مختصون ينصحون بعدم تناولها بعد الإفطار مباشرة وتجنبها في السحور

القهوة.. صُداع يومي في رمضان

القهوة تفقد الجسم الكثير من الماء. تصوير: آشوك فيرما

يعاني غالباً المعتادون شرب القهوة يومياً في الصباح من الصداع، في أثناء الصيام، لاسيما في الأيام الأولى من شهر رمضان، وقد يستمر الصداع طوال ساعات النهار، وحتى يحين موعد الافطار، وتوجد عادات خاطئة يلجأ اليها البعض لتجنب هذا الصداع، فهناك من يحاول تناول القهوة بعد الإفطار مباشرة للتخلص من ذلك الصداع، فيما يلجأ آخرون إلى شرب القهوة في السحور كأسلوب وقائي يبعد هذا الألم في النهار. فيما ينصح اختصاصيون بضرورة ترشيد تناول القهوة في رمضام، وعدم شربها إلا بعد الافطار بساعتين على الاقل، وتجنبها في السحور لتجنب خسارة المياه من الجسم، وكذلك منحه الوقت كي يمتص الكالسيوم الموجود في الطعام.

وقالت رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي لطيفة راشد، إن «الذين يعانون في أثناء الصيام بسبب عدم تناولهم القهوة، هم الذين اعتادوا شرب كميات كبيرة منها في حياتهم اليومية»، مشيرة إلى أن الحل لا يكون خلال رمضان، بل قبل الشهر الفضيل، اذ يتم التخفيف تدريجياً من القهوة قبل بداية الصيام، حتى يعتاد المرء كمية أقل من الكافيين، وبالتالي يخف الصداع وتقل العصبية التي تنتج عند كثيرين بسبب حاجتهم إلى القهوة.

وأضافت راشد لـ«الإمارات اليوم» «من الممكن ان يبدأ المرء بأخذ بدائل للقهوة، كالزنجبيل، والزهورات، وذلك يخفف الاعتياد اليومي لها»، مؤكدة أن شرب القهوة لا يعد إدمانًا كما يعتقد البعض. أما تناول القهوة بعد الافطار، فيعتبر من الأمور التي تتطلب اختيار التوقيت الصحيح، إذ لفتت راشد، الى أن الكافيين يعد مدراً للبول، وبالتالي يفقد الجسم الكثير من المياه أثناء الصيام، ومن الممكن أن يسبب الجفاف، لاسيما إن كان المرء يعمل في بيئة حارة في النهار، ناصحة بوجوب مراعاة الكميات والتوقيت.

سحور

نوهت رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي بوجوب عدم اعتماد تناول القهوة في السحور منبهاً نهارياً بديلاً عن قهوة الصباح، واصفة ذلك بالخطأ الشائع الذي يؤدي الى خسارة الجسم للكثير من المياه. وحول الوقت الأنسب لشرب القهوة في رمضان، فبحسب راشد، يكون في الفترة التي تلي الإفطار بساعتين على الأقل، كي يكون الجسم قد امتص الكالسيوم من الطعام، لأن الكافيين يمنع امتصاص تلك المادة.

وأشارت الى وجوب عدم المبالغة في الحديث عن مضار القهوة فقط، إذ إنها تتمتع بالكثير من الفوائد ومنها مضادات الأكسدة، وأيضاً تخفف من نسبة الكوليسترول في الدم، لافتة إلى ان الافراط هو الذي يسبب السلبيات، لأن «الافراط في أي نوع من الاطعمة يؤدي إلى نتائج غير إيجابية». وقالت إن «القهوة المحلية التي تقدم في الإمارات تعتبر مفيدة، إذ يدخلها الزعفران والهيل، وبالتالي فشرب كوب الى كوبين لا يعني اطلاقاً اننا نتحدث عن مخاطر كثيرة، بينما زيادة الكمية عن هذا الحد هي التي تسبب العصبية».

 تحضير

يفضل كثيرون شرب القهوة التي تحضر في المقاهي أكثر من تلك التي تعد في المنزل، وأوضح الخبير في التدريب على تحضير القهوة في المقاهي، دانيال سنودين، كيف يتم تدريب المرء لتحضير قهوة مميزة، قائلاً إن «تدريب المرء على إعداد قهوة مميزة، يحتاج إلى أسبوع من التمرين على كيفية وضع المقادير، واستخدام الماكينات، وكيفية خلط وتحديد المقدار من المواد المستخدمة». ونوّه بأن الفارق في المذاق يختلف بسبب عوامل عدة، أبرزها الماكينات والمكونات وأسلوب التعاطي والخبرة في تحضير القهوة، ما يجعل المذاق مميزاً. واعتبر أن الوصفات التي تبتكر في المقاهي، وخلط القهوة مع كل النكهات الأخرى ومنها الحليب أو انواع الشوكولاتة أو أي نكهة، يحتاج إلى دقة في كيفية مزج المقادير، وهذا ما يصعب تطبيقه في المنزل، ودون وجود التقنيات الخاصة، الأمر الذي يجعل الناس يلجأون الى المقاهي، وكذلك هو السبب الذي يجعل البعض يفضل مقهى على آخر.

حبوب

للتعرف أكثر إلى القهوة، ذكرت الخبيرة في القهوة في «كوستا»، لورا ميلين، أن رحلة القهوة من البذرة الى الفنجان تبدأ من القهوة الخضراء التي تمر بمراحل عدة من التحميص، مشيرة الى وجود أنواع مختلفة من القهوة تمزج مع بعضها بعضاً، الأمر الذي يبرز مذاقات مختلفة. وأوضحت أنه يوجد نوعان من حبوب القهوة التي تعطي مذاقاً متميزاً وهي العربية والباريستا، إذ يتم مزجها ثم فحصها للتأكد من خلوها من أي عيوب، وبعد ذلك يتم تحميص القهوة الخضراء ببطء شديد للحصول على الدرجة المطلوبة من التحميص.

وحول الفرق بين القهوة التي تعد في المنزل وتلك التي تعد في المقاهي، قالت ميلين، ان «هناك الكثير من وصفات الإعداد، ولكن ماكينة الإكسبرسو هي الأشهر، وتختلف عن القهوة التي تعد في المنازل، نظراً لطريقة طحن حبوب القهوة، وكذلك حجمها بعد ذلك، ولذا غالباً ما ننصح بأن تكون هناك الماكينة الخاصة في المنزل كي يتمكن محب القهوة من التمتع بمذاق جيد».

تويتر