11 مجموعة لربيع وصيف 2011 في ثالث أيام «الأسبوع»

«دبـي للموضـة».. منصّــة تُبـــــــــرز «المواهب الناشئة»

أسبوع الموضة يقدم تصاميم جديدة لأسماء جديدة عبر مسابقة المواهب. تصوير: أشوك فيرما

على الرغم من كثرة الأسماء التي شاركت في اليوم الثالث من أسبوع دبي للموضة، الخبيرة منها أو الجديدة، والتي تألفت من 11 مجموعة لربيع وصيف ،2011 ومن ضمنها عروض مسابقة «المواهب الناشئة»، إلا أن تأثير هذه المسابقة بخبرات مصمّميها غير المتمرسة، كانت صفة تأثرت بها أغلبية العروض المشاركة أول من أمس، وسواء كانت الأسباب فنية أو إبداعية، إلا أن التصاميم كانت تفتقر إلى الجانب الابتكاري ولمسة المصمم غير المكررة، فيما عدا قطع بسيطة هنا وهناك تناثرت بين عروض اليوم الثالث.

قد تعتبر مسابقة «المواهب الناشئة» التي يقدمها أسبوع دبي للموضة في كل موسم، النافذة الوحيدة والأكثر تميزاً، للمبدعين الصاعدين، من أصحاب المواهب، والراغبين في إثبات قدراتهم الإبداعية في التصميم، إذ توفر المسابقة ست فرص لستة مصممين لعرض مجموعاتهم الغضة، على منصة الأسبوع، فاتحة لهم بذلك باباً لعالم صناعة الأزياء في المنطقة، ودفعهم نحو الخطوة الأولى في المجال.

عروض

قدم أسبوع دبي للموضة، الفرصة لستة أسماء، بدأت بالفرنسية، الجزائرية الأصل، نسرين دشاش، التي قدمت مجموعة عملية وأنيقة من القطع، تفاوتت بين السراويل والسترات، والفساتين القصيرة، وبين الواسع والضيق، كانت دشاش قادرة على أن تقدم خطوطاً مميزة بألوان مريحة وقصات عملية تناسب معظم النساء، وسواء نجحت المجموعة ذات التصاميم الخمسة أو لم تنجح، فلا يمكن وصف دشاش سوى بمنسقة الملابس الناجحة، من خلال نظرتها الجيدة لتنسيق قطع الملابس وألوانها مع بعضها بعضاً، أو من خلال ميلها الى الخطوط الناعمة الواضحة في الوقت ذاته.

وبخمسة تصاميم أيضاً شاركت الهندية نوفا كريشنان بمجموعة من تصاميم السهرة، مستفيدة من خبرتها كعارضة أزياء ودراستها في عالم التصميم الداخلي، وتأثير والدها مصمم الديكور أيضاً، لتقدّم مجموعة جيدة، لا تبتعد عن اللمسة الهندية المعتادة.

وربما يتساءل المرء، كيف لعلامة هندية مرموقة ومعروفة في بلدها، وهي ساشين جادا، المشاركة ضمن مسابقة للشباب ضمن «المواهب الناشئة» التي تقدم عروضها «مجاناً» للفائزين، إلا أن المجموعة ورغم ذلك، لم ترقَ إلى المستوى المطلوب منها، وبدت بالفعل مجموعة لموهبة غير خبيرة، على الرغم من تميز التنفيذ في بعض القطع، إلا أن بعضها الآخر، كان يفتقر إلى الفكرة أو اللون أو التنفيذ الواضح، وهي مجموعة كان من المفترض أن تكون مستوحاة من الزهور وبتلاتها، وهو ما يبدو واضحاً على الرسوم الخاصة بالمصمم، وهو ما افتقر اليه التنفيذ.

أناقة رجالية

على الرغم من مشاركة المصمم الهندي نيتيش سنغ شوهان في الأسبوع ضمن مسابقة «المواهب الناشئة»، إلا أنه كان قادراً من خلال مجموعته الرجالية، على أن يقدم تصاميم قد تكون الأفضل لليوم الثالث من الأسبوع، سواء من خلال الألوان المستخدمة، أو الخطوط الواضحة الأنيقة، أو التنسيق الذكي بين القطع، أو التنفيذ المتقن لها، منوعاً بين البدلات الرسمية، وغير الرسمية، المناسبة لعشاء أو مناسبة أنيقة، إضافة إلى تلك اليومية العملية، قادراً على تقديم جميع التصاميم بخامات أنيقة وخفيفة، ركزت غالباً على قماش الكتان المريح.

ومع ميل المصمم إلى البساطة والألوان والخامات المريحة والهادئة المناسبة لفصلي الربيع والصيف، إلا أنه حرص على أن يدخل تفاصيل بسيطة وواضحة على جميع القطع، والتي تفاوتت بين لمسات بسيطة على الأكتاف، أو تميز في الأزرار، أو طبقات متقنة إضافية تظهر هنا وهناك تحت القطع الرئيسة، أو من خلال الألوان المصاحبة للون الحليبي الذي ساد معظم قطع المجموعة، إضافة إلى البني المصفر الأنيق.

وفي عرض سماح علي، ضمن «المواهب الناشئة» غلب الوشاح الدانتيل الكاشف عن أعين العارضات فقط، وقد تكون وجوه العارضات «المخفية» تحت النقاب الشفاف، أكثر ما لفت الأنظار في العرض، إذ افتقرت المجموعة إلى التناغم بين القطع والفكرة الواضحة، فبين شمس من الكريستال فوق طبقات متموجة، وعباءة من الدانتيل المغطي لفستان أحمر، ووشاح كثيف من الشيفون المخرم والساتان الذهبي المغطي لجذع العارضة ووشاح خلفي منفصل وكشكشة على حواشي العباءة، أو رقعة كبيرة من الكريستال على صدر العارضة تنسدل منها تموجات شيفون مركزية، كان يصعب تحديد قدرة المصممة الحقيقية، على الرغم من وجود الإمكانية الواضحة لصقل مهاراتها في المستقبل.

كما قدمت سوزان جيكوب مجموعة تحت شعار «لا تستسلمي» والتي تدعو خلالها النساء الى عدم الاستسلام لسرطان الثدي والفحص المبكر دائماً، وهو ما بدا واضحاً من خلال الألوان التي سادها اللون الوردي المصاحب للفساتين السوداء المزينة غالباً بالدانتيل، والشيفون، وهي مجموعة جيدة التنفيذ تألفت من فساتين قصيرة.

البدو

يعرف عن المصمم الهندي شريكانث، ميله الدائم الى الثقافة والحضارة العربية، وهو ما قدمه المصمم في مجموعته التي استوحيت من الفن الإسلامي، وتحديدا معرض «حكاية منسوجات إسلامية»، الذي أقيم أخيراً في فندق قصر الإمارات في أبوظبي، مطلقاً على مجموعته «البدو العرب»، إذ تندمج فيها اللمسات الحضرية والبدوية بشكل عصري من الفنون الرقمية.

وتتسم القصات بكونها هندسية مستقيمة، بطبعات مميزة، ومزج مبتكر للألوان وتركيز على الحرير الناعم، دون مبالغة في القصات المستخدمة، مع وجود كريستال مستوحاة رسومه من الفن الاسلامي والتي أضفت نوعاً من الغموض والسحر على التصاميم، وإضافة إلى الفن الإسلامي الذي ألهم المصمم، استوحيت المجموعة أيضاً من الدمى التقليدية الخاصة بالتراث الروسي الجميل أو التي تعرف بـ«ماتريوشكا».

أبيض

لا يمكن وصف مجموعة المصممة الهندية ميجا غروفر سوى بالمجموعة البيضاء، إذ كان اللون السائد على جميع قطع المجموعة، وعلى الرغم من أن اختيار لون واحد فقط قد يكون تحدياً للمصممة، إلا أنها كانت قادرة على تقديم مجموعة جيدة التنفيذ، مع حرص على التنويع في القصات، وتزيينها بالكريستالات واللآلئ، دون ابتعاد عن الخامات القطنية التي غالباً ما ترافق الأبيض في تجاربه.

وتتابعت العروض حتى فترات المساء من خلال عرضين متتاليين للعباءات بدأت بعرض لدار «نبرمان» للعباءات، التي قدمت مجموعة من العباءات العملية المريحة والواسعة، مع لمسات حريرية ذات ألوان متنوعة، بمجموعة من 16 عباءة، وغياب واضح للكريستالات والزينة اللماعة على الخامات، والتركيز على تنويع الخامات الملونة الداخلة في العباءات.

تلا ذلك عرض للمصممة هوما قمر، التي قدمت مجموعة من العباءات المناسبة للخروج اليومي أو السهرة، مزجت من خلالها التموجات والقصات الملكية الرومانية القديمة، إضافة إلى الأوشحة المغربية المنسدلة، ومجموعة من العباءات التي بدت أقرب إلى الفستان بخامات متنوعة تتخذ مكانها على الجذع بالكامل لينسدل القماش الأسود مكوناً للتنورة مع تفاوت في أفكار الأكمام، وعلى الرغم من المجموعة التي لا تعدو أن تكون جيدة في تصنيفها، إلا أنه كان من الملاحظ وجود عدد من الأفكار المكررة والمستقاة من لمسات مصممات عباءات أخريات، الأمر الذي قد يكون توارد أفكار، أو تأثراً بما هو سائد ومنتشر في سوق العباءات.

قدم أسبوع الموضة أيضاً عرضاً لدار أزياء «لابيل 24» للمصممة بريا كاتاريا، تميزت بألوانها وطبعاتها المستوحاة من مجوهرات الملكة غاياتري ديفي، إضافة إلى العرض الأخير للمصممين فلجوني وشين بيكوك، وهو العرض الذي قدم أخيراً في العاصمة البريطانية لندن، وتميزت التصاميم باهتمام دقيق بالتفاصيل والأشغال اليدوية ساعد على استخدام تقنيات مميزة في القصات واستخدام للأقمشة الراقية، والألوان المتوهجة.

تويتر