حملة تنظمها «تنمية المجتمع» للتوعية بالصحة النفسية

القلق الوظيفي نتائجه اكتئاب وفصام

الخلافات الشخصية في العمل تسبب ضغطاً نفسياً. أرشيفية

اعتبر خبير شؤون الرعاية الاجتماعية في هيئة تنمية المجتمع في دبي الدكتور حسين مسيح، أن «القلق الوظيفي والعمل في بيئة غير صحية والخلافات الشخصية بين الزملاء من المسببات الرئيسة للضغط النفسي في العمل، لاسيما إذا كان الموظف يشكو قلة فرص الارتقاء وعدم الإحساس بالأمان الوظيفي»، لافتاً إلى أن خطورة الضغط النفسي تكمن في أنه مسبب رئيس لأمراض عضوية ونفسية مثل الاكتئاب والقلق والاضطراب الوجداني والفصام، لاسيما أن منظمة الصحة العالمية أعلنت أن الاكتئاب سيكون السبب الثاني للوفاة المبكرة للأفراد بحلول عام .2020

وقال مسيح إن «هيئة تنمية المجتمع أطلقت أخيراً بالتعاون مع هيئة الصحة في دبي حملة «التوعية بالصحة النفسية»، والتي تستمر ستة أشهر، لرفع مستوى الوعي بضرورة التمتع بصحة نفسية متوازنة، والمحافظة عليها لما لها من انعكاس مباشر على النمو الاقتصادي والاجتماعي للفرد والمجتمع»، مشيراً إلى أهمية تشجيع الأفراد الذين يعانون خللاً في الصحة النفسية والمصابين بالإحباط والاكتئاب، على زيارة الاخصائيين والاستشاريين النفسيين لتجنب تفاقم الوضع الصحي.

ولفت مسيح إلى أن «الضغط النفسي يظهر في أشكال عدة منها المهنية، والاجتماعية، والأكاديمية، والأسرية، والزوجية، وتزيد نسبة الاصابة بالضغط النفسي كلما زادت الأوضاع الشخصية تعقيداً، ويظهر الضغط على هيئة تعب جسدي وانفعالي ناتج عن استجابة الجسم للضغوط المتزايدة في العمل والبيئة الاجتماعية» ، موضحاَ أن «الانعكاس السلبي الضار على صحة الإنسان النفسية والعضوية، الناتجة عن المتطلبات المتزايدة في بيئة العمل، غالباً ما يؤثر في قدرة الموظف على الإنتاج والعطاء».

واستعرض مسيح الأسباب الرئيسة التي تسهم في تعرض الموظف لضغط النفسي في العمل، قائلاً «قلة المساندة والخلافات الشخصية في العمل بين الزملاء يمكن أن تسبب ضغطاً نفسياً سلبياً بينهم، إضافة إلى العمل في بيئة غير صحية والقلق حول الوضع الوظيفي وانعدام الاستقرار والأمان بين الموظفين، كما يؤثر عدم اشراك الموظف في اتخاذ قرارات مصيرية، من شأنها إحداث تأثير في طبيعة عمله أو تشكل تهديداً لوضعه المهني»، لافتاً إلى أن «طبيعة الوظيفة التي يقوم بها الموظف والعمل لساعات متواصلة وقلة الراحة قد تسبب ضغطاً نفسياً، غير أن الضغط النفسي الناتج عن العمل الناجح والخلاق يعد مفيداً للموظفين، في المقابل الفشل المصاحب للعمل مؤذٍ الموظف».

وللضغط النفسي في العمل أعراض يصعب تجاهلها منها الإرهاق والحزن والاكتئاب والغضب غير المبرر، إضافة إلى الانفعالية العاطفية والانعزال الاجتماعي وقلة التركيز، وفق مسيح، الذي أكد أن «اضطرابات النوم والاصابة بصداع دائم مع وجود مشكلات صحية خصوصاً في الجهاز الهضمي وفقدان الرغبة الجنسية، تعد أعراضاً واضحة للضغط النفسي الذي يؤثر في وضع الموظف الاجتماعي وليس المهني فقط».

وأوصى مسيح الموظفين المتعرضين لضغط نفسي في العمل بتقديم الدعم النفسي للآخرين وتقبل الدعم منهم، الأمر الذي يسهم في تخطي الصعوبات معاً، إضافة إلى إدارة الوقت واستثماره في تحقيق أهداف العمل، والتحكم في البيئة المحيطة من خلال الوجود مع اشخاص ايجابيين وتجنب الآثار السلبية ومحبطات العمل، وشدد على أهمية تحديد أولويات العمل والتعود على التفكير بإيجابية وطلب المساعدة من المختصين في حال عدم القدرة على التكيف مع الضغط النفسي، إضافة إلى الاسترخاء ومحاولة الانسجام وممارسة الرياضة.

تويتر