Emarat Alyoum

عائشة تعيش مـع 158حيواناً أليفاً

التاريخ:: 25 مايو 2010
المصدر: شيماء هناوي - دبي
عائشة تعيش مـع 158حيواناً أليفاً

فتحت المواطنة عائشة كلايف أبواب حديقة منزلها في دبي منذ 10 سنوات، أمام الحيوانات الأليفة المشردة، التي لا تجد مأوى يضمها، وتلك التي يعجز أصحابها عن الاعتناء بها، حتى غدت مركزاً لإنقاذ ورعاية وإعادة تأهيل الحيوانات الأليفة، يغص منزلها بـ158 حيواناً تتوزع بين زواحف وثدييّات، يندر وجود بعضها، وبعضها الآخر مهدد بالانقراض. ومن بينها لاما وسناجب وأفاع وسلاحف.

وقالت عائشة لـ«الإمارات اليوم» إن ولعها الكبير بالحيوانات منذ صغرها، جعلها تسخر نفسها للعمل على رعايتها والاعتناء بها، لاسيما المشردة منها التي لا تجد مأوى يضمها، وتلك التي يعجز أصحابها عن الاعتناء بها، وأنها عمدت إلى جمعها من خلال عمليات بحث قامت بها في الأحياء والمناطق السكنية، إلى جانب زياراتها الدائمة للعيادات البيطرية التي غالباً ما تكون ملجأً لهذه الحيوانات، فضلاً عن تعاون أفراد أسرتها وصديقاتها ومساعدتهم. وأكملت عائشة «خلال فترة وجيزة ذاع صيتي، حيث بدأ مربو الحيوانات الذين يعجزون عن الاعتناء بها، أو أولئك الذين يشعرون بالملل سريعاً منها، ويبحثون عن من يرعاها، بالتوافد إلي، حتى غدت حديقة منزلي مركزاً لإنقاذ ورعاية وإعادة تأهيل الحيوانات الأليفة». وأكدت أن حصولها على ترخيص من الجهات المسؤولة وفي مقدمتها وزارة البيئة، زاد من ثقة مربي الحيوانات بها، و«صارت تصلني بلاغات كثيرة حول حيوانات مشردة تتعرض للإيذاء لإنقاذها وحمايتها». وشددت عائشة البريطانية الأصل «أن المركز لا يستقبل أي حيوان، إلا بعد أن يتم إرساله إلى العيادة البيطرية للكشف عليه والتأكد من سلامة صحته، ويُعطى المطاعيم اللازمة، ومن ثم يحل ضيفاً على المركز ليحظى بالعناية اللازمة». مؤكدة أن المركز لا يحبذ عملية بيع الحيوانات التي يستقبلها، ويفتح المجال لاقتناء الكلاب أو القطط فقط، بعد أن يتأكد بمقابلة شخصية وزيارة ميدانية، من قدرة المقتني على توفير احتياجاتها ومستلزماتها كافة». وأضافت كلايف أن المركز يغص اليوم بـ158 حيواناً تتوزع بين زواحف وثدييات، بعضها نادر، وبعضها الآخر مهدد بالانقراض، ويوفر لها بيئة مناسبة للعيش والتكاثر، إضافة إلى الرعاية الصحية والنظافة الدورية، ومراقبة سلوكها، وذلك من خلال تعاون دائم مع عيادات بيطرية متخصصة في الحيوانات، إلى جانب إعداد برامج غذاء خاصة، تعرفت كلايف عليها عن طريق القراءة والبحث في مواقع متخصصة في الإنترنت.

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/247786.jpgبوم وسناجب وعصافير

تغص حديقة منزل المواطنة عائشة كلايف، بـ 158 حيواناً أليفاً، بعضها نادر والبعض الآخر مهدد بالانقراض، ومنها بومة نادرة من الإمارات فرخت 16 صغيراً تبرعت بها إلى مركز الشارقة للأحياء البرية، الذي قام بدوره بتدريبها على الصيد ثم اطلق سراحها، و22 سنجاباً من أستراليا، وصغير الحصان (البوني)، والـ(مارا) من الأرجنتين وهو نوع من الأرانب كبير الحجم، واللاما، وابن عرس، وأفاعٍ وسلاحف ذات حجمٍ كبير، ومجموعة من العصافير، والكلاب، والقطط، وغيرها الكثير. 

تكاليف

اعترفت عائشة أن تكاليف إعالة وتربية 158 حيواناً تنتمي إلى بيئات مختلفة، تحمل طباعاً وصفات متباينة، وتتطلب احتياجات متفاوتة، وعلاجاً ومتابعة بشكل مستمر، أمرٌ مكلف جداً، وشرحت أن توفير الطعام مثلاً يتطلب نحو 8000 درهم شهريا، وأن علاج حيوان واحد يراوح من 2000 إلى 30 ألف درهم، الأمر الذي حصل حين تعرض غزال إلى كسر في ساق رجله، خضع على إثره إلى إجراء عملية جراحية، ومعالجة وعناية استمرت لمدة ثلاثة أشهر وتكلفت 30 ألف درهم، فضلاً عن أجهزة التكييف التي يحتاجها عدد كبير من الحيوانات طوال فصل الصيف، وغير ذلك الكثير. ونوهت كلايف بأنه «على الرغم من أن تكاليف المركز مرتفعة، إلا أنني لا أبالي بذلك، فإنقاذ ورعاية وإعادة تأهيل الحيوانات الأليفة، خياري وواجبي الذي أعتز به ولن أتنازل عنه، ولن أقفل الأبواب التي فتحتها أمامها منذ 10 سنوات».

صعوبة

عن الصعوبات التي واجهتها، أكدت عائشة «تعاون أفراد أسرتي ذلل جميع الصعوبات أمامي، فقد أورثتهم حب تربية الحيوانات والاعتناء بها كما فعل والداي بي، وتقف الصعوبة الوحيدة اليوم أمامي في عدم قدرة منزلي على استيعاب عدد أكبر من الحيوانات نظراً لامتلاء مساحة الحديقة كاملةً بها». وتمنت عائشة لو تستطيع أن تحصل على قطعة أرض تتيح لها إنشاء مركز كبير يكون بمثابة محمية طبيعية للحيوانات، توفر لها سبل العناية والرعاية كافة، وتسهم في المحافظة على الثروة الحيوانية من الأخطار التي تهددها، وتكون بمثابة بيئة تعليمية للأطفال، وتمهيداً لذلك تستقبل كلايف طلاب مدارس في مركزها الحالي للتعرف إلى الحيوانات المختلفة، وإرشادهم حول طرق وأساليب رعايتها والاعتناء بها.