمثلا أعدنا الطلب في الآونة الأخيرة على الحجر الذي يحك، والذي كان شائع الاستخدام في القدم». وشرح باسكال مواصفات الحجر المحكوك، قائلاً إن «الالماس حين يقطع يكون له 52 وجهاً، بينما عن طريق الحك، يكون له 24 وجهاً فقط، وكذلك اسفله يكون مسطحاً وليس نافراً كالحجر المقطع بالطريقة المألوفة اليوم». واعتبر أن الألماس «حجرة» أساساً تحمل تاريخاً الى حين ظهورها، فهي تحتاج إلى 100 سنة كي تتكون ونستخدمها. أما الاحجار التي لا تخسر من قيمتها كثيراً مع الوقت، فهي كما وصفها، الأحجار الكبيرة والنظيفة ويكون لونها شديد الصفاء، فهي من القطع التي تحافظ على سعرها، والتي تعتبر من أبرز الأحجار التي تملكها الدار. ونصح باسكال المرأة قبل أن تشتري أي قطعة، بأن تعرف ما الذي تشتريه، وهذا يولد الثقة بين المصمم والزبونة، ولكن للأسف هناك فئة من التجار الذين يهتمون بالربح الآني ولا يفكرون في المدى البعيد، علماً أن الاستمرارية في مجالنا هي الأهم.

أحجار

في ما يتعلق بطبيعة مناسبة الاحجار للنساء، رأى فراد أن الاحجار الملونة تلائم النساء بحسب لون البشرة، فالياقوت مثلا يناسب المرأة الشقراء، ولكن في الوقت نفسه لابد لنا كمصممين من إعطاء المجال للمرأة لانتقاء ما يليق بها ويناسب ذوقها، ولهذا أحياناً تكون لدينا تصاميم مشابهة بأحجار ذات ألوان مختلفة. واعتبر فراد أن المجوهرات قطع تنتقل عبر الاجيال وتحمل تاريخاً وإرثاً عائلياً، بل يمكن أن تصبح استثماراً جيدا، وقد بيع أخيرا طقم من مجوهراتنا في مزاد كريستيز وبسعر أعلى بكثير من السعر المتوقع له. واعتبر أن اللبنانيين خاصة والعرب عموما تمكنوا من تحقيق مكانة مهمة في عالم المجوهرات، فالدار وصلت الى مستوى مهم جدا في الكثير من الدول، مضيفا ان «دبي بوابة الى العالم»، مشيرا الى أن «الوصول الى عالمية الدور المعروفة تحتاج إلى مزيد من الوقت فقط لأننا نملك الابتكار والاحجار المميزة. أما التحديات التي تواجههما في العمل، فهي توزيع الادارة بشكل جيد، فوجودنا في تسع دول ليس سهلاً، لأنه يتطلب وجود الإدارة المميزة في كل بلد». ولفت إلى أن الشراكة العائلية «تجعلنا نركز على الابداع وتقديم ما يرضي المرأة اكثر من تركيزنا على المربح، وبالتالي تناقل النجاح عبر الاجيال كان سهلاً، لأننا نتقدم بالسرعة التي نحددها لأنفسنا».

تويتر