منى المرّي: الفن قوى ناعمة تتجاوز المسافات بين الثقافات والشعوب

مبادرات «براند دبي».. رسائل محبة إماراتية على أجنحة الإبداع

صورة

شهدت مسيرة التنمية، التي بدأتها دبي منذ نحو أربعة عقود، العديد من قصص الإبداع الذي كان حاضراً بقوة في الإنجازات المتحققة، إذ أسهمت حالة التعايش التي يشهدها مجتمع الإمارة، الذي يضم نحو 200 جنسية، في تعزيز مفاهيم وممارسات الإبداع، وتكريس وجوده جزءاً أصيلاً في المجتمع، وأسلوب حياة أفراده.

«عام زايد»

أطلق «براند دبي» مبادرة حديقة الأعلام، التي واظب على تنظيمها على مدار السنوات الأربع الماضية، تزامناً مع يوم العَلَم، واليوم الوطني، وضمّت الحديقة العام الماضي 4000 عَلَم كونت صورة المغفور له الشيخ زايد، تزامناً مع الاحتفال بـ«عام زايد».

جدارية سد حتا

استهلالاً للمرحلة الثانية من مشروعات «متحف دبي الفني»، نفذ «براند دبي» بالتعاون مع بلدية دبي، جدارية على سد حتّا تعدّ من بين الجداريات الأكبر عالمياً، تحمل صورتي المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم.

«الفارس»

في مطلع 2016، قدم «براند دبي» «الفارس»، وهي ملحمة غنائية مستوحاة من أشعار صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. وشارك في إعدادها فريق عالمي يضم 800 فنان وعارض وخيّال وموسيقي وتقني يمثلون ما يزيد على 30 جنسية.

متحف

على مدار السنوات الماضية، باشر «براند دبي» بالشراكة مع بلدية دبي، العمل على مشروع متحف دبي الفني، الذي يهدف لنشر إبداعات وجداريات مستلهمة من تاريخ الإمارات في أرجاء الإمارة، ونفذت المرحلة الأولى بشارع الثاني من ديسمبر.

وفي رحابة فضاءات الإبداع، وجد «براند دبي»، الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، ضالته المنشودة، ليتخذ منه وسيلة وغاية في آن واحد، يمكن من خلالها إبراز هذا القاسم المشترك في معظم قصص النجاح التي سطرتها دبي على مدار سنوات من العمل الجاد، الذي أثمر إنجازات اعتلت بها منصات التكريم، وتصدّرت معها مؤشرات التنمية في مختلف القطاعات.

وتهدف مبادرات «براند دبي» في جوهرها لنقل رسالة الإمارات إلى العالم، وهي رسالة حب ومودة وتعاون وسلام، إذ لا تعمد فقط إلى إبراز جماليات نهضة في دولة الإمارات بطرق مبتكرة، لكنها تستهدف أيضاً إثراء المشهد الإبداعي في دبي.

مساقات إنسانية

وأكدت المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، منى غانم المرّي، أن «ما يسعى (براند دبي) إلى إنجازه من مشروعات ومبادرات يتكامل مع بقية الأهداف الاستراتيجية التي يعمل المكتب الإعلامي على تحقيقها، والتي تصب في اتجاه نقل رسالة دولة الإمارات ودبي إلى العالم، وهي رسالة خير وسلام تتجلى ملامحها في ما تحمله تلك المبادرات من فكرة تفعيل دور الإبداع جسراً يربط بين الناس، ويعينهم على إيجاد مساقات إنسانية مشتركة تخدم في تعميق أسس التعايش في المجتمعات وبين الشعوب، وهي الفكرة التي طالما عملت دولة الإمارات على جعلها واقعاً معاشاً، ونجحت في تحقيقه على أرضها».

وقالت المرّي: «إن أسلوب عمل (براند دبي) يرتبط في صميمه بالإبداع، لذا كان من المهم الاستعانة بعنصر الشباب للاستفادة من فكره المتطوّر الذي يتجه إلى التجديد والابتكار، وبما علينا من التزام تجاه جيل الشباب، الذي طالما أكدت قيادتنا الرشيدة أهمية منحه الفرصة لإثبات ذاته، ليبرهن قدرته على أنه رقم إيجابي في معادلة التقدم»، مشيرة إلى أن «براند دبي» يضم مجموعة متميزة من الشابات الإماراتيات اللاتي نجحن في إثبات جدارتهن، بما قدمن من أفكار ومبادرات كان لها صداها الطيب.

وأضافت: «لم يكن من الممكن تحقيق معظم تلك المبادرات والمشروعات، التي قام المكتب الإعلامي لحكومة دبي، ممثلاً في (براند دبي)، بتنفيذها في معزل عن دعم وتعاون العديد من الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص»، منوّهة بالتعاون الكبير الذي يلقاه «براند دبي» على المستوى الحكومي، ومن جانب القطاعين شبه الحكومي والخاص، موجّهة الشكر لكل من ساند مشروع أو مبادرة أو فكرة أقدم «براند دبي» على تنفيذها.

تجاوز المسافات

وحول تركيز «براند دبي» في معظم مبادراته على الأعمال الفنية، وهو ما يتضح بصورة كبيرة في أحد أهم إسهاماته، وهو مهرجان «دبي كانْفَس» للرسم ثلاثي الأبعاد، أوضحت المري، أن «الفن منذ زمن بعيد يعدّ من أهم أدوات التواصل وأكثرها قدرة على تجاوز المسافات بين الثقافات والشعوب، لاسيما إن كان هذا الفن لا يعتمد على لغة بذاتها، كما هي الحال في الفنون البصرية والتشكيلية، وهو بذلك يعدّ من القوى الناعمة ذات التأثير الكبير في تحقيق التفاهم بين الناس، فالعمل الفني الواحد يلتف حوله متابعون من مختلف الجنسيات، وتصلهم جميعاً رسالة واحدة، وتلك ميزة كبيرة يتفرد بها الفن في قدرته على التأثير المباشر في المتلقي، بغض النظر عن لغته أو ثقافته».

وعن قيمة المشاركة العالمية في مبادرات «براند دبي»، ذكرت المرّي أنه «إضافة إلى إثراء مهارات مبدعينا المحليين، ومنحهم فرصة معايشة مجموعة من رموز الفن العالميين، فإن الفنانين المشاركين في المبادرات عندما يعودون إلى بلدانهم فسيتحدثون إلى أهلهم وأصدقائهم، وحتى متابعيهم حول العالم عبر منصات التواصل الاجتماعي، عن تلك المدينة النابضة بالحياة على ضفاف الخليج العربي، التي وجدوا فيها أصالة التاريخ تمتزج بحداثة المعاصرة.. سيتحدثون عن دبي التي لم تكتف بمكانتها مركزاً عالمياً للمال والأعمال، بل حرصت على أن تكون كذلك حاضرة الإبداع، وأحد أهم مراكز دعمه في هذا الجزء من العالم، ويشاركون معهم ما لمسوه فيها من حرص أصيل وغير مفتعل على بناء جسور تواصل حقيقية مع مختلف شعوب العالم».

ونفذ «براند دبي» بالتعاون مع مركز دبي المالي العالمي، عملاً إبداعياً ضم صورتين: الأولى للمغفور له الشيخ زايد، والثانية لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على واجهة مبنى البوابة في صدارة المركز، في إطار احتفالات اليوم الوطني الـ46 ومبادرة «عام زايد». ويترجم مهرجان «دبي كانفس»، الذي عقدت أولى دوراته في 2015، هدف «براند دبي» في تقريب الفنون الإبداعية المعاصرة إلى المجتمع، وعلى مستوى جماهيري خارج قاعات المتاحف. ويعدّ أول مهرجان مخصص للرسم ثلاثي الأبعاد والفنون الإبداعية الحديثة في المنطقة.

ومع إعلان «براند دبي» عن انطلاق الدورة الرابعة من المهرجان المقرر تنظيمها من 1-7 مارس المقبل بالشراكة مع «مِراس» للعام الثالث على التوالي في «لا مير» الوجهة الشاطئية ذات الطابع المميز، يتطلع الجمهور والمهتمون بالفنون الإبداعية، لاسيما الرسم المجسّم، إلى جولة جديدة من الإبداع بمشاركة نخبة من الفنانين العالميين والإماراتيين في الحدث الذي أصبح من المكونات الأساسية لأجندة دبي الإبداعية.

تويتر