‏‏‏إعادة تدوير المخلفات أبرز الطرق لحماية الناس والمناخ

«البيئي الصغير».. توعية ضد التلوث‏

أطفال وأولياء أمور شاركوا في الحفل. تصوير: زافيير ويلسون

‏‏تزامناً مع يوم الأرض العالمي، أطلقت مدرسة مردف الخاصة في دبي، مشروع البيئي الصغير، الذي يهدف إلى نشر التوعية البيئية بين صفوف الطلاب وأفراد المجتمع، بالتعاون مع الجهات المختصة في الحفاظ على البيئة، ومشاركة أولياء الأمور.

وشمل حفل إطلاق المشروع صباح أول من أمس، في مبنى المدرسة، مجموعة من الفعاليات التي تسلط الضوء على الطرق الكفيلة بحماية البيئة من تهديد المخلفات، وما ينتج عنها من تلوث، وفي مقدمتها إعادة التدوير، التي تقوم على استرجاع مواد نافعة من المخلفات للاستهلاك من جديد.

وقدم طلاب المراحل الابتدائية في المدرسة، أعمالاً فنية مختلفة، من خلال إعادة تدوير أكثر المواد التي يستهلكونها وفي مقدمتها الأوراق وصناديقها الكرتونية، إلى جانب زجاجات المشروبات الغازية والماء، وكانت أبرز الأعمال الفنية التي اعتمدت على إعادة تدوير مواد نافعة من المخلفات، مجموعة الأدوات الموسيقية، التي حظيت بإعجاب الحضور.

الطالبة رحاب العطار، الصف الثالث، المشاركة في مجموعة الأدوات الموسيقية، قالت لـ«الإمارات اليوم» «قمتُ بإعادة تدوير زجاجات مشروب غازي، وعلبة كرتون خاصة بالأوراق، ومجموعة من الأوراق، لصناعة آلة «الزيلفون» الموسيقية، بمساعدة أستاذ التربية الموسيقية»، مضيفة أنها لم تواجه صعوبة في إنجازها، «حيث لم تحتو على تفاصيل وتعقيدات، سوى في إلصاق الورق على زجاجات مشروبات غازية، حيث يتطلب إلصاقها صبراً ودقة». وأكدت العطار «منحتني فرصة المشاركة في مجموعة الأدوات الموسيقية القائمة على إعادة التدوير، فرصة التفكير ملياً في إعادة تدوير الأدوات والمواد النافعة بعد استهلاكها، بدلاً من رميها»، خصوصاً أنها تدرك كما قالت «الخطر الكبير الذي يتركه تراكم هذه المواد كمخلفات على البيئة، التي لا يتحلل الكثير منها».

 لأكياس البلاستيكية تقتل الجِمال


عرضت إدارة التثقيف والتوعية في وزارة البيئة والمياه، المشاركة في مشروع «البيئي الصغير»، صندوقاً زجاجياً يظهر جملاً نافقاً تظهر في أمعائه الأكياس البلاستيكية التي كانت السبب الرئيس في وفاته، حيث لم تتحلل على الرغم من تحلل معظم أجزاء جسمه.

وقالت إيمان علي من إدارة التثقيف والتوعية في وزارة البيئة والمياه «ركزنا في مشاركتنا في (البيئي الصغير)، على إبراز خطر الأكياس البلاستيكية، لاسيما أنها لا تتحلل بسرعة كبيرة، وتشكل نسبة 50٪ من أسباب نفوق الجِمال في الدولة».‏

وقال الطالب عبدالعزيز محمد، الصف الثالث «شاركت في إعادة تدوير المواد النافعة في مجموعة المواد الموسيقية، وذلك من خلال صناعة آلة الغيتار»، مستخدماً مواد نافعة من المخلفات، تشتمل على صندوق من الكرتون، ومجموعة من الأوراق، وخيوط من البلاستيك المطاط الرفيع والسميك، وملاعق بلاستيكية تساعد على عملية العزف، وأكد عبدالعزيز «سعدت كثيراً بتجربة إعادة التدوير، التي جعلتني أتيقن بقدرتي الكبيرة على تدوير جميع المخلفات من حولي، خصوصاً أن جميعها من أكثر المواد التي يتم إعادة تدويرها، وهي البلاستيك، والورق».

أما الطالب داني القاضي، الصف الثاني، فقد قام بصناعة آلة الطبل، مستخدماً علب الآيس كريم، وحليب البودرة، والورق، والشرائط. وإلى جانب المجموعة الموسيقية، قدم طلاب المراحل الابتدائية مجموعة من المجسمات التي أخذ معظها شكل الإنسان الآلي، إلى جانب السيارة وتحف فنية منوعة.

أهداف

وذكرت مديرة مدرسة مردف الخاصة رندة غندور «بهدف المساهمة في إعداد جيل واعٍ بأهمية البيئة التي يعيش فيها، وملم بالطرق الكفيلة بحمايتها من أخطار التلوث التي تهددها، أطلقنا مشروع البيئي الصغير تزامناً مع يوم الأرض العالمي»، موضحة أن «المشروع يضم مجموعة منوعة من الفعاليات، التي تسلط الضوء على طرق حماية البيئة من تهديد المخلفات وما ينتج عنها من تلوث»، وأضافت أن في مقدمة هذه الطرق إعادة التدوير، التي تقوم بإعادة استخدام المواد النافعة من المخلفات، ومن أبرزها البلاستيك، والورق، والألمنيوم، والحديد، وكشفت أن الأطفال قد ابتكروا بالتعاون مع أولياء أمورهم ومدرسيهم، مجموعة واسعة من الأعمال الفنية، من خلال إعادة تدوير المخلفات النافعة، ومنها إطارات وتحف، ورسوم، وإطارات صور، وباقات ورود، وغيرها الكثير، وتابعت غندور أن هذا يتم «إلى جانب برنامج تثقيفي بيئي حافل، يشمل عرض أفلام ولوحات تثقيفية، حول كيفية تلوث البيئة وطرق حمايتها، والتعريف بأنواع النفايات وطرق التخلص منها، وإعادة تدوير النافع منها، وكيفية التقليل منها»، وذلك بالتعاون مع بلدية دبي ووزارة البيئة والمياه»، وأكدت غندور أن التعاون مع الجهات المعنية بالبيئة والحفاظ عليها، سيوفر حقائق علمية مفيدة، لتصميم العدد الأول من مجلة البيئة باللغتين العربية والإنجليزية، مشيرة إلى «العمل على تجميع 10 آلاف كيلوغرام من أوراق الصحف والمطبوعات المختلفة لإعادة تدويرها، وتشجيع الطلاب على العمل التطوعي، بحثهم على تنظيف البيئة المجاورة للمدرسة»، وسيستمر مشروع البيئي الصغير لمدة 15 أسبوعاً، لتحقيق أهدافه المنشودة.‏

تويتر