«إبداعات» اليوم الخامس.. بساطة تحمل جديداً

تصاميم «إبداعات» ترضي المرأتين العربية والغربية. تصوير: أشرف العمرة

تميّز عرض اليوم الخامس من برنامج «إبداعات» الذي يقام ضمن فعاليات مهرجان دبي للتسوق بالقصّات البسيطة، وكان مُرضياً للذوقين الأوروبي الذي يعشق البساطة، والخليجي الذي يميل الى الألوان الممزوجة مع بعضها بعضاً. وكان التباين واضحاً بين العرض الأول الذي قدمته المصممة عن فئة الهواة مريم المزروع، والعرض الثاني الذي كان للمصممة الأوكرانية نتاليا دولينكو، وذلك من حيــث الأسلوب وكيفية دمج الألوان والاحتشام.

وعلى الرغم من تميّز العرض بالبساطة إلا أنه كان يحمل أفكاراً جديدة، سواء مع المزروع التي استخدمت الأقمشة المتباينة النقشات في التصميم الواحد واستعانت بجزء من تراثها الإماراتي الذي تمثّل في الغترة، او حتى مع دولينكو التي استخدمت أنواعاً جديدة من الأقمشة يدخلها الألمنيوم، ولكن دون ان يبدو للناس ان الشيفون يحتوي على هذه المادة.

وكانت بداية عرض دولينكو مختلفة، إذ عمدت المصممة الى افتتاح العرض بتصميمين جريئين، وهذا ما أوحى للحضور بأن دولينكو التي تعرض تصاميمها للمرة الأولى في دبي تتميز بأسلوب يظهر مفاتن المرأة بطريقة مغرية. ولكن الفستان الثالث غيّر هذا الاعتقاد حيث بدأت تأخذ الفساتين قصات مختلفة تماماً، فإذا بها تصبح أكثر طولاً، ومدورة القصة ومحتشمة عند الصدر.

وتميزت القطع التي قدمتها دولينكو بهدوئها، سواء من حيث الالوان او من حيث التفاصيل البسيطة، على الرغم من تنوع العرض بين الفساتين الطويلة المكشوفة الظهر او حتى القصيرة، هذا بالاضافة إلى التنانير التي تشمل في اقمشتها خيوطاً لامعة. واتسمت تصاميم التنانير بكونها غير متساوية الطول عند الاطراف وواسعة، فيما اختلفت السترات التي وضعت على التنانير، اذ كانت تختار المصمممة تارة الكنزات البسيطة، وتارة تركز على الجاكيتات الكلاسيكية الطابع.

أوروبي وشرقي

وبرز في عرض دولينكو من خلال بعض التصاميم المزج بين الأسلوبين الغربي والعربي، ومع أن التصاميم في مجملها تميزت بالبساطة الأوروبية، إلا ان هناك بعض التصاميم حملت تفاصيل في قصاتها بدت اكثر ارضاءً لذوق المرأة الشرقية ولاسيما مع الاقمشة اللماعة التي جعلت المصممة تستغني عن التطريز.

وركزت المصممة على الالوان الهادئة، ولم تكثر من الاقمشة المتعددة الالوان، حيث كان الاعتماد الاساسي في المجموعة التي لم تتعدَ الـ15 فستاناً على الاقمشة ذات اللون الواحد. ومع ذلك لم تتوانَ دولينكو عن ادخال الاقمشة المخططة الالوان، ولكنها كانت حريصة على التناسب بين الاقمشة المختلفة في التصميم الواحد، بحيث ظهر من خلال احد التصاميم الذي جمعت فيه بين الشيفون والساتان على الكتفين مدى دقتها في اختيار النقشة نفسها والالوان ذاتها كي لا يبدو التصميم غير متآلف. وربما هذا يعود الى ان جمال الألوان بالنسبة لدولينكو «يظهر من خلال استخدامها بطريقة تتقبلها العين، دون ان تكون غريبة او متناقضة، ولكن هذا طبعاً يختلف من شخص لآخر». واستخدمت كذلك الالوان الهادئة، كالأزرق والبني والذهبي والبترولي. وحددت دولينكو ميزات أسلوبها، بأنه، «يجمع بين الهوت كوتور، والتصاميم التي يمكن استخدامها في الحياة اليومية».

وأضافت «لست غريبة عن عالم التصميم، حيث عملت عارضة ازياء لسنوات، ثم انتقلت الى مجال التصميم بعد ان درسته في لندن»، مشيرة إلى أن «الحياة التي يعيشها الانسان ليست كفيلة بجعله مبتكراً او فناناً ان لم يكن يملك الأحاسيس والموهبة التي يريد ان يخرجها». وأوضحت «عشت في عالم الأزياء حيث كنت عارضة وكنت محاطة بالتصاميم والجمال، ولكن برأيي هذا لا يكفي كي أبدع».

دمج غريب

أما عرض الإماراتية مريم المزروع، فقد تميز بالغرابة، إذ كان هناك مزيج غريب في نقشات الأقمشة ضمن التصميم الواحد، وفيما كان بعض هذه التصاميم يبدو متجانساً ــ الى حد ما ــ إلا انه وفي اغلب الأحيان كان يبدو متناقضاً او غير متآلف، ما أظهر عدم انسجام في التصميم نفسه، حيث استخدمت الأقمشة المنقطة على جانبي قطع بعض التصاميم المليئة بالألوان، من دون وجود أي تناسب بين هذا الدمج. ودخلت الأقمشة المختلفة على التصميم من خلال الأكمام وجزء من الصدر والجانبين.

وقالت المزروع عن الهدف من هذا المزج «أردت ان ابتكر شيئاً جديداً لم يعتده الناس، فابتكرت هذه الأفكار التي اعتقد انها مرغوب فيها من قبل النساء الخليجيات اكثر من الجنسيات العربية الاخرى».

ووظفت المصممة الإماراتية مريم المزروع شيئاً من التراث الإماراتي في العرض الذي قدمته في «إبداعات»، إذ استعانت بالغترة التي ظهرت في اكثر من ثوب وبألوانها المختلفة الأحمر مع الأبيض، وكذلك الغترة البيضاء والسوداء. وكان لافتاً التجديد فيها، ومزجها بتصاميم أخرى، حيث حملت ألواناً ونقشات تتباين كثيراً مع ألوان الغترة ونقشتها.

ولم تحمل القصات التي قدمتها المزروع تفاصيل تظهر مفاتن المرأة، فكانت تصاميمها محتشمة كثيراً، فضفاضة بمجملها من عند الصدر وحتى نهاية الفستان، ولكن مع وجود بعض الكشكشات في اسفل التصميم او عند الجانبين. واعتمدت المزروعي على القصات المربعة عند الصدر في مجمل فساتينها، بالاضافة الى انها كانت ذات أكمام طويلة.

وتدرجت الالوان في عرض المزروعي من الداكن الى الفاتح، ما جعلها قادرة على ان تستخدم في الـ20 تصميماً التي قدمتها مجمل الالوان تقريباً، بدءاً من الاخضر الى البرتقالي وكذلك الاحمر والابيض.

خط مختلف  

غاب التطريز عن أزياء المصممة الإماراتية مريم المزروع، ما منح تصاميمها بساطة كبيرة، وعللت المزروعي عدم استخدامها الكريستال أو التطريز بكونها لاتزال في بداية الطريق، وتريد ان ترسم لها خطاً مختلفاً ومغايراً عما هو متعارف عليه، وأوضحت «لا أريد ان اتبع موضة معينة لاسيما أني في بداية الطريق، بالاضافة الى ان أسلوبي يتميز بكونه عصرياً وغريباً ومحتشماً واريد ان يكون لي هوية واضحة في هذا المجال».
تويتر