رجال يرفضون وجود صفحات خاصة بشريكات حياتهم

«فيس بوك».. خصوصية الأزواج على المحك

«فيس بوك» يثير شك بعض الأزواج. الإمارات اليوم

وضع موقع التواصل الإجتماعي عبر الإنترنت «فيس بوك» علاقات زوجية كثيرة على المحك، فبسبب ما تضمه صفحة الزوج أو الزوجة من صور وصداقات وتعليقات على الموقع الاجتماعي الشهير، قد تتزعزع ثقة أحد الشريكين بالآخر، وبالفعل انتشرت في الآونة الأخيرة كثير من القضايا ومشكلات الطلاق، والانفصال بين الأزواج والخُطّاب، بسبب «فيس بوك» الذي تحول لدى بعض شركاء الحياة إلى مصيدة يحاول كل طرف ان يعرف من خلالها ما يدور في عالم الطرف الآخر من أمور خاصة، بل يرفض رجال وجود صفحة خاصة بشريكات حياتهم على الموقع.

تقول الأردنية علياء الطعيمات «لا أعتبر (فيس بوك) فرصة لاكتشاف ما يخفيه عني زوجي بل على العكس اعتبره فرصة للتعرف إلى الخفايا من حياته القديمة التي لم أكن فيها، فأحياناً أرى أصدقاء جدداً في صفحته، ولا أعرفهم وكذلك هو، فنتشارك ذكريات الماضي معاً، لاسيما أن أغلب أصدقائي على (فيس بوك) هم من المدرسة والجامعة».

وتؤكد اللبنانية ريما طاهر أنها استغرقت وقتا طويلا حتى تفتح صفحة خاصة بها على (فيس بوك) تجنباً لما يمكن أن يحدثه من مشكلات مع زوجها، مضيفة لـ«الإمارات اليوم» «لا أخفي أن زوجي غيور، وأشعر بأنه من الممكن أن يراقب صفحتي، ولهذا لا أضيف عليها سوى إخوتي وأقاربي، كما أنني أكون حريصة على اطلاعه بكل ما يحدث على الصفحة». ولا تنفِ طاهر أنها تعرضت مرة لطلب للزواج عبر «فيس بوك» على الرغم من أنها متزوجة، لهذا باتت حريصة اليوم على إضافة أي شخص إلى قائمة الأصدقاء.

حالتان

عرض مدير المركز الدولي للاستشارات النفسية والطبيب في الصحة النفسية، الدكتور محمد النحاس، حالتين واجههما في عيادته، كانت الأولى لسيدة أعمال مقيمة في الإمارات، اكتشفت من خلال أصدقاء لها، أن زوجها يملك صفحة خاصة على «فيس بوك» ويخفي ذلك عنها، وبالتالي نشأت خلافات كثيرة بينهما أدت إلى طلب المرأة الطلاق، ولم تتراجع عن ذلك إلا بعد اعتذار الزوج وطلب السماح منها.

أما الحالة الثانية فكانت لرجل بدأ يقيم علاقات على «فيس بوك» بسبب إهمال زوجته له، الأمر الذي أدى إلى تفاعل كبير في علاقته مع امرأة على «فيس بوك»، وتطورت العلاقة لتصبح دردشة مع وجود كاميرا وعرض الأجسام مرافق مع الكلمات الإباحية، وتابع النحاس «اكتشفت الزوجة خيانة زوجها، ودخلت في حالة نفسية صعبة، اضطرت لاحقاً لمتابعة حالتها في جلسات علاجية نفسية كي تتمكن من تجاوز الأزمة بعد أن تم التطرق لمختلف جوانب حياتها الزوجية، ومعرفة مكامن الخلل فيها، وإعادة الاستقرار إلى حياتهما الزوجية.

شراكة

أما المواطن حمد الريامي، فيذكر أن معرفته بـ«فيس بوك» سطحية، ولا يستخدمه كثيراً، كما يرى أنه ليس من الضروري أن يكون لزوجته صفحة خاصة بها على الموقع، لافتاً إلى أن «فيس بوك» يتيح إضافة الكثير من الأشخاص، وقد يكون بينهم نساء، الأمر الذي يسبب خلافات بين الشريكين، مشيراً إلى أن «الحياة الزوجية يجب أن تكون قائمة على الشراكة، وبالتالي فهامش الخصوصية في أي شيء يجب أن يكون محدوداً».

ويرى المواطن عبدالله الحمادي ان «فيس بوك» يسبب مشكلات بين الزوجين، مؤكداً أنه فتح لنفسه صفحة خاصة به على الموقع لكن بصفة سرية ودون علم زوجته، ويوضح «من الممكن أن تسبب لي هذه الصفحة على الكثير من المشكلات مع زوجتي، على الرغم من أني لا أفتحها كثيراً، ولا أضيف إليها الكثير من الأشخاص بل فقط الأصدقاء الذين كنت أعرفهم من أيام المدرسة والجامعة وهم رجال فقط».

ويتابع الحمادي «لا أفضل أن تكون لزوجتي صفحة خاصة على (فيس بوك)، علما بأني أعرف بعض الحالات يكون فيها كل من الشريكين على (فيس بوك)، دون أن يعلم أحدهما بالآخر، فهذه الأمور ليست مضمونة عبر الإنترنت».

أمر افتراضي

تشير السورية رندا نادر إلى أنها لا تملك صفحة، ولكنها تتصفح صفحة زوجها، وترى أصدقاءه، معتبرة الموقع لا يمكن أن يكون مسببا للمشكلات على الإطلاق، لافتة إلى أن زوجها يتصفح الجديد في صفحته الخاصة، مرة في كل أسبوع أو أسبوعين، الأمر الذي يجعلها واثقة بأنه لن يكون ذا أثر كبير في علاقاتهما، ولا تتوقع في الوقت نفسه أن تضيف صفحة خاصة بها على «فيس بوك» أي نوع من الخصوصية لها، لأن الحفاظ على الخصوصية والمشاركة بين الأزواج تأتي من كل تفاصيل الحياة.

وتقول المصرية منى محمود، انها لا تشعر بالخصوصية على «فيس بوك»، فغالبا ما تدخل الموقع وتشعر بأن زوجها ينتظر منها أي تعليق على صفحته فقط ليشعر باهتمامها به، لأن الرجل عموماً يشعر في داخله بأن المرأة يجب أن تعطيه كل وقتها.

في المقابل، لفتت المواطنة عائشة محمد إلى أن الخصوصية أمر افتراضي بين الزوجين، و«وجود صفحة خاصة بالمرأة على الانترنت يعرضها للكثير من المساءلات، فالزوج غالباً ما يسأل عن كل صديق في القائمة أو يحاول الاستفسار عن كل تعليق موجود».

زعزعة ثقة

يرى مدير المركز الدولي للاستشارات النفسية والطبيب في الصحة النفسية، الدكتور محمد النحاس، أن «فيس بوك» من المواقع التي سببت مشكلات عدة بين الأزواج، كونه سبب في كثير من الحالات زعزعة الثقة بين شريكي الحياة، مشيراً إلى أن الثقة المطلقة قد تسبب الشعور باللامبالاة، فيما انعدام الثقة يمد المرء بالشعور بالتمرد. ويضيف النحاس لـ«الإمارات اليوم» أن «العلاقة الزوجية تقوم على الشراكة، والحديث عن خصوصية يجب أن ينطلق من فهم المرء لمعنى المشاركة، وبالتالي تنتهي خصوصية كل من الطرفين عند بدء خصوصية الآخر، ما يعني أن هناك حدوداً»، معتبراً أن «فيس بوك» يضع المرء أحياناً موضع الشبهات، منوها بأنه سلاح ذو حدين، فعلى الرغم من أنه يضع مساحة واسعة للأشخاص للالتقاء ولاسيما أن هناك أدباء يتشاركون أفكارهم وكذلك تشكيليون يطرحون أعمالهم عبره، فهو يضيف إلى المرء، شأنه شأن المواقع الالكترونية الأخرى، ولكن إن أحسن استخدامه، وفي المقابل يمكن ان يؤدي إلى الطلاق أحياناً بسبب الغيرة والشك.

تويتر