أشهر الحرف اليدوية في المغرب

«سجاد البربر».. قصص وحكايا شعبية

سوق الحرف اليدوية في المغرب تقدر قيمتها بملايين الدولارات. أرشيفية

يشتهر المغرب بصناعة السجاد العربي وسجاد البربر منذ مئات السنين، لكن منذ بضعة أشهر فقط نظمت البلاد أول معرض وطني لهذه الحرفة. وسجاد البربر التقليدي اليدوي من أشهر منتجات قطاع الصناعات الحرفية الذي يقدر حجمه بمليارات الدولارات في المغرب. ويعتبر هذا النوع من السجاد لوحات فنية تنسج عليها حكايا وقصص شعبية من تاريخ المغرب. واجتذب المعرض الوطني الاول «للزربية ـ السجاد» الذي يستمر 10 أيام، ويحمل شعار «لنسج روابط مع صناعتنا الوطنية» عشرات العارضين وآلاف الزوار.

وقال المندوب الجهوي لوزارة الصناعة التقليدية عبدالعزيز الرغيوي، إن «نجاح تنظيم المعرض يقيس مدى ما وصلت إليه الصناعة التقليدية في البلاد». وأكد أن «دخول المهنية في المغرب في قطاع الزربية (السجاد) هو الذي دفع بالمغرب إلى أن يقيم معرضا متخصصا يوجه إلى كل المهتمين، سواء المتخصصين في التسويق عبر العالم، أو بالنسبة للصحافة المتخصصة، أو بالنسبة للمهتمين بالتدوين والاهتمام بتاريخ الزرابي عبر العالم».

ويصنف السجاد المغربي إلى سجاد الحضر وسجاد الريف، سجاد الحضر يصنعه سكان المدن من العرب في الاساس، وهو كثيف النسيج وعادة ما يتضمن اشكال زهور، وتتركز صناعته في الرباط في حين تتركز في فاس صناعات المنسوجات والجلود والفضة والنحاس ومنتجات يدوية أخرى. ويتسم سجاد البربر الريفي بالتصاميم الهندسية مختلفة الاحجام. ونادرا ما تضم الرسوم على هذا النوع من السجاد أشكال طيور أو حيوانات أو أشخاص، وهناك أنواع مختلفة من السجاد الريفي فكل قبيلة من قبائل البربر لها تصاميمها الخاصة، ورغم التكنولوجيات الحديثة فمازال السجاد التقليدي المغربي يصنع من صوف مصبوغ بمستخلصات النباتات والتوابل.

وقالت خبيرة صباغة الصوف بهيجة حفيظي «مازلنا محتفظين بالتقنيات القديمة، لكننا طورناها وذلك يتجلى في السرعة أولا وتشكيل ألوان كثيرة في وقت قصير، لأنه في السابق كان هذا يأخذ وقتا أطول». ويعمل بقطاع الصناعات التقليدية في الغرب نحو 20٪ من سكان البلاد البالغ عددهم نحو 10 ملايين نسمة، في إطار مشروعات صغيرة ومتوسطة الحجم. وقال بعض العارضين إن السجاد اليدوي يواجه منافسة كبيرة الآن من السجاد الآلي المستورد الأرخص ثمنا. وأشارت العارضة أمينة معزي الوزانية «بدأ الانسان يشتري (الزربية) الرخيصة ويترك الزرابي التقليدية رغم أن وجود الزربية التقليدية في البيت يشكل تراثا للبلاد لأنها منسوجة باليد كما أن الاصواف المستعملة طبيعية وليست كتلك المصنوعة بالآلات الميكانيكية، اليوم يترك الزبون الزرابية التقليدية التي يبلغ سعر المتر المربع منها 1300 درهم، ليشتري (زربية) ميكانيكية بـ100 أو 50 درهما للمتر المربع، نحن أصحاب الحرفة المتضررون».

والمنتجات التقليدية المغربية تباع في السوق المحلية، وتصدر الى أوروبا والولايات المتحدة.

ويرى بعض العارضين أن من الضروري تتبع اتجاهات السوق ومواجهة المنافسة.

ويقول الغالي الجوهري الذي يملك مصنعا للسجاد ويشارك في المعرض «التكوين المهني الاصلي مازال موجودا ونحن نشتغل عليه كما أننا نشتغل كذلك على «الزربية» التقليدية الأصلية، نعم لكل زبون ذوقه ونبقى في الأصالة والمعاصرة وهذا ضروري، أي زبون يريد أي زخرفة أو لون أو مقاس نوفره له، لكن مازلنا نحافظ على «الزربية» التقليدية، ولكن صناعة السجاد المغربية تعرضت لانتقادات في السنوات الماضية، لتشغيل الأطفال فيها.

تويتر