‏‏‏السواحل الإماراتية وجهة مثالية لعشاقها

صيد الأسماك.. رياضة ومتعة‏

مارتين جيمس: من مهارات الصياد أن يحمي نفسه في البيئة المائية. تصوير: دينيس مالاري

‏‏تجمع هواية صيد الأسماك بين الرياضة والمتعة، وتسهم في تعلم ممارسها الصبر. وتتطلب تلك الهواية كثيرا من الدراية في اختيار المكان والأوقات المناسبة للصيد، بالإضافة إلى المعدات الأساسية، بدءاً من الصنارة، ووصولاً إلى الطعم، للنجاح في صيد أكبر عدد ممكن من الأسماك. وتجتذب الإمارات عشاق هواية صيد الأسماك، كونها وجهة مثالية لممارستها، لامتداد سواحلها الغنية بالثروة السمكية.

وقال خبير صيد الأسماك العالمي، مدير أكاديمية الفجيرة لصيد السمك التي تقدم دروساً للمبتدئين والمحترفين، مارتين جيمس ان «الشواطئ الإماراتية الممتدة، تجتذب هواة صيد الأسماك من مختلف أنحاء العالم»، مشيراً إلى أن الخليج بوجه عام يعد وجهة مثالية لعشاق تلك الهواية، لما يتسم به من مسطحات مائية هادئة وغنية بكميات هائلة من أصناف الأسماك. ولكن تبدو سواحل الفجيرة أكثر ملاءمة مقارنة بسواحل دبي والسواحل الغربية العاصفة. وأضاف أن «صيد الأسماك هواية ورياضة في الوقت نفسه، وشخصياً أحببت شواطئ الإمارات منذ أن أتيت إلى هنا من 18 سنة، ولا أسافر إلى أي مكان من دون صنارتي إطلاقاً».

‏700 كيلوغرام

أفاد الخبير البريطاني في صيد الاسماك، مارتين جيمس، بأن أول سمكة اصطادها في حياته كانت وهو في الرابعة من عمره، وحين كبر بدأ يدرس الصيد، إلى أن وصل لتقديم برامج عنه، ويقدم حالياً برنامجاً خاصاً عن الثروات البحرية وصيد الأسماك في قناة تابعة لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي. وحاز جيمس «لفيفة اللورد ماسون الذهبية»، وهي أرفع جائزة تقدم في عالم رياضة صيد السمك، أما أكبر سمكة اصطادها فكان وزنها 700 كيلوغرام. وسجل في بداية هذا العام فيلماً ترفيهياً خاصاً عن صيد السمك للخطوط الجوية الإماراتية. ويعمل في الوقت الحالي على كتابة تجربته في كتاب يروي فيه خبرة 50 عاماً في عالم الصيد.‏

 

أنواع

تابع جيمس لـ«الإمارات اليوم» التي التقته في دبي، ان «على المبتدئين في عالم الصيد الخروج مع شخص محترف، أو أخذ بعض الدروس الأساسية، ولو لمرة أو مرتين، ليتعرفوا إلى أنواع الصنارات، والطعم الذي يجب أن يضعوه، وكيف يمكنهم ان يحموا أنفسهم في الخليج أو في البحر أو حتى في المحيط، بالإضافة إلى القراءة عن أنواع الأسماك والمحيطات»، لافتاً إلى أنه لابد من البحث عن البيئة المائية المناسبة للصيد، معتبراً أن أفضل أوقات الصيد تكون في ساعات الفجر الأولى حين تكون المياه باردة، وبالتالي يقترب السمك من الشاطئ بسبب الظلام، الأمر الذي يعزز إمكانية اصطياد أعداد أكبر وأسماك ذات أحجام كبيرة، كما أن فصل الشتاء يعتبر الأفضل للصيد كون الأسماك تتجمع عند الشواطئ في المياه الدافئة، فيما في الصيف تذهب للأعماق بحثاً عن المياه الباردة نسبياً، وفق خبير الصيد.

وأضاف جيمس «يمكن الصيد في المياه العميقة، أو الضحلة، ولكل نوع ما يناسبه من التقنيات، ولكنني أدرس الصيد التقليدي الذي لا يتطلب طعوماً حية، بل أثبت طعماً على شكل ذبابة بلاستيكية في خطاف الصنارة، محاطة بمادة تشبه الفرو أو الريش كي تبدو حركتها طبيعية في المياه. بينما في المياه العذبة نحتاج إلى رمي الطعم الحقيقي. أما الصنارات فهي متعددة وتجب معرفة كيفية استخدام كل نوع منها، لأن هناك أشكالاً مختلفة من العقد والخيوط والخطافات.

 ‏شاطئ الفجيرة

ذكر مدير التسويق والعلاقات العامة في لو ميريديان العقة، كيران كومار، أن «أكاديمية الصيد التي افتتحها الفندق تعد الوحيدة المرخصة في الإمارات، وأسست بهدف توجيه رسالة للناس حول أهمية الصيد هواية ممتعة تتطلب التعلم»، لافتاً إلى أن الدروس تقدم في أوقات متباينة، وتجتذب مختلف الجنسيات وبعضهم سياح من دول عربية، من الذكور والإناث. أما سبب اختيار الفجيرة مكاناً للأكاديمية، فقال كومار إن «جيمس الذي يقدم الدروس يعشق شاطئ الفجيرة، كما أننا نحتاج أن نبرز هذه الإمارة منطقة مهمة لصيد الأسماك».‏

تحفيز

أفاد جيمس بأن الدروس التي يقدمها في الأكاديمية موجهة لجميع الأعمار، للأطفال من سن 10 وحتى 17 عاماً، بالإضافة إلى دروس خاصة بالكبار، وتقدم جميعها في ورش عمل، حول تشكيل العُقدة، وآلية إلقاء الطّعم المثبت في خطاف الصنارة، واستخدام الخيوط المختلفة مثل الخيوط الطافية والغاطسة والوسيطة، والأهم من كل هذا الحفاظ على سلامة الشخص في اي حيز يصطاد فيه. وذكر جيمس أن «الصيد يعلم الصبر» ليست مجرد مقولة، بل تعد حقيقة، مضيفاً أن «صيد الأسماك رياضة تقوم على التحفيز المستمر، فحين أصطاد سمكة مهما كانت كبيرة، لا يمكنني أن أترك الصيد وأرحل إن رأيت سمكة أخرى تتحرك في المياه».

أما أفضل مناطق الصيد في الإمارات، فهي ـ بحسب الصياد الذي حاز الكثير من الجوائز العالمية، فهي «أم القيوين وجبل علي وأبوظبي والفجيرة وخورفكان، بالإضافة إلى الصيد في الخيران الذي يُعد مكاناً آمناً للصيد بخلاف ما يعتقد البعض»، مضيفاً أن «الصيد لا يرتبط بالخبرة والمهارة، فالصياد الماهر يظل يتعلم يومياً، وشخصياً أحياناً أحضر 60 سمكة من رحلة الصيد، وأحياناً أعود بسلة فارغة، لأن الصيد لا يحتمل التوقعات بل يقوم على الحظ، وجميعنا قد نمر بأيام غير موفقة».

اما الأخطاء الشائعة التي يقع فيها بعض الصيادين، وفقاً لجميس، تتمثل في قفز الصياد في المياه، ما يحركها ويسهم في إبعاد الأسماك عن الشاطئ. ‏

تويتر