تجاوز بعضها مفهوم الحشمة

طول العباية أمـــر شخصي

إضافات كثيرة طرأت على تصاميم العبايات بما يتناسب مع ظروف حياة وعمل المرأة. تصوير: أشوك فيرما

لم يعد طول العباية يعتمد على طول المرأة فقط، بل تعداه ليراعي طبيعة مهامها، والمناسبة التي ستُرتدى فيها. وليس خفياً على أحد التقليعات المتنوعة التي ابتكرتها مراهقات، فصارت العبايات تظهر ما يرتدين من ملابس، وأحذية، وتبرز عنايتهن بأظافرهن وتلميعها. وأكد عدد من مصممات العباية والشيلة في الإمارات أن طول العباية هو أمر شخصي، وعلى الرغم من أن تصاميم كثيرة لا تراعي وقار العباية ودورها، إلا أن التحكم في طولها وشكلها يظل أمراً خاصاً.

وقالت مصممة الشيلة والعباية الإماراتية، هنادي بدور: صارت العباية تراعي رغباتها وطبيعة حياتها والمهام التي تقوم بها التي تتطلب في بعض الأحيان أطوالاً معينة. وأضافت بدور أن التقليعات الجديدة «أساءت الى حشمة ووقار العباية، اللتين تشكلان هويتها الدائمة، بعد أن سخرتها مراهقات لخدمة رغباتهن المنوعة، الأمر الذي يعطي صورة غير لائقة للعباية، التي لم تصمم لرفعها عن الأرض، باستثناء عبايات الأعراس، التي تعتمد على القصات الطويلة، التي تعطي طابع الفخامة التي تتلاءم معها، بقية العبايات لابد أن يكون طولها مناسباً، بحيث يصل إلى حواف الحذاء الذي اعتادت أن ترتديه المرأة».

تصاميم ومناسبات

قالت مصممة الشيلة والعباية الإماراتية، أمل مراد: «أعتقد أن طول العباية، أمر شخصي يختلف من امرأة إلى أخرى، بناءً على رغباتها التي تتلاءم مع طبيعة مهامها، فالمرأة العملية تلجأ إلى تصاميم تختلف جملةً وتفصيلاً عن المراهقة مثلاً». وأوضحت أن «المرأة العملية تبتعد عن تصميم العباءة الطويلة، التي تتعارض مع طبيعة نشاطها المتمثل في الانتقال من مكان الى آخر، وتعتمد على القصات الواسعة التي تتيح لها حرية أكبر في العمل، في حين نجد مراهقات في مراكز التسوق، يرتدين عبايات تفوقهن طولاً، وكأنهن يقمن باستعراضها». وأضافت أن «طول العباية بات يعتمد على شكل التصاميم، فهناك تصاميم تستدعي أطوالاً معينة تتعدى طول المرأة، كما هو الحال في المناسبات كالأعراس وحفلات السهرة، التي تتطلب عباءة طويلة، الأمر الذي يمنحها طابع الفخامة، لذا تلجأ المرأة الإماراتية إلى تصميم العباية بما يتلاءم مع رغباتها وطبيعة مهامها والمناسبات التي تشارك فيها، وتبتعد عن شراء العباية الجاهزة».

اختيار شخصي

أكدت مصممة الشيلة والعباية الإماراتية، عبير السويدي، أن «طول العباية اختيار شخصي تحدده المرأة، بما يتلاءم مع رغباتها وطبيعة مهامها ونشاطاتها، إلى جانب طبيعة التصميم الذي يستدعي في بعض الأحيان طولاً معيناً يتعدى طول المرأة»، وقالت إن «لجوء فتيات إلى تصميم عبايات طويلة لا يستدعي تصميمها ذلك، يعطيها شكلاً قبيحاً وغير مقبول، ويجعلها عرضة للأوساخ والتلف في بعض الأحيان، لاسيما أن هناك أقمشة لا تتحمل الاحتكاك الزائد بالأرض أو الحذاء». ونفذت السويدي، العام الماضي، مجموعة من العبايات القصيرة الخاصة بالسفر التي تتلاءم وطبيعته التي تستدعي الانتقال الدائم.

وقالت مصممة الشيلة والعباية الإماراتية، هيفاء النورجي: «لجوء المرأة إلى تصميم العباية بالطريقة التي ترغب، أمر شخصي، إلا أنه يستدعي أن يتلاءم وطبيعة متطلبات المجتمع الذي تعيش فيه، ويتناسب مع عاداته وتقاليده، فالمرأة في المجتمع الإماراتي، يجب أن تراعي توافر الحشمة والوقار في العباية التي ترتديها». وأشارت إلى أن عاملي الحشمة والوقار لا يتوافران إلا في العباية الطويلة، إلا أن الطول الزائد قد يشكل في بعض الأحيان، عائقاً أمام حريتها وراحتها النفسية، وأكدت أن «رفع العباية عن الأرض لا يعطي انطباعاً جيداً لصاحبتها، فيظهرها في صورة المرتبكة التي لا تملك الثقة بنفسها». وأوضحت أن «طول العباية يجب أن يعتمد على ما ترتدي المرأة من أحذية، فضلاً عن طبيعة حياتها المهنية».

تويتر