ختــام «الشـيلة والعبــايـة».. خيـوط حديثة في نسيج تقليدي

العباية الخليجية تزيد المرأة جاذبية. تصوير: لؤي أبوهيكل

اختتمت فعالية «الشيلة والعباية» أيامها الأربعة في مركز برجمان للتسوق في دبي، أول من أمس، بمجموعة من العروض المميزة من الإمارات والكويت والبحرين، أبانت مدى التطور الذي وصلت إليه العباية في تصميمها وفكرتها في الدول الخليجية، وكيفية استخدامها والنظرة إليها، من دون البعد عن خطوطها التقليدية الواضحة . فبين خامات أخرى تداخلت مع سوادها، وتموجات إضافية على شموخها، تبقى العباية الخليجية واحدة من أجمل الأزياء التي تزيد من جاذبية المرأة الخليجية.

ابتداء بـ«داس»، للشقيقتين ريم وهند بالجافلة، انطلق اليوم الأخير من فعالية «الشيلة والعباية» والتي استمرت من 27 وحتى 30 من الشهر الماضي، بعروض أربعة على مدى أربعة أيام. وبمجموعة ذات خطوط شديدة التميز، بدأت الشقيقتان اللتان اتخذتا من الخطوط العالمية للموضة، وآخر صرعاتها إلهاماً للمجموعة، تلا ذلك عرض لدار «العباية المخملية» من الكويت، والتي أسستها ثلاث شقيقات، قدمن خلالها عدداً من العبايات الراقية، إضافة إلى عرض للدار البحرينية «سكارف» (الوشاح)، وعرض أخير لدار الأزياء الإماراتية «سموذ ليدي».

أصالة عصرية

عبر «داس»، عادة ما تقدم الشقيقتان ريم وهند بالجافلة مجموعتهما من العبايات والشيل الراقية، وتفضلان اقتباس أفكارهما وتصميماتهما الجديدة من خطوط الموضة العالمية والجديد فيها، ما يبدو واضحاً على مجموعتهما التي تظهر لمسات خاصة جداً مختلفة عما يمكن إيجاده في سوق العبايات. وبـ16 عباية، تفاوتت في تميزها وفكرتها المبتكرة، لا يمكن وصف مجموعة «داس» سوى بالمميزة جداً.

بدأت الشقيقتان بالجافلة عرضهما بعباية شديدة التميز، يمكن اعتبارها أفضل ما ظهر على منصة العرض، والتي جمعت بين فكرة العباية التقليدية القديمة، وعادة ما كانت توضع على الرأس، وفكرة الفستان الواسع محدد الخصر، بجذع واسع منسدل الأكمام، مشدود على الخصر، وهو منسدل كما لو كان تنورة واسعة أيضاً تظهر مدى نحول الخصر، إلا أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، حيث يتجمع قماش العباية على أحد جوانب الخصر مرتفعاً، ويظهر دونه تموجات من قماش الشيفون الشفاف، بينما تنسدل على الجوانب لمعات الترتر الأسود التي تزين الأكمام أيضاً، وهو حال العباية الثانية في العرض، والتي كانت شبيهة في فكرتها، إلا أنها تميزت بأكمام واضحة مزينة بالترتر الأسود أيضاً، وكانت ذات أكمام قصيرة تغطي ثلثي الساعد، وتظهر نحو ثلاث بوصات من منطقة الرسغ.

وبفكرة العباية الواسعة الحريرية الضيقة على الخصر، قدمت غالبية تصاميم المجموعة، على الرغم من تفاوت الألوان والخامات الداخلة عليها، بينما بدت الفكرة أحياناً أشبه بفكرة القميص الواسع والتنورة المتموجة الطويلة، وتخللتها أفكار تطريزات تزين الكتف والصدر أحياناً، وخامات شيفونية تنسدل مع التنورة، أو تتخذ مكانها مناصفة مع قماش العباية مقسمة التصميم إلى قسمين ولونين مختلفين بطريقة مميزة ومتقنة التنفيذ، إضافة إلى الاستخدام المكرر لفكرة الترتر، والتي يميل إلى عرضها المصمم اللبناني إيلي صعب أيضاً بالطريقة المنسدلة ذاتها، حيث استخدم في جوانب العبايات والأكمام بطريقة طويلة مميزة، تختفي تارة مظهرة التماعتها، بينما تظهر تارة أخرى بوضوح، إضافة إلى استخدام الترتر بشكل كامل عند منطقة الجذع والأكمام كما لو كان قميصاً مبطناً.

إضافة إلى ذلك قدمت الشقيقتان بالجافلة مجموعة من العبايات التي ركزت على فكرة الشيفون المتموج بطبقات عدة زينت ذيل العباية وأكمامها، وهي التصاميم التي بدت كفساتين مغلقة، تزينت عند الصدر بخامات ذهبية لماعة، أو فضية، بينما تزين خصرها بأحزمة من ذات القماش معدني اللون المربوط بعشوائية طفولية من الخلف، أو أخرى تزينت بـ «فيونكة» حمراء ضخمة مائلة على ظهر العارضة بلمسة فانتازية متطرفة، على الرغم من ميل غالبية التصاميم المعروضة لأن تتوافق مع صاحبات الجسد الرشيق.

شقيقات مخمليات

وقدمت ثلاث شقيقات من الكويت، عبر دار أزيائهن «العباية المخملية»، مجموعة راقية من عبايات السهرة والخروج اليومي، تميزت بوضوح أفكارها، والقدرة على اقتنائها بسهولة، حيث قدمت الشقيقات مجموعة من 15 تصميماً للعبايات المفتوحة من الأمام في غالبيتها. وتفاوتت قصات الأكمام بالشكل الغالب، بين واسعة وضيقة، طويلة منسدلة، أو قصيرة متموجة، إضافة إلى زينة العبايات التي تفاوتت بين كريستالات ملونة ولامعة، وبين حبال منسدلة ملونة ومتدرجة، وبين تطريزات من خيوط ملونة أو مذهبة، وبين استخدام خامات أخرى سواء في القصة أو زينتها، سواء عبر استخدام الشيفون، أو الدانتيل بألوان متعددة.

ولم تكتفِ «العباية المخملية» بتنويع زينة العبايات فقط، بل تعدتها إلى تنويع بطانات العبايات وأكمامها التي تبطنت غالبيتها بخامات مطبعة مميزة، تبدو واضحة عند ارتفاع اليد وظهور القليل من بطانة الأكمام الواسعة، والتي تنوعت بين بطانة بطبعات حيوانية، مثل جلد النمر، أو أخرى نباتية، أو هندسية، ميزت العبايات وأعطتها قيمة أكبر، إضافة إلى طبعات مميزة من ورود ونقوش ذات ألوان هادئة، تزاوجت واحتوت تطريزات بارزة من خيوط بألوان فاقعة، ما أعطى الأكمام شكلاً مميزاً شديد الجاذبية، إضافة إلى استخدام مجموعة من الشرائط الحريرية المنقشة ومطرزة بنقوش إثنية، امتدت على طول وعرض العباية بطريقة عشوائية مائلة وغير مائلة مكونة مساحات سوداء هندسية غير متساوية كان لها تأثير مميز.

في المقابل، قدمت دار «سكارف» البحرينية للأزياء مجموعة تميزت باختلاف أفكار التزيين فيها عن بقية الدور الأخرى، حيث استخدمت الدار خامات وطبعات غجرية وإثنية على الأكمام بألوان واضحة وصاخبة متزاوجة ونقوش وألوان أخرى هادئة، ما أعطى شكلاً مميزاً لعبايات الخروج اليومي، إضافة إلى عدد من الخطوط الاعتيادية.

وتنوعت أفكار القصات في العبايات، على الرغم من غلبة فكرة العباية المزررة من الأمام، بينما تزينت الأكمام بطرق مختلفة، منها طبقات الشيفون المتموجة تتدلى منها شرابات كريستالية عدة، أو بتموجات من قماش العباية، تزينه قطع من الجينز الأزرق، أو أكمام شبيهة بأكمام الـ«كيمونو» الياباني، تتزين بتطريزات مذهبة، أو بخامات لامعة ملونة ومطرزة، أو أخرى تزينت بقماش الـ«أورغانزا» الأسود المزين بخيوط بنفسجية تتدلى متموجة، أو ذهبية قصت على شكل أوراق شجر كثيفة على الأكمام مؤطرة بكريستال متوافق في اللون.

«السويعية»

اختتمت عروض اليوم الأخير لفعالية «الشيلة والعباية» بعرض لدار «سموذ ليدي»، للمصممة منى خنبولي، والتي تتميز بإنتاجها عبايات إماراتية، منها العباية الاعتيادية، و«السويعية» وهي التقليدية التي تلبس على الرأس المزينة بتطريزات على حاشيتها، وعادة ما كانت العروس الإماراتية ترتديها في السابق. إضافة إلى عبايات الأعراس، وتصميم الفساتين والتطريز.

تويتر