تصاميم سلمى خان.. المرأة بألوان الصيف

سلمى خان تتوسط عدداً من عارضاتها. تصوير: عماد علاء الدين

بدا عرض مصممة الأزياء الباكستانية سلمى خان دعوة لاكتشاف ألوان الصيف الزاهية وكيفية تدرجها أو تمازجها مع بعضها بعضاً، سواء كانت متجانسة أم متناقضة. وقدمت خان أنوثة المرأة بجرأة مع القصات التي ركزت على إبراز جمال الجسم، فكانت بمعظمها مكشوفة تبرز ملامح الجسم، لكن دون أن تفتقد المجموعة إلى الفساتين التي تبرز جمال المرأة باحتشام. اختارت خان من خلال المجموعة المؤلفة من 26 قطعة والتي عرضتها أول من أمس في فندق «لو ميرديان فيروي» في دبي، الأقمشة الناعمة والمريحة التي لا تقيد حركة المرأة، بالإضافة إلى أن القصات الفضفاضة ساعدت كثيراً على تعزيز هذه السمة في الفساتين، لتكون مجموعة صيفية بامتياز.

تصميم مريح

اعتبرت خان أن «الانطلاق أو البـدء في أي تصميم يجب أن يكون من خلال قناعتها بأنه مريح، لذا لا تلجأ إلى الأقمشة ثقيلة الوزن وكذلك التطريز الثقيل، لأن ذلك من شأنه أن يجعل المرأة غير مرتاحة أثناء ارتدائها التصميم». وشددت خان على أنه «لا يمكنها أن تقدم تصاميم لا تريحها هي بالدرجة الأولى، لأن ذلك يدل على أن من تلبسها لن تكون مرتاحة، ولهذا غالباً ما تلجأ إلى التصاميم البسيطة البعيدة عن التطريز الثقيل».

بدأ العرض مع مجموعة من الفساتين القصيرة، والواسعة التي تميزت بالقصات التي تصلح لأن ترتديها المرأة في السهرة أو خلال النهار، كونها بسيطة ومريحة. ولم تلجأ خان إلى التقنيات الرائجة في القصات العصرية، سواء تجميع القماش أم الأطراف المنتفخة، فكانت معظم القصات متشابهة، ضيقة عند الصدر وفضفاضة في الجزء الأسفل. وعملت خان كثيراً على التنويع في منطقة الصدر، فكان الاختلاف في كيفية القصة التي تنوعت بين المربعة أو حتى الخرطومية، وكذلك أغنى التنوع في الأقمشة عند الصدر هذه المجموعة، إذ اعتمدت المصممة الباكستانية على جمع أكثر من نوع قماش كالدانتيل والحرير. وبالإضافة إلى التنويع في الأقمشة، لجأت خان إلى التنويع البسيط في الألوان في هذه المنطقة.

سراويل جينز

وبعد عرض الفساتين القصيرة، اتجهت خان إلى الفساتين غير متساوية الأطراف، ثم إلى الواسعة والطويلة، وكانت متميزة بألوانها، حيث ركزت على أن تكون حافلة بالألوان التي قلما نجدها ممزوجة مع بعضها بعضاً، كالفستان الذي كان مموج الألوان بين الأحمر والأصفر والبنفسجي والأخضر، أو الذي تقاطعت ألوانه بين الأحمر والأصفر والأسود بشكل طولي. وعلى الرغم من اتجاه المصممة إلى مزج الألوان بكثرة فإنها لم تغفل أهمية القطع الموحدة اللون فأعطتها نصيباً مهماً من المجموعة، الأخضر الخفيف والبيج وكذلك الأزرق، هذا بالإضافة إلى الأسود الذي استخدم في تصاميم قصيرة وطويلة. وبما أن المجموعة صيفية، فكان لابد من استخدام الورود، لذا عرضتها المصممة كنقوش على الفستان مع تصميم الفستان الحريري الأبيض ذي الورود الصفراء الكبيرة.

إن اختيار المجموعة لتكون صالحة للنهار والليل، فرض على المصممة ألا تغفل وجود السراويل فيها، ولهذا عرضت السراويل الجينز مع الكنزات الواسعة والمزمومة عند الخصر، وكانت بمجملها صالحة للحفلات التي تقام على المسابح أو الشواطئ. وتمتعت هذه التصاميم بالقبات الخرطومية وبقليل من التطريز ببعض حبوب الكريستال. وبالإضافة إلى الجينز، عرضت سروالين من القماش، أحدهما باللون الذهبي والآخر باللون الأخضر اللامع، وكانت مع سترات مربوطة بالعنق ومكشوفة الظهر تماماً.

«لعبتي»

وقالت المصممة خان عن مجموعتها، «سعيت من خلال هذه المجموعة إلى استخدام ألوان الصيف والأقمشة الخفيفة، كما أنني حرصت على أن تكون أسعارها مقبولة، حتى يتمكن الجميع من شرائها، فأسعارها تبدأ من 1000 درهم، حتى 2000». واستدركت خان «الأزمة المالية أثرت في الجميع لكن الأناقة مطلوبة دائماً، ولهذا أحببت تقديم مجموعة متاحة للجميع لأن المرأة لا يمكن أن تتهاون في الموضة، فهي تبحث عن الأناقة دائماً».

وعن الاسم الذي طرحته خان على المجموعة وهو «كوك لامو»، أكدت المصممة، أن هذا الاسم لاتيني ويعني بالعربية «لعبتي»، وبالتالي أحببت من خلال الاسم أن أظهر صلاحية بعض التصاميم للنهار والليل في الوقت عينه.

وبخصوص الأقمشة التي كان معظمها من القطن والجرسيه بالإضافة إلى الحرير السترتش والشيفون، قالت خان، «أحب الأقمشة الخفيفة التي لا تحتاج إلى الكي، حتى إنه عندما تسافر المرأة يمكنها أن ترتديها فور وصولها». وعن كثرة مزج الألوان، أوضحت خان «أحب جميع الألوان، فالطبيعة من حولنا مملوءة بالألوان، بالإضافة إلى إن الألوان تؤثر في نفسياتنا، فإن كنا نرتدي ألوانا كئيبة فهذا سيجعلنا أكثر كآبة، بينما الألوان الفرحة تسعدنا». ولفتت خان إلى أن المنافسة مهمة جداً في عالم الموضة، «فبما أنه لكل مصمم أسلوبه الخاص، أرى أن المنافسة تحفز على الإبداع وتساعد على الابتكار». وذهبت خان إلى أن العروض التي تقام مهمتها التعريف بهوية المصمم، فهي تكون كالشهادة التي تعطى له من الجامعة، منوهة بأنها تكره العروض التي تقام من أجل إبراز قدرات المصمم في الابتكار، معتبرة أن «المصمم يمكنه أن يظهر قدراته من خلال التصاميم الصالحة للاستخدام وليس من خلال القطع الفنية البحتة». وعن الجرأة في التصاميم لفتت خان إلى أن «دبي مدينة تشمل مختلف الجنسيات وبالتالي يمكننا التوجه إلى الجميع».

تويتر