‏‏‏تساعد على التخلص من السمنة والوزن الزائد

أغذية المشعر السكري المنخفض.. حمية وصحة‏

الاعتماد على الفواكه والخضراوات ذات المشعر السكري المنخفض يؤدي إلى نجاح الحمية. فوتوز.كوم

‏قال مدير مستشفى الإمارات في دبي ومراكز كوزمسيرج للتجميل ومكافحة الشيخوخة الدكتور مازن صواف، إن آخر الدراسات المتعلقة بالمقارنة بين الحميات الغذائية المختلفة، أثبتت تفوق الحميات التي تتبع نظام التقليل من الأغذية ذات المشعر السكري المرتفع، وعلى رأسها العصائر، وحتى الطازجة منها، وتقليل الخبز والأرز والفواكه الاستوائية، والاعتماد على البروتينات والخضار والحمضيات»، مشيراً إلى أن الفهم الصحيح لآلية المشعر السكري قد تساعد على تخفيف الوزن وضبط داء السكري.

وأضاف صواف خلال محاضرة ضمن برنامج توعوي حول المشكلات الصحية الشائعة في الدولة وفي مقدمتها السمنة والوزن الزائد، نظمته أخيراً شركة (لوناتوس) للتسويق والاستشارة إحدى شركات تمثيل الوكالات الحصرية لشركات الأدوية والرعاية الصحية بالتعاون مع وزارة الصحة، أن «المشعر السكري يتعلق بالطريقة التي يتغير فيها مستوى السكر في الدم تبعاً لتأثير بعض الأطعمة، حيث تعطى علامة تراوح بين صفر و،100 ويحتل الغلوكوز المرتبة الأعلى بالنسبة للأطعمة ذات المشعر السكري المرتفع كالكربوهيدرات البسيطة، فإنها تزيد سكر الدم بسرعة، في حين يرتفع السكر ببطء في الدم بعد تناول الأطعمة ذات المشعر المنخفض».

 رياضة

ذكرت مدير عام (لوناتوس الشرق الأوسط) الدكتورة لينا القوتلي أن الحمية الغذائية يجب أن تكون نمط حياة صحياً لا يقتصر على مدة محددة، بل يستمر باستمرار عمر الإنسان، من خلال الاعتماد على الألياف والخضراوات واللحوم بأنواعها الخالية من الشحوم، التي تنتمي في مجملها إلى موارد طبيعية، والابتعاد عن السكاكر والدهون لاسيما الوجبات السريعة، مشيرة إلى أن الدهون والسكريات من أهم العوامل المسببة للسمنة، التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، التي تعتبر السبب الرئيس لأكثر حالات الوفاة في العالم، وتشهد زيادة مستمرة في منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم وغيرهما.

وأضافت القوتلي أنه «لا يمكن الاعتماد على الحمية الغذائية الصحية وحدها للحفاظ على الوزن الصحي وتفادي السمنة المضرة، إذ تلعب الرياضة دوراً مكملاً من خلال الفوائد الجمة التي تحققها لممارسيها، ومنها اكتساب اللياقة البدنية، وتقليل عدد ضربات القلب أثناء الراحة، وخفض نسبة الكوليسترول الضار بالجسم (إل دي إل)، ورفع نسبة الكوليسترول الجيد (إش دي إل)، وتسهم في انخفاض ضغط الدم الشرياني، وتقي من مشكلات آلام أسفل الظهر، وتلعب الرياضة، خصوصاً المشي دوراً كبيراً في خسارة الوزن الزائد، والتخلص من السمنة».

عوامل

وعن آلية عمل المشعر السكري ذكر صواف خلال المحاضرة التي كانت بعنوان «الحمية ماذا ينفع وما لاينفع» وتهدف إلى التوعية بضرورة اتباع نظام غذائي صحي، كفيل بالحد من انتشار نسبة السمنة، التي تشير إلى إصابة ما يزيد على 33.7٪ من البالغين في الدولة، وأن الدماغ يعد عضواً متفرداً يستخدم السكر فقط كمصدر للطاقة، وينتج الشعور بالجوع عن إشارة يصدرها، عندما ينقص مستوى السكر في الدم، وتتعلق سرعة امتصاص السكر من الأمعاء إلى الدم بعوامل عدة تشمل «العمر، ومستوى النشاط الجسمي، وتركيز الأنسولين، ووقت تناول الطعام، وكمية الألياف، والمواد الدسمة الموجودة فيه، ونوعية الطعام (مكرر أو مصنّع)، وطبيعة الأطعمة الأخرى المرافقة له، بالإضافة إلى نسبة (الكربوهيدرات، البروتين، الدسم) الموجودة في الطعام، وطريقة طهيه (غلي، قلي، شوي)، ومستوى الاستقلاب في الجسم وغيره، كل ذلك يحدد شكل ارتفاع السكر في الدم بعد تناول الطعام، ويجب أن تُفحص استجابة كل شخص للطعام بصورة منفصلة لتحديد المشعر السكري عنده بدقة».

أما عن علاقة المشعر السكري بالطعام، فأفاد صواف بأنه «من الطبيعي أن نشعر بالحاجة إلى السكر لأنه يمثل المصدر الرئيس للطاقة التي تحتاج إليها الخلايا، لذلك يجب ألا نحاول مقاومة الرغبة في وجبة خفيفة في فترة ما بعد الظهيرة، لكن يبقى السؤال: ما نوع الحلويات التي يجب أن نتناولها، فالكربوهيدرات البسيطة كشراب الذرة والطحين الأبيض ترفع مستوى السكر في الدم لقيم مرتفعة، وتحرض على إطلاق السيروتونين ما يكسب المرء شعوراً سريعاً بالطاقة والانتعاش، لكن مفعولها هذا لا يلبث أن يتلاشى بذات السرعة التي بدأ بها، فتسيطر مشاعر التعب، والاكتئاب، والانزعاج، وفي النهاية يفقد الجسم السيطرة، ويحدث انخفاض في سكر الدم، ما يهيئ للإصابة بداء السكري من النمط الثاني أو الكهلي».

ويمتلك سكر المائدة مشعراً سكرياً من الدرجة المتوسطة، لأنه سكر ثنائي، مؤلف من نوعين من السكاكر البسيطة، أحدهما ذو مشعر سكري عال، والثاني ذو مشعر سكري منخفض، يقي الضبط الجيد لمستوى السكر في الدم من حدوث نوبات شديدة من الرغبة في السكر، وفق صواف الذي شدد على أنه يجب التأكد أولاً من أن الجسم يحصل على المقدار اللازم من الوقود، ولا ينبغي حرمانه من العناصر الضرورية كالكربوهيدرات المعقدة الموجودة في البقوليات والمكسرات والطماطم والخضراوات، لأن تلك المواد تحتوي على السكر ولكن بمقادير مناسبة، ويجب تجربة الأعشاب الطبية مثل القرفة التي تعتبر محلياً طبيعياً وغنياً بالعناصر المغذية. وتناول المزيد من البروتينات والمواد الدسمة خصوصاً الدسم النيئة غير المطبوخة مثل زيت بذر الكتان والزيتون والأفوكادو للحصول على طاقةٍ مديدة.

خضراوات

وأشار صواف إلى أن كل الخضراوات ـ باستثناء البطاطا والذرة والبازلاء الحلوة ـ تحتوي على مشعر سكري منخفض، لذلك يستطيع الشخص تناول ما يشاء منها، شرط ألا تكون مقلية، عدا البطاطا والذرة والبازلاء الحلوة، لأنها غنية بالنشاء ومشعرها السكري مرتفع، مضيفاً أنه «إذا كان لابد من قلي بعض الأطعمة فيجب أن يكون خفيفاً، لأن القلي الشديد للطعام يولد الكثير من السموم، ويؤدي طهو الطعام إلى تلف الألياف الموجودة فيه، ويسرع امتصاصه ما يرفع من مشعره السكري، وبالعكس يساعد شي البطاطا وتناولها مع اللحم على خفض مشعرها السكري المرتفع، وكلما ازداد نضج الخضار والفواكه زاد محتواها من السكر وبالتالي يرتفع مشعرها السكري»، لافتا إلى أن مفهوم كمية السكر الكلية مختلفة في بعض الأغذية والخضراوات، فالجزر مثلاً له مشعر سكري عال لأنه يُمتَص بسرعة كبيرة، لكن كمية السكر الكلية فيه منخفضة، ورغم أن المشعر السكري للجزر الصغير مرتفعٌ نسبياً، إلا أنه يُعتَبر وجبةً خفيفة ملائمة وجيدة. وقال صواف إن «المشعر السكري المنخفض للطعام يعتبر عاملاً مساعداً مهماً للأشخاص الراغبين في بدء الحمية، لأن الأطعمة ذات المشعر المنخفض تساعد على الإبقاء على سكر الدم ضمن الحدود المطلوبة وبشكل منتظم ولفترة طويلة حيث يحصل الجسم على كفايته من الطاقة وفي الوقت ذاته يشعر الشخص بالشبع وعدم الحاجة إلى تناول الكثير من الطعام على فترات متقاربة».‏

تويتر