Emarat Alyoum

غربيـون عـلى مــــوائد رمضانية

التاريخ:: 01 سبتمبر 2010
المصدر: ديانا أيوب - دبي
غربيـون عـلى مــــوائد رمضانية

يعد صيام رمضان مناسبة تثير لدى كثير من أصحاب الثقافات الأخرى العديد من الأسئلة حول طبيعة ذلك الشهر، خصوصاً في بلد مثل الإمارات تتعايش على أرضه جنسيات كثيرة، إذ يعمد أجانب إلى طرح تساؤلات مباشرة على المسلمين حول فكرة الصيام، ومواقيت الإفطار وكذلك العادات الاجتماعية التي ترافقه، ويتعرف آخرون إلى الشهر الفضيل عملياً، عبر مشاركتهم أصدقاءهم أو زملاءهم من المسلمين في إفطارات جماعية، أو حتى في إفطار ثقافي يضم العديد من الجنسيات.

وقالت البولندية كاثرينا كوالسكي: «أعيش في الشرق الاوسط منذ 15 سنة، وبالتالي التعرف الى رمضان ليس جديداً بالنسبة إلي، وأعلم أن هناك اختلافاً بين صيامنا كمسيحيين وصيام المسلمين، ولكن التبادل الثقافي أمر ضروري، ومعرفة معتقدات الآخر وعاداته مهمة»، معتبرة أنه حين يختار المرء الحياة في بلد غير بلده، عليه ان يفكر اولاً في التعرف إلى ثقافة البلد، وتقاليده واحترامها وتقبلها. وأضافت كوالسكي لـ«الإمارات اليوم» أن «أولى الخطوات التي يجب أن يتخذها المرء هي أن يتعرف إلى القوانين، وكذلك احترامها».

زي

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/286116.jpg

أفاد علي آل سلوم بأن أكثر الاسئلة التي يتلقاها من الأجانب تتمحور حول أمرين، الأول تراثي، والثاني ديني، إذ يسألون عن طبيعة الزي وأسبابه، بالإضافة الى الاستفسار حول فكرة الامتناع عن الطعام، وكذلك عن الأكلات الشعبية في رمضان، والعادات الاجتماعية، و«لهذا نحكي لهم قصص المسحراتي، والعادات القديمة، وتتم مراعاة التباين بين ثقافة الإمارات وبقية الدول العربية، فقصة المسحراتي على سبيل المثال تروى بحسب البلد وحكايته وتاريخ المسحراتي في البلد».

 بينما أكدت الأميركية كاي كالجير، أن شهر رمضان الجاري هو الأول الذي تعيشه في الدولة، إذ تعيش في أبوظبي منذ أربعة أشهر ليس أكثر، لافتة الى أنها أحبت فكرة الالتزام بالعادات والتقاليد. وقالت: «حضرت إفطاراً، وأحببت فكرة الجلوس على الأرض وتناول الاكلات التراثية التي أحببتها كثيراً. أما الأسئلة التي كانت تطرحها على نفسها دائماً، فتتمحور حول طبيعة الزي الاماراتي، ولماذا المرأة تغطي رأسها، وكذلك طبيعة تطبيق الدين ليصبح جزءاً من العادات». وأردفت «لاحظت أنه في رمضان يخيم الهدوء على أماكن عدة، ولم افهم الأمر في البداية، ولكني لاحقاً فهمت الاختلاف في طبيعة الصيام».

إسلام

وأكد البريطاني غريغوري غيتولين، الذي اعتنق الاسلام منذ ما يزيد على السنة، أنه قبل أن يأتي الى الامارات، لم يكن يعرف الكثير عن رمضان، فكان يظن أنه احتفال ديني اسلامي، لكنه اليوم يرى أنه شهر الصيام والعبادة، وقراءة القرآن، وكذلك هو وقت مخصص للعائلة والتقارب، مشيراً الى انه يصوم الشهر كاملاً، ويقضيه مع عائلته، ولا يواجه اي صعوبات تذكر، سوى الصداع في أول يومين، وبعدها يصبح الأمر عادياً.

ونوه غيتولين، الى ان الافطارات التي يحضرها الأجانب مهمة جداً، إذ تساعدهم على فهم رمضان، وتسهم في جعلهم يتعرفون إلى ثقافة البلد الذي يقيمون فيه، لافتاً إلى أنه قبل أن يعتنق الاسلام طرح على غيره الكثير من التساؤلات، ومنها، ما هي المفطرات، ولماذا يصوم المرء، وما هي أهمية صلاة التراويح؟، مبيناً أنه اليوم يحاول تمرير المعلومات التي يعرفها الى الأجانب، فهم غالباً ما يتصلون ويطلبون منه الخروج، إلا أنه يشرح لهم بأنه وقت صلاة التراويح ويؤجل الخروج حتى ينهي صلاته.

فيما ذكرت الأرجنتينية، روزا آلامو، أنها كانت تتمتع بمعلومات بسيطة جداً عن المجتمع العربي وعاداته وتقاليده، لأن كل ثقافتها كانت تتمحور حول بلدها ومحيطها الاوروبي. وقالت: «بعد أن عشت هنا، اكتشفت ان الصيام هو الجزء البسيط في رمضان، وأن الشهر يعني التواصل مع العائلة والأقارب، وفعل الخير وتوزيع الطعام على الفقراء، وهذا جعلني أبحث كثيراً عن المعلومات عبر الإنترنت، وسألت حتى توصلت الى ما كونته اليوم من ثقافة حول البلد وعاداته».

تراث

من جهته، قال المستشار الثقافي السياحي لمؤسسة «إبريس أريبيا» علي آل سلوم، والمشرف على افطارات ثقافية للأجانب منذ ثلاث سنوات، إن «الإفطار الثقافي برنامج ثقافي خيري، إذ يتم التبرع بأموال الإفطار لمؤسسات خيرية ولجمعية الرفق بالحيوان، وهو برنامج بدأنا به منذ سنتين، وهذه السنة الثالثة التي نقيمه»، مشيراً الى «أن الافطار ليس مجرد دعوة الى المقيمين الأجانب والمواطنين كي يتناولوا الإفطار مع بعضهم بعضاً، بل أيضاً فرصة كي نعرّف الأجانب إلى ثقافتنا، إذ نختار أماكن متباينة في إمارات مختلفة، وأبرزها الأماكن التراثية، ونجري ورشة عمل ثقافية. ويبدأ الإفطار بتناول الأكلات الاماراتية المعروفة، ثم يبدأون بالصلاة ويعرفون الناس الى عادات رمضان والصلاة، وبعدها تتم الاجابة عن أسئلة الأجانب».

ولفت آل سلوم، وهو صاحب موقع اسأل علي، الى أن أبرز أهداف البرنامج زيادة المعرفة حول ثقافة العرب، والمسلمين في الامارات، وكيف يتعايش الناس مع بعضهم بعضاً، لاسيما في هذا الشهر، مضيفاً لـ«الإمارات اليوم»، «نهدف الى إمكانية التأثير في الأجانب، بقدر ما أثروا فينا، والبداية تكون في أن نثبت حبنا وشغفنا بديننا، فشهر رمضان فترة يجب أن تستغل لتعريف الناس بالإرث الثقافي والتراثي في الدولة، بينما نجد الكثير من الأجانب يأخذون عطلتهم السنوية في هذا الشهر، بسبب نظام الحياة الذي يتغير».