‏‏‏فلسطينية تقدم أطباقاً إماراتية في «مذاق دبي»

سوزان حسيني: عشقت الطهو فــــــــي مطبخ أمي ‏

سوزان حسيني تعد أطباقا من التراث بلمسة عصرية. تصوير: زافيير ويلسون

‏ورثت الشيف الفلسطينية سوزان حسيني، عشقها للطبخ عن والدتها التي كانت تعد لهم الأطباق التراثية، وتعلقت بالأكلات العربية على اختلاف أنواعها، لاسيما البسيط منها منذ صغرها.

وعملت حسيني التي قدمت برنامج «صحبة طيبة» على قناة فتافيت المتخصصة بالطبخ، عبر رحلتها في عالم الطهو على الحفاظ على أصالة المطبخ العربي، مع قليل من التعديلات لتلائم الحياة العصرية، إذ ترى أنه لابد من التركيز على الأكلات البيتية البسيطة، كونها جزءاً من التراث يجب أن يتمسك به العرب ويقدموه للغرب.

وتحرص حسيني التي تقيم في دبي منذ نحو 10 سنوات، في أي مناسبة تشارك فيها ، على عرض أبرز أطباق المطبخ العربي، كونها جزءاً لا يتجزأ من ثقافة المنطقة، لذا قررت أن تقدم ضمن مشاركتها في (مهرجان مذاق دبي) الذي ستبدأ فعالياته اليوم، أكلات وحلويات من المطبخ الإماراتي، مع إضافة لمسات خاصة في طريقة التقديم.

وحول بداية تعلقها بالمطبخ والطهو قالت حسيني «سافرنا إلى كندا وكانت والدتي تحرص على أن تقدم لنا الأكل التراثي، فحولت المنزل إلى أجمل وأفخم مطعم، كونها كانت تقدم لنا الأكل الطازج، حتى الخبز كانت تعده في المنزل، ما جعلني أتعلق بالطهو، وسمحت لنا أمي بالدخول إلى المطبخ واختبار إعداد بعض الأكلات، لذا أحياناً أرى نفسي متمكنة من إعداد الكثير من الوجبات لأني اختبرتها في المنزل منذ الصغر، ففي النهاية لا يمكن التعامل مع الطهو على أنه عمل مجرد، إذ يجب أن يقترن بالحب والحنان»، مضيفة لـ«الإمارات اليوم» أن «أكل الأم هو أفضل ما يمكن أن يتناوله المرء لأنه يقترن بالحب، ولهذا يجب أن يقوم المرء بعملية الطهو وهو محب لها، كي ينجح في عمله، تماماً كأي عمل آخر يحتاج للشغف».

ولفتت حسيني إلى أنها لا تتعامل مع الطبخ وفقاً لمعايير ثابتة ومقادير محددة، بل تتبع طريقة أمها في الطهو، تتذوق الطعام وتشعر به، مشددة على أهمية التركيز على الطبخ العربي الغني بالفوائد، فهو قائم على الخضار والحبوب والبقوليات، كما أننا نأكل الخضراوات في موسمها، فمطبخنا متوازن، لذا أصفه بأنه كنز لا نعرف قيمته، ولهذا أحب أن أنشر الأكل العربي.

مطبخ عربي

حول المشاركة في «مذاق دبي» قالت «إنها المشاركة الثانية لي، فلم أشارك في السنة الأولى، ولكني ذهبت متفرجةً، ولاحظت غياب المطبخ العربي، فيما في الدورة الثانية وبعد تقديم برنامجي، شاركت فيه ومثلت الأكل العربي».

ولفتت إلى أن المسؤولين عن المهرجان أكدوا عدم قبول الكثير من المطاعم والطهاة العرب المشاركة في المهرجان، الأمر الذي دفعها إلى المشاركة وتقديم أكلات عربية كالتبولة والسمكة الحارة، كما شاركت في المنافسة في المطبخ الحي مع شيف إيطالي، وكانت ممتعة، حسب حسيني.

أما مشاركة الطاهية لهذا العام، فستكون مختلفة، إذ ستعمل على تقديم المطبخ الإماراتي التراثي، وأضافت «اخترت الأكلات الإماراتية لتكون تحية للشعب الإماراتي، طالما أنه ليس هناك أي شيف يمثل الدولة»، مشيرة إلى وجود أكلات إماراتية لذيذة. أما الوجبات التي ستقدمها، فهي «المحمر وهو الأرز الذي يوضع عليه دبس التمر، حيث كانت تقدم هذه الأكلة في القدم للغطاسين الذين كانوا بحاجة للطاقة ومأكولات غنية بالسعرات الحرارية، وبالتالي كان دبس التمر الحلو يمدهم بهذه الطاقة». ولفتت حسيني إلى أنها خففت نسبة حلاوة الأرز، ليتم تقبله من الناس، وستقدم إلى جانبه صلصة (الدكوس)، أما طبق الحلو فسيكون (البثيث) المكون من الطحين والزبدة والتمر، وهو طبق يطبخ على النار ويقدم كالكعك مفتتاً، ولكنها عدلت قليلاً في طريقة التقديم.

واضافت «أعرف الكثير عن المطابخ العربية، ولكنني أقدم الأكلات التقليدية مع القليل من التعديلات دون أن أشوهها، إذ إنني أحترم أصالة الوصفة بمكوناتها الأساسية، ولهذا أحياناً أغير في الشكل فقط»، مشيرة إلى أهمية الحضور العربي في هكذا مهرجان، كون الأجانب يحبون أن يتعرفوا إلى المطابخ العربية «فهم على الأغلب يعرفون المطبخ اللبناني، على الرغم من أن المطاعم المتنوعة الموجودة في البلد تقتصر قائمة المأكولات لديها على أصناف محددة، فيما في الواقع المطبخ اللبناني أغنى بكثير مما يظهر في المطاعم».

أكلات بيتية

تساءلت حسيني عن سبب غياب الأكلات البيتية عن المطاعم العربية، كونها تعكس الثقافة، فيما نجد أن المطاعم الغربية الراقية تقدم أكلات بسيطة ومتواضعة كونها تبرز ثقافة مطبخهم، مؤكدة أن طهاة عالميين باتوا يُدخلون حالياً مكونات المطبخ العربي في أطباقهم، وهذا دليل وعي لديهم «لذا علينا كعرب أن نستغل أي فرصة يمكن أن تحيي تراثنا».

وذكرت أن عاداتنا العربية تقوم على الضيافة وإكرام الناس من خلال الطعام، وبالتالي هذه اللقمة الطيبة التي نحضرها هي التي تجمعنا، مشيرة إلى أنها لم تسع لتقديم برنامج «صحبة طيبة» على قناة فتافيت قائلة «كنت أقوم ببعض دروس الطهو في منزلي، وبدأت بالدروس من خلال صديقات طلبن الأمر، ثم بدأن يخبرن صديقاتهن، وبالتالي كنت أقدم الدروس لست سيدات، وكل ست كن يجلبن ستاً أخريات، وكنت أقدم الدروس بطريقة بسيطة، إذ كنا نطبخ في المنزل سوياً، وبعدها كنا نأكل ما حضرناه على الطاولة، لذا أتت فكرة البرنامج على التلفزيون من خلال تلك الدروس التي جذبت الناس، لأننا نطبخ بطريقة بيتية، كما أننا نتحدث عن مختلف الموضوعات، ولهذا تعيد المحطة بث حلقات البرنامج رغم انتهاء عقدي معهم منذ سنة».‏

تويتر