حباته صارت أقماراً ولوحات تجريدية خلال ورشة تدريبية في دبي

منحوتات فنية من السكر

تتباين تقنيات تحويل السكـر إلى أشكال فنية. تصوير: ساتيش كومار

منحوتات صغيرة، وأوراق أشجار، وفواكه، وأقمار، وكذلك أشكال تشبه إلى حد كبير العمل التجريدي، بعضها ملوّن، وبعضها أبيض، كلها شكّلت مجموعة صغيرة من الأعمال التي تم إعدادها في ورشة العمل التدريبية حول فن السكر، والتي انطلقت أمس، في مطبخ شركة «فونتيرا» في دبي، وتستمر ثلاثة أيام، مستضيفة طهاة من مختلف الفنادق في إمارات الدولة.

خطوات بسيطة تبدأ بتذويب السكر، وتنتهي بالتجفيف، مروراً بتشكيل السكر وتلوينه، وتكون التحف الفنيـة جاهزة، فتبدو وكأنها أعمال من الزجاج الملوّن، ويمكنها بسهولة أن تأخذ مكانها كقطعة فنية، تحل محل باقة من الزهور أو منحوتـة باهظـة الثمن.

تثقيف

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/248294.jpg

قال استشاري الطهي في شركة «فونتيرا»، التي نظمت الورشة، الشيف بيتر هولمينز إن «الورشة تعد الرابعة، إذ نحرص في كل مرة على تقديم مواد وطرق مختلفة، واليوم نعمل على السكر، مادة أساسية من دون أن ندخل الزبدة أو أي منتج آخر لها، لنصنع بها تحفاً فنية رائعة».

وستشمل الورشة، بحسب هولمينز، طريقة إعداد الأشياء الكلاسيكية من السكر كالورود والفواكه، فيما سيتم العمل على نوع جديد من السكر، وهو الذي يأخذ أشكالاً تجريدية، فلا يكون الشكل واضحاً كلياً، تماماً كلوحة تجريدية يصعب فهمها.

واعتبر هولمينز السكر من المواد التي يسهل التعامل معها، إن كان الشيف متمكنا من عمله، فيمكنه أن ينتج قطعة فنية، والناس أحياناً تلمسها تكسرها قليلاً وقد يتذوقها البعض، ويجد أنها قطع فنية تؤكل.

وقدم الجنوب إفريقي الشيف نيكولاس فان دير فالت، طريقة العمل على السكر، وكيف تتحوّل تلك المادة إلى قطع جميلة، بمجرد وضعها في قوالب، كما أعطى السكر كثيراً من الألوان، الأمر الذي أغنى الأشكال التي يعمل عليها. وعمل الشيف، الذي قدم الورشة، بتقنيات مختلفة، فقد يضع السكر في قوالب لتجمد، أو يسكبها على أوراق السيليكون الخاصة، فلا تلتصق بالورق، وتنتج أشكالاً حرة ومتباينة الألوان، فتنتهي وكأنها لوحة تشكيلية.

صعوبات

قال الشيف فالت: «تعتبر أبرز صعوبات التعامل مع السكر، الرطوبة العالية جداً في منطقة الخليج، ولهذا أحرص على وضع المجسم النهائي في صندوق شفاف مغلق، يوضع على قاعدة خاصة تمتص الرطوبة، وأحرص على أن أضع السكر المتجمد الذي شكل في مادة تمتص الرطوبة»، مشيراً إلى أنه توجد الكثير من التقنيات التي تحول السكر إلى أشكال كثيرة، معظمها يستخدم السكر والماء والغلوكوز، ويغلي السكر على النار، وعندها يمكن إضافة الألوان، أو حتى أن إدخال اللون على القالب بعد سكب السكر الذائب، وتحريك اللون بالطريقة التي يرغب فيها الشخص بوساطة العصا، أو حتى نثره على ورق السيليكون وبعدها يدخل مع السكر بطريقة عشوائية.

وذكر أن «إضافة اللون السائل أفضل من إضافة اللون إلى السكر قبل تذويبه للحفاظ على درجة اللون التي تم اختيارها».

وأضاف فالت لـ«الإمارات اليوم» حول خطة العمل أن «اختلاف التقنية لا تعني إطلاقاً أنه عمل غير مخطط، إذ يجب أن يكون مخططاً في حال كان المرء يدخل مسابقة، بينما يمكنه أن يطلق العنان لمخيلته، ويركب في الأشكال التي يبتكرها على طريقته الخاصة دون حدود».

واعتبر الشيف الجنوب إفريقي أن الحرية في ابتكار الأشكال أيضا ينبغي أن تكون مدروسة، فيجب أن يعرف الشيف ماذا يحضر، وكيف يمكن ان يستخدم ما يشكله.

ولفت إلى أن الممارسة هي التي تمكن الطاهي من ابتكار الأشكال الرائعة، فأي طاه يحتاج إلى ما يقارب نحو 12 جلسة من العمل على الشكل الواحد ليتمكن في النهاية من تقديمه بشكل متكامل.

أما العمر الافتراضي لأي قطعة فنية يتم الحفاظ عليها، فيمكن أن يكون سنتين إن وضعت في صندوق بلاستيكي شفاف، حسب فالت، الذي قال: «أحب السكر لأنه مادة تحث على الابتكار، ولكن أبرز خطأ يرتكبه البعض هو عدم وضع أي خطة للعمل، فيعملون بتلقائية مطلقة وهذا يصعب عملهم، لأن هـذا سيضعهم في حيرة حول طريقـة تركيب الأشياء».

مشاركون

أما الشيف المشارك من فندق «راديسون بلو» الشارقة، حسني بداح، فأكد أن الورشة مهمة لأنها تقدم معلومات جديدة، وقال: «القطع التي تصمم، مهمة بالنسبة لنا في البوفيه، إذ تلفت النظر، وتعطي انطباعاً جميلاً عن عمل الطهاة»، مشيراً إلى أن العمل في الورشة تساعد كل طاه على أخذ التقنية العامة، وبالتالي ولاحقاً يبتكر أفكاره الخاصة، مشيراً إلى أن قطعاً صغيرة من السكر يمكن أن تدخل في أطباق الحلويات اليومية، فمن الممكن أن يزيّن قالب الحلوى الباهت بقطعة فنية ترفع قدره. وقال الشيف ثوسيذا وايجيراثني من مجموعة فنادق الجميرا، إن «الورشة مفيدة، كونها تمنحنا أفكاراً جديدة، وكذلك تقنيات لم نكن نعرفها من قبل»، مشيراً إالى أنه سيحرص بعد الانتهاء من ورشة العمل على نقل الأفكار إلى زملائه، ومحاولة استخدامها في المطبخ في عمله اليومي، بهدف ابتكار أساليب جديدة.

بينما أكد الشيف نيومال ديونغيل، من المجموعة نفسها، أن مادة السكر مهمة جداً في المطبخ للتزيين وتكون قطعة فنية مستقلة، لاسيما مع قوالب الحلوى الخاصة بالزواج فهي تتيح للمرأة اختيار فكرتها الخاصة.

أما قصون تريلينر من فندق ميرامار العقة، فأشار إلى أن هذه الأشكال تجعل الطاهي قادراً على إعطاء أطباقه شكل تقديم جميل، لاسيما حين تستخدم لتزيين الحلوى، بينما تعد المجسمات أعمالاً فنية رائعة.

تويتر