عرض أزياء خيري في اليوم قبل الأخير من «دبي للموضة»

قصات جمعت الشرق بالغرب

تصوير: آشوك فيرما

نجح اليوم الرابع وقبل الأخير من أسبوع دبي للموضة في تقديم مجموعة من الأسماء المميزة في عالم الموضة، التي كانت قادرة على إثراء الحدث، والتنويع في المجموعات التي تفاوتت بين أوروبية القصات، والآسيوية، والخليجية، والعباءات، والـ«هوت كوتور» للمصمم ساهر ضيا، إضافة إلى عرض خيري لمصلحة مؤسسة «الإمارات لالتهاب المفاصل»، الذي شاركت فيه مجموعة كبيرة من سيدات المجتمع.

تعددت الأسماء المشاركة في الحدث الواقع في فندق «أتلانتس» النخلة في دبي، وتنوعت الأفكار والمجموعات المقدمة، التي عكس معظمها موسم ربيع وصيف ،2011 فابتداء من المشغولات والقصات المزاوجة بين الغربية والهندية التقليدية، بتركيز شديد على الدانتيل المخرم، ومروراً بعباءات دار «حناين»، التي تنوعت وتعددت بين العملية وتلك الخاصة بالمناسبات، إضافة إلى جلابيات ديفيا أوسوال الراقية بتنفيذها عالي الجودة وكريستالاتها الأشبه بالمجوهرات، ووصولاً إلى المصمم اللبناني ساهر ضيا، ومجموعته الخاصة بالسهرة، التي استطاعت رغم بساطتها أن تنجح في كسب إعجاب الجمهور، وختاماً بتصاميم «زي فور زي» الربيعية العفوية البسيطة، ذات القصات الأوروبية والألوان الجريئة، للمصمم زعيم جمال.

وبألوان هادئة وخامات منسابة، انطلق اليوم الرابع من الأسبوع أول من أمس، بعرض للمصممة الباكستانية بسما أحمد الفائزة بمسابقة «المواهب الناشئة» سابقاً، التي ركزت بشكل كبير على قماش الدانتيل الشانتيلي الفرنسي الفاخر، الذي توزع بين التصاميم بتركيز متفاوت، تمازج وانساب مع خامات أخرى هادئة، في قصات مطورة للتصاميم التقليدية المستوحاة من ثقافة المصممة، وهي القصات التي رغم المحاولات الحثيثة للمصممين لابتكار الجديد منها، إلا أنها دائماً تقع تحت دائرة التقليدي، وذلك للتركيز المستمر والدائم على التقنيات والأفكار التقليدية للمشغولات، بينما غلبت على مجموعتها الألوان الهادئة بين العاجي، والخمري، والأخضر، والأزرق، والبني، والبنفسجي، والرمادي اللؤلؤي.

الموضة لهدف

إلى جانب الموضة، وإثراء وتعزيز حركة صناعة الموضة في الإمارة، إلا أن الأسبوع قدم في ثاني عروضه، عرض أزياء خيريا اجتماعيا، لكل من دار «يو إم إي» وآخر للمصممة ميتا مولشنداني، وقدما عرضا خيرياً يعود ريعه لمصلحة مؤسسة «الإمارات لالتهاب المفاصل»، وهي منظمة غير ربحية تأسست عام 2006 ساعدت ودعمت بنجاح الآلاف من الذين يعانون التهاب المفاصل وذلك عن طريق تعليمهم التعايش مع حالاتهم وتقديم المساعدة النفسية والطبية لأولئك الذين في حاجة اليها.

لم يكن العرض تقليدياً، إذ ضم 10 عارضات محترفات فقط، بينما أسهمت سيدات من المجتمع بعرض بقية الأزياء، ما أعطى جانباً اجتماعياً واقعياً للعرض، بهدف نشر التوعية بهذا المرض، وقد بدأ العرض بدار «يو إم إي»، التي قدمت ابتكارات مصممتين وهما هاندريتن من المملكة المتحدة، وميغان بارك من أستراليا.

وتميزت مجموعة هاندريتن بتقديم أزياء مريحة وعملية وأنثوية، بينما حرصت بارك على أن تعزز تصاميمها بالتطريزات والمشغولات اليدوية، بينما قدمت المشاركة الثانية المصممة الهندية ميتا مولشنداني، مجموعة من الأزياء الهندية الخاصة بالمناسبات والسهرات، بخاماتها الثقيلة اللماعة، والأحجار المزينة على أجزائها، وأوشحتها المطرزة، وحواشيها المعرقة.

لم تخلُ أيام أسبوع دبي للموضة من عرض أو عرضين للعباءات، وكان عرض أول من أمس لدار حناين، التي قدمت مجموعة واسعة ومتنوعة من 16 عباءة تفاوتت قصاتها وأفكارها من دون تحديد، بين تلك الواسعة المتموجة، أو المتجمعة المنسابة في أجزاء محددة، بأكمام وأوشحة وألوان وخامات حريرية يصعب من خلالها تحديد فكرة ثابتة للمصمم، الأمر الذي جعلها أقرب لقطع عباءات مختارة من المتجر، وليست لمجموعة متكاملة ومحددة، مع إدخال للألوان القوية مثل الأصفر، والأخضر والبنفسجي، والأحمر، والأبيض.

حرائر ديفيا

استطاعت المصممة الهندية ديفيا أسوال، أن تقدم مجموعة شديدة التميز من الجلابيات والفساتين، التي تلقى رواجاً كبيراً بين سيدات المجتمع الراقي، مستخدمة خاماتها الحريرية المنسابة بكثافة، وبألوان جريئة وقوية وأخرى هادئة صدفية تزينت جميعها بأحجار الكريستال المصممة بأشكال أقرب للمجوهرات.

بين العباءة الشرقية المنسابة، وشيفونات وحرائر القفطان، والجلابيات المزينة بأحزمة وأعناق كريستالية تعزز من حنايا الجسد، وتلك القصات الواسعة، والأخرى التي تختار أجزاء أنثوية لتقترب منها ضيقا، توزعت أفكار المجموعة التي قدمتها المصممة، وعلى الرغم من عدم التركيز على ألوان محددة أو فكرة ما، إلا أن التصاميم الخليجية الشرقية كانت الفكرة الرئيسة للمجموعة، دون دخول في التفاصيل، مقدمة 22 قطعة، باستخدام أقمشة مثل الكريب جورجيت، والحرير، والشيفون، المرصع بكريستالات «شواروفسكي» والخيوط الذهبية والفضية المزينة للأقمشة بالتقنيات «الديوية» الهندية الشهيرة.

قوس الورد

منذ ظهور أول عارضة، تحت قوس الورد الربيعي، بفستانها الطويل المنساب من قماش الترتر الاوكسديه والليلكي المنطفئ، شديد الأناقة، بدا واضحاً ما يمكن أن تكون عليه مجموعة المصمم اللبناني ساهر ضيا لربيع وصيف 2011 من فساتين الـ«هوت كوتور»، التي كانت أنيقة وراقية رغم البساطة والحرص على عدم المبالغة، والذكاء في تزيين الفساتين دون كرم مبالغ في ذلك.

وسواء كان الذكاء الشديد في اختيار الخامات الفاخرة جداً، أو القصات التي عززت من فخامة تلك الأقمشة والتماعاتها الغامضة، أو المزاوجة الحكيمة والمتوازنة بين إبراز جمال الأقمشة مقابل القصات وزينة الفساتين بأحجار الكريستال، أو التنفيذ شديد الاتقان للقصات واللمسات الأخيرة للفساتين، فإن مجموعة المصمم كانت قادرة على كسب إعجاب الجمهور، وسرقة التصفيق بين تارة وأخرى مع مرور العارضات، الذي بدأ هادئا بسيطا بتصاميم ناعمة، تدرجت لتصبح أكثر قوة وجذبا، ولتنتهي بثلاث فساتين زفاف بيضاء عاجية.

وبين الألوان السادة، التي تفاوتت بين البيج، والعسلي، والأحمر بدرجاته الصارخة، والنبيذية الباردة، والبرتقالي، والأخضر الزمردي، والبنفسجي، كان للفساتين الفضية اللماعة سحر آخر يعود إلى فخامة القماش وتعزيز القصات لها، التي انسابت منسدلة متموجة بشكل بسيط، تعكس التماعاتها حركات العارضات، متفاوتة في درجاتها بين الفضية الفاتحة البيضاء، إلى تلك الداكنة الرصاصية، أو النفطية المعرقة، إضافة إلى فساتين مطبعة بأقمشة ثابتة قوية، تكررت من خلالها فكرة القوالب الثابتة والتنانير الضيقة المزينة بأذيال منتفخة طويلة، إضافة إلى أقمشة مثل البروكار الفخم، والفاي، والشانتون الحريري، إضافة إلى الشيفون، والتور المعرق، والدانتيل، والساتان.

تويتر