أمل سالم: أحلم بأن أصير وزيرة

أمل سالم: عدد كبير من البرامج المنوعة يقترب من مفهوم «التسلية الفضائية». من المصدر

«بعدما حققت حلمي مذيعة في قناة سما دبي، الآن أحلم بأن أكون وزيرة، وعندها لا أعلم تماماً أين ستقودني أحلامي»، إجابة قالتها المذيعة أمل سالم في نهاية حوار ، كشفت فيه أنها ستكون أول مذيعة تقدم برنامج «الميدان»، في دورته الجديدة التي تبدأ يوم الجمعة المقبل، متتبعاً منافسات بطولة فزاع لليولة. وستستهل الأحد برنامجا يوميا جديدا بعنوان «استراحة اليوم»، تجمع في حلقته الأولى في أجواء مرحة بين زميلها المذيع في قناة دبي الرياضية، حسن حبيب، وإحدى السيدات اللائي مازلن يزاولن مهنة الخاطبة.

كانت بداية أمل سالم مراسلة في مركز الأخبار، وتحديداً عبر برنامج «تداول» الاقتصادي، خطوة أولى في عالم الإعلام المبهر الذي طور أحلامها من مراسلة إلى مذيعة، وهي أحلام اضطرتها لمغادرة المؤسسة، والالتحاق بشبكة قنوات نجوم التي قدمت فيها برامج لفتت عبرها الأنظار بشدة، أبرزها «راعي الشلة» الشعري، و«نجوم الظهر» و«مرامس»، فيما أتاح لها تقديم برامج ذات صبغة اجتماعية مزيداً من التواصل مع شخصيات إعلامية كثيرة، رشحتها للعودة مجدداً إلى مؤسسة دبي للإعلام، ولكن، في هذه المرة مذيعة.

ولم تمثل الاستقالة من أجل ترقية المهارات معوقا للعودة مجدداً كما هو متبع في علاقة الموظف بمعظم المؤسسات الرسمية. وتقول أمل سالم «عندما غادرت مؤسسة دبي للإعلام في المرة الأولى، كان هناك تفهم ودعم من المسؤولين، من أجل تحقيق مصلحتي في العمل الإعلامي، لذلك، كان منطقياً أن أعود إلى بيتي الإعلامي، عندما شعرت بنضج تجربتي مذيعة، لا سيما وأن تفاوت الإمكانات بين المؤسسة الحكومية بكامل طاقتها والمؤسسة الخاصة جعلني شديدة الاعتماد على إمكاناتي الذاتية، وتعلمت مهارات كثيرة قد لا يتيحها لي التطور التقني في مؤسسة دبي للإعلام».

وجاءت عودة أمل سالم إلى مؤسسة دبي للإعلام عبر قناة «سما دبي» من خلال برنامج «ليالي رمضان» الذي نقل الأجواء الليلية للشهر الفضيل، بالمشاركة مع زميلها سعود الكعبي، قبل أن تبدأ برنامج «المرسى» الذي تعاقبت على تقديمه مذيعات كثيرات، إلا أن الأكثر ألقاً في مشوار سالم الذي مازال في مستهله يبقى في أنها الفتاة الأولى التي تخترق برنامج «الميدان» الذي ظل مقترناً باسم مذيع وحيد، هو سعود الكعبي، وكان آخر ما تفكر فيه مذيعات «سما دبي» بشكل عام، لارتباطه بمادة شبابية صرفة، هو استعراض مهارات فن اليولة الإماراتي. تقول سالم «كان أساس ترشيحي للبرنامج عشقي للشعر صياغة وتذوقاً، وبما أن فن اليولة في صورته الأصلية وثيق الصلة بالإلقاء الشعري، كان من الطبيعي أن يتضمن البرنامج، كما هو متبع في نسخه السابقة، استضافات شعرية، لكن الإشكالية أن الفقرة لم تكن تأخذ الحيز الزمني المناسب سابقاً، وستكشف انطلاقة البرنامج عن مفاجآت كثيرة ستحتفي بالقصيدة والشاعر معاً».

حلم آخر

بخلاف تطلعها إلى تقديم برنامج ثقافي، بعد أن طوت مسيرة المراسلة الإعلامية لمصلحة لقب «مذيعة» في قناة سما دبي، تتطلع أمل سالم إلى مشروع إعلامي آخر، تقوم فيه بمناقشة قضايا الشباب بسقف حرية عال، يتم فيه استيعاب وجهة نظر الشباب أنفسهم، وإتاحة الفرصة أمامهم لعرض آرائهم، واتساع صدور الجميع لسماعهم .

وقالت «ينهر الجميع الشباب لقيادة بعضهم سياراتهم بتهور، ويتم الاكتفاء بسرد نتائج سلبية للظاهرة، والخروج بتوصيات، وربما حملات توعية تمر في أحيان كثيرة، من دون تمحيص كبير من الشباب المعنيين بها، في حين لا يلتفت أحد لمناقشة أسباب الظاهرة مع الشباب أنفسهم، وفتح قنوات تواصل مباشرة، قد تكون إحدى ثمارها في القضية إقناع شرائح كبيرة منهم بأن القيادة المستهترة ليست الوسيلة الأمثل للتباهي بالمقدرة الفائقة على التحكم بالسيارة، ولا يمكن أن تلفت انتباه الآخرين لهم بالشكل الإيجابي الذي يتوخونه».

وتضيف «الجدل حول قانون استخراج رخصة القيادة لمن هم دون الـ16 عاماً لم يستوعب تلك الشريحة العمرية طرفاً أصيلاً فيه، بسبب غياب برامج حقيقية خاصة بالشباب، على الرغم من أنهم يُشكلون إحصائياً نصف التعداد السكاني للمجتمع الإماراتي، ونحو 75٪ من سكان الوطن العربي».

ثنائية

ومن المتوقع أن ترشحها الثنائية الإعلامية التي نسجتها سالم مع الكعبي في أكثر من برنامج لتقديم برامج أخرى بالنمط الثنائي نفسه، بل إن وجود الكعبي في برنامج الميدان وإسناد الفقرة الشعرية تحديداً إليها مثل لسالم رسالة اطمئنان مهمة. وتقول «تفاجأت في البداية بترشيحي لبرنامج (الميدان)، في الوقت الذي انبهرت من تتبع أحد أهم أسباب نجاح (ليالي رمضان)، وهو القدر الكبير من التجانس والتفاهم في التقديم بيني وبين الكعبي، وزاد انبهاري من تتبع الإدارة جوانب تميز كل مذيع، عندما علمت أن عالمي في (الميدان) سيكون شعرياً خالصاً».

وكان آخر تجارب أمل سالم في قناة «نجوم» برنامج «مرامس»، ورأت أن برنامج الميدان أضحى شديد الارتباط بزميلها الكعبي، وقالت « هناك برامج تحمل بصمات مقدميها، وتبقى هناك صعوبة شديدة في أن يتقبلها الجمهور من دونهم، وهذا ينطبق على (الميدان) الذي استمر الكعبي في تقديمه أربع سنوات، وانطبق بالنسبة لي على برنامج (مرامس) الذي كان آخر البرامج التي قدمتها على شاشة «نجوم»، وتم إسناده إلى أكثر من زميلة بعد اعتذاري عن تكملته، إلى أن تم الاستغناء عن البرنامج تماماً، بسبب عدم تقبل الجمهور لتقديمه ببصمات مختلفة عن طلته الأولى» .

وأضافت «أعتقد أن هناك برامج يجب أن يطالها التجديد عندما يتم تكرارها في دورات برامجية مختلفة، وهناك أيضاً برامج ذات نسق تقديمي مستقل، يجعل تقديمها بعيداً عن آلية الارتباط بمقدم معين، مثل برنامج (مراسي) الذي توقفت عن تقديمه من أجل الاستعداد ل(الميدان) و(استراحة اليوم)، وهو في العادة يتم إسناده إلى مذيعات مختلفات على مدار دوراته المختلفة».

وتبقى البرامج الثقافية الأقرب إلى ميول أمل سالم، وهي تنتظر أن يسند إليها برنامج حيوي يحتفي بالشعر والشعراء. وتقول «المتتبع للخرائط البرامجية على مختلف الفضائيات العربية سيلحظ خفوتاً واضحاً في هذا المنحى، في حين أن معظم البرامج المتخصصة في الشعر ربحي، ويخضع لحسابات خاصة، ما يجعلها تفتقد جماهيرية المتابعة إلى حد بعيد، فيما تُقدم برامج جادة استعراضاً جيداً لبعض القصائد في حضور شعرائها، من دون أن حوارات عميقة تشكل قراءات للواقع والقصائد المطروحة في آن، ما يجعل معظم البرامج في هذا المجال غير ناضجة بالمعنى الإعلامي».

حسن الطلة

لم تنف أمل سالم حقيقة أن البرامج المنوعة هي «الأكثر انتشاراً لدى القاعدة العريضة من الجمهور»، لكنها ترى أن البرامج الثقافية والجادة تنال تقديراً أكبر من المشاهدين والمنتمين إلى مجال العمل الإعلامي أيضاً في حال تميزها، وتجد أن الإشكالية في البرامج المنوعة هو اختصار دور المذيعة في حسن الطلة والاحتفاء الشديد بشكل المنتج الإعلامي، على حساب المضمون الذي لا يخرج أحيانأً عن مفهوم التسلية بكامل مفاهيمه السلبية.

وحول برنامج «استراحة اليوم» الذي ستبدأ أولى حلقاته في الثالثة من نهار الأحد المقبل، أفادت سالم بأنه بمثابة مجلة يومية خفيفة، تناسب احتياجات المشاهد في هذا التوقيت، وتبدأ باستعراض أخبار طريفة وغريبة، ثم تنتقل لاستقبال ضيف (اليوم) الذي قد يكون إعلامياً ، مثل الحلقة الافتتاحية التي سيكون ضيفها حسن حبيب بمناسبة فوزه بجائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي، أو ممثلاً أو فناناً تشكيليلاً أو حتى موهوباً في مجال بعينه، وغير ذلك. وتتغير الفقرة الثالثة يومياً على مدار الأسبوع، حيث تدور يوم الأحد حول القضية الأبرز خلال اليوم عن طريق تقارير لا تستبعد أخطاء المراسلين الطريفة أمام الشاشة. وتتطرق يوم الاثنين إلى عادات الشعوب المختلفة، لتتحول إلى تراثية يوم الثلاثاء، خصوصاً بصناعة السينما يوم الأربعاء وسياحية يوم الخميس، وهكذا. والفقرة الأخيرة هي بعنوان (ضد و مع)، ويتم فيها طرح قضية ما وتلقي اتصالات ورسائل المشاهدين توضح ما إذا كانوا معارضين أم مؤيدين لها.

تويتر