‏‏‏النوادي المتخصصة للصغار تساعد على تطوير قدراتهم الجسدية والعقلية

رياضـة الأطـفال.. ليـاقـة في أجـــواء مــن المـرح‏

رياضة الأطفال متعة تكسبهم اللياقة والمرونة. تصوير: مصطفى قاسمي

‏يربط كثيرون بين النادي الرياضي وأجواء التمارين المرهقة ورفع الأثقال لتضخيم العضلات، وهي الصورة الواقعية في النوادي الرياضية الخاصة بالكبار، لكن أغلبية تلك الأمور تتبدل في النوادي الخاصة بالأطفال، حيث تصبح التمارين عبارة عن رقص وقفز وركض ولعب وأجواء من المرح، ما يدخل الطفل في عالم الحركة منذ سنواته الأولى، إذ تعمل بعض تلك النوادي الرياضية الخاصة بالأطفال ـ حسب متخصصين ومدربين فيها التقتهم «الإمارات اليوم» ـ على تنمية الصغير جسدياً وعقلياً واجتماعياً، كما تجبنه البدانة التي باتت من المشكلات التي دقت لها نواقيس الخطر بسبب ارتفاع نسبتها بشكل ملحوظ في مختلف أنحاء العالم.

وقالت مديرة نادي «ماي جيم للأطفال» في دبي ياسمين العلمي، إن «البرنامج الرياضي الذي يقدم للصغار يحثهم على الحركة دون أن يلاحظوا، كون معظم الحركات عبارة عن ركض ورقص وقفزات على الموسيقى»، مضيفة أن «حضور الطفل إلى النادي يكون أسبوعياً، كون حصة واحدة تعتبر كافية له». بينما أكدت المديرة والشريكة في النادي بيرا باهري، أنه «لابد من الاهتمام بلياقة الطفل منذ سنواته الأولى، وجمع الرياضة مع الكثير من الأمور الأخرى كالأشغال اليدوية والتلوين والعلوم وغيرها من الأمور ليستفيد الطفل على جميع الأصعدة»، لافتة إلى أن هذه البرامج التدريبية تجذب مختلف الجنسيات، وتساعد الأطفال وكذلك الأمهات على بناء صداقات جديدة.

موازنة

قالت المدربة تشا فونتانيليا، إن «الرياضة منذ الصغر مفيدة جداً للطفل، وتنشئ علاقة مميزة بينه وبين الأم، لأنه لابد من وجود الأم مع طفلها في حال كان عمره أقل من ثلاث سنوات»، مشيرة إلى ان التمارين التي يدرب عليها الصغار تقوم على تحريك اليدين والقدمين والوقوف وموازنة الجلوس، ويبدأ النادي مع الأطفال من عمر ستة أسابيع. ولفتت إلى ان الرياضة تعمل على تقوية ثقة الطفل بنفسه، ومفيدة من الناحيتين الصحية والنفسية أيضاً، وتكون طريقة التدريب متباينة، إذ تبدأ من الرقص، أو التمرين على الدمية، بحيث يؤدي الأطفال التمارين المتشابهة التي تنفذها المدربة على الدمية، والتزحلق، والعديد من النشاطات الاجتماعية التي تقوي شخصية الطفل. وفق فونتانيليا التي أضافت أن «التمرينات تكون وفقاً لمستويات، إذ يمكن أن يترفع الطفل من مستوى لآخر كلما تقدم في تنفيذ الحركات»، لافتة إلى أن المستويات الخمسة الأولى هي للأطفال بمشاركة الأهل، وتقسم حسب الأعمار، فهناك صف معين لمن هم دون ستة أشهر وتعلمهم حركات بسيطة مع الموسيقى، وتركز أكثر على تمرين الذهن والتلقي، بينما هناك صف آخر لمن تراوح أعمارهم من سبعة إلى 14 شهراً، وتعتمد تمارينهم على الرقص، وشد الجسم، والتسلق، بحيث تتوالى الصفوف بحسب الأعمار، وتزيد نسبة الحركات التي يتعلمها الطفل.

 

مرحلة صعبة

ذكرت المدربة أن «المرحلة الأولى مع الصغار الذين لم يصلوا إلى مرحلة المشي، هي الأصعب، ونركز من خلال الرياضة على موازنة جسم الطفل في الجلوس وكذلك المشي، أما حين يكبر الأطفال، فتتحول الرياضة إلى تحريك العضلات ونعلمهم حركات تمدد الجسم، ولكننا لا نرهق الطفل كثيراً، بل نحاول أن نجعله يتجاوب أكثر».

وأشارت فونتانيليا إلى بعض التمارين الخاصة بالصغار، ومنها التي تحرك اليدين والقدمين وبعض أعضاء الجسم مع الأغاني. واوضحت ان تلك الرياضة على تقوية معلومات الطفل في التعرف إلى كل ما حوله، مشددة على أن الأطفال يحبون المرح، وبالتالي فمرافقة التمارين جميعها لعامل اللعب مهمة كي يواظب الأطفال على ممارستها لتصبح لاحقاً جزءاً من أسلوب حياتهم.

خطة

قالت مديرة «ذا ليتيل جيم»، ميلان مورجاني، انها تقدم برنامجاً يعلم الأطفال المهارات الرياضية في سن مبكرة من خلال اللعب بشكل أساسي، ويتوجه للصغار من سن 10 أشهر وحتى 12 سنة، وبما ان النادي افتتح حديثاً، فهناك خطة لاحقة للبدء مع الأطفال من عمر أربعة أشهر، مضيفة أن «عدد الأطفال مع كل مدرب يجب ألا يزيد على ستة، فيما على الأكثر يكون هناك 18 طفلاً في الصف الواحد، ويقسمون إلى فئات عمرية، وبعد بلوغهم السادسة يكونون في صف واحد، علماً بأنه يتم فصل الذكور عن الإناث بعد السادسة بسبب طبيعة المهارات التي تختلف».

وأشارت مديرة البرامج الرياضية في النادي نفسه، ميريام باكر، إلى أن الرياضة في عمر صغير تعتمد بشكل رئيس على الموسيقى، حيث تحدد الأنغام للأطفال ما يجب عليهم فعله، بالإضافة إلى الحركات التي تؤمن الليونة لهم، كما تمنحهم الثقة بالنفس، معددة بعض الحركات التي يكتسبها الأطفال، ومنها القفز في الهواء على القدمين واليدين تباعاً ولمرات عدة، وتمارين عضلات اليدين، بالإضافة إلى شد الجسم من خلال التأرجح باليدين على العمود.

ولفتت باكر إلى أن الحركات التي يكتسبها الطفل كثيرة، مضيفة أن «وجود عامل المرح في الرياضة مهم، وغالباً نعمد كمدربين على الركض مع الموسيقى، ثم نتحول إلى القفز والمشي، أو حتى تسلق بعض الأماكن العالية والمرتفعة، وكذلك نطلب من الأطفال أن يمسكوا أصابع القدمين بأيديهم، وهذا يجعلهم يعتقدون أنهم يلعبون وليس يمارسون الرياضة، وبالتالي يكون وقتاً ممتعاً بالنسبة لهم». ومن التمارين الأخرى التي يتشارك فيها الأطفال مع المدرب الإمساك بأطواق قماشية كبيرة تجعل الأطفال يشدونها بقوة، وهي مفيدة لعضلات اليدين.

وأوضحت الى أن حضور الطفل مرة في الأسبوع يكون كافياً، لأنه غالباً يقضي وقته في اللعب، وبالتالي فالتمارين التي يتعلمها في النادي سيمارسها في المنزل لأنها تبدو له وكأنها لعبة مسلية. وأكدت أن الأطفال الذين هم فوق ست سنوات يكون التركيز معهم على حركات رياضية فعلية، إذ إنهم قادرون على تتبع المدرب الذي يقودهم، كما يمكنهم ممارسة التمرينات الصعبة كالسير على عمود أو أرجحة القدمين عليه، ويُعد ذلك من المهارات الصعبة.‏

تويتر