ردود فعل على اعتزال سميرة أحمد.. ودعوات لخطوات رسمية وعملية لتغيير واقع «غير مقبول»

فنانون: الدراما الإماراتية فـي خطر

صورة

أثار قرار اعتزال النجمة الإماراتية، سميرة أحمد، الذي أعلنته عبر تصريح خاص على صفحات «الإمارات اليوم»، يوم الأحد الماضي، العديد من ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي، من قبل جمهور النجمة وعشاقها، أو من قبل نجوم الدراما الإماراتية، الذين لم يخفوا استياءهم وصدمتهم من هذا القرار، في الوقت الذي أجمع الجميع على جدية المشكلات والتحديات التي تصدت لطرحها الفنانة، وما تعرضت له من تهميش وإقصاء.

وتمحورت الآراء في معظمها حول هموم الدراما الإماراتية، والتحديات التي باتت كبيرة وتهدد جميع العاملين في هذا المجال، وطالب الجميع بضرورة العمل على إعادة الاعتبار للمنتج الفني المحلي، وتكريس توجه يدعم الصناعة الدرامية المحلية، في حديث غلبت عليه الصدمة والتوق الصادق إلى استنباط الحلول العاجلة.


سلطان النيادي: زمن صعب

عبّر الفنان الإماراتي، سلطان النيادي، عن انزعاجه من قرار انسحاب سميرة أحمد، وأضاف «سميرة أحمد فنانة حقيقية، زرعت وردة وسط صخرة، فاستحقت لقب سيدة الشاشة الإماراتية بلا منازع، لقدرتها على تكريس تجربة المرأة الإماراتية الصادقة والناجحة، التي أهلتها لحصد بعض أهم الجوائز المحلية والعربية».

وتابع «لا أريد التوقف عند المشكلات التي تعاني منها الدراما الإماراتية، والحلول الواجب اتخاذها، لأننا لسنا معنيين كفنانين بالبحث عن الحلول بقدر مسؤوليتنا في تقديم أعمال تليق بهذا الوطن، لكن أبقى في المقابل متمسكاً بوجوب البقاء على الساحة الفنية، وعدم التخلي عنها لمصلحة (أطفال السوشيال ميديا) وبعض الدخلاء، ممن أشعر بالاستنكار وأنا أتابعهم، بصدد الحديث عن الشأن الفني في الإمارات، في وقت يبقى الفنان الإماراتي الحقيقي مغيباً أو منتقصاً للالتفاتة التي تنسجم مع تاريخ طويل من العطاء».

حبيب غلوم: قرار سيادي

لم يتردد د.حبيب غلوم في التعبير عن استيائه الكبير قائلاً «إننا نتحدث عن فنانة الإمارات الأولى التي حرصت دوماً على تقديم أعمال تلامس المجتمع والمرأة الإماراتية، وتتماشى مع توجه الحكومة في ما يتعلق بمقتضيات تمكين المرأة».

ولفت غلوم «بعد أكثر من سبع سنوات من البحث عن جهة تتبنى عملاً درامياً مهماً يتناول دور المرأة الإماراتية منذ ستينات القرن الماضي، مروراً بمرحلة تأسيس الاتحاد والنهضة العمرانية والإنسانية التي تشهدها الدولة، فقدت سميرة الأمل بعد محاولات متكررة للتواصل مع المسؤولين في المؤسسات الإعلامية المحلية، فلم تجد أذناً صاغية ولا أدنى مظاهر الاهتمام والتقدير، في المقابل غابت الحجج، وحضر التجاهل والصد، ما أصابها بالإحباط»، وتابع «نتفهم التوجه العام إلى تقديم أعمال شبابية ذات طابع كوميدي، لكننا نبقى في المقابل مطالبين بالحفاظ على مكتسباتنا وإرثنا الدرامي العريق، عبر تقديم أعمال تليق بسمعة الإمارات، وتتماشى مع صبغة المجتمع الإماراتي». وقال غلوم «لابد من تدخل رسمي وعلى أعلى مستوى، لأننا بالفعل بحاجة إلى قرار سيادي رفيع المستوى بعد أن تحولنا إلى مجرد شحاذين على أبواب مسؤولي محطاتنا المحلية، في الوقت الذي تطالب هذه الفئة بخدمة الفن والثقافة وصون التراث الإنساني للبلد».

سيف الغانم: «عقدة الأجنبي»

أما الممثل والمؤلف والمخرج المسرحي الإماراتي، سيف الغانم، فقابل حال الدراما الإماراتية بتنهيدة طويلة ملؤها الألم، قائلاً «سميرة أحمد ليست فقط زميلة بل رفيقة درب وأخت عزيزة قطعنا معها مشواراً طويلاً مليئاً بالذكريات، سواء في المسرح أو الإذاعة والتلفزيون، وأرى وجهة نظرها اليوم صادقة وتعكس الواقع بأدق تفاصيل الألم والوجع الذي يعتريه»، وأضاف «قنواتنا المحلية للأسف تغدق بالمال على أعمال عربية وخليجية، على حساب المنتج المحلي الذي يجابه دوماً بقائمة من الشروط، للأسف مازلنا في الدراما التلفزيونية نعاني من (عقدة الأجنبي) الذي تفتح له الأبواب والميزانيات، ما كرس واقع أزمة حقيقية تضيق الخناق على المبدع المحلي وتمنعه من تكريس تجربته باستقلالية».

وعن عقبة تسويق الأعمال المحلية المسؤولة عن تدني رغبة الجهات الإنتاجية في تبنيها، أوضح الغانم «هذه مجرد مغالطات، لأن (أشحفان القطو) حقق انتشاراً كاسحاً ومازال إلى اليوم ناجحاً ومرغوباً، مثله مثل مسلسل (درب الزلق) الكوميدي الأشهر على الإطلاق»، وقال الغانم «سنبقى نطالب إخواننا في الجهات المعنية بالتفاتة كريمة تنقذ حال الدراما وأصحابها وتبعث نوعاً من الانتعاشة الفنية التي تنتصر للرسائل الهادفة وتصنع نجوماً يحملون راية الفن الإماراتي في الخارج».

جمال سالم: أيقونة إماراتية

الكاتب والمؤلف الإماراتي، جمال سالم، الذي جمعته بالفنانة العديد من الأعمال التلفزيونية الناجحة، علق قائلاً «لاشك أن اعتزال سميرة أحمد سيظل خبراً صادماً، وخسارة لا تعوض للوسط الفني الإماراتي، باعتبارها حالة فنية لن تتكرر بسهولة، رغم أن موضوع اعتزالها أمر علمت به منذ فترة طويلة، ولاشك أن هناك الكثير من النجوم الذين سينضمون ربما إلى قرارها لشعورهم بعدم التقدير، مقابل الوجوه الجديدة التي التحقت أخيراً بمجال التمثيل، لهذا السبب أتمنى أن ينظر المسؤولون في هذه الظاهرة».

وأضاف سالم «محاولات بعض الفنانين تغيير واقع الدراما المحلية، دفع الكثيرين إلى الإحباط بسبب استبعادهم لفترات طويلة عن الساحة، وقد تكون لدى مؤسساتنا الإعلامية سياسات معينة أو إشكاليات، لكن الفنان يحتفظ دوماً بحقه في التوضيح والعلم بالوضع الذي تعيشه محطاتنا المحلية في الوقت الحالي».

فاطمة الحوسني: إقصاء متعمد

قالت الفنانة فاطمة الحوسني «آلمني قرار الفنانة القديرة، سميرة أحمد»، وتابعت «تعيش الحركة الفنية في الإمارات حالة من الانحدار في مستويات الدعم الذي يقدم للأعمال المحلية، وحتى اليوم، ونحن على مشارف الشهر الكريم، لم يتم بعد الإعلان عن تبني أي عمل محلي، في الوقت الذي تتسابق مؤسساتنا الإعلامية المحلية على إجبار المنتج الإماراتي على الابتعاد والتغييب المتعمد، والجميع يعلم قلة عدد المنتجين الإماراتيين، والمعاناة التي يعيشونها في كل موسم».

لا تجد الحوسني غضاضة في الحديث عن اتجاهها للعمل خارج الإمارات، عبر حضورها المرتقب في عمل درامي يتم تصويره حالياً في البحرين».

صوغة: مثلي الأعلى ومعلمتي

لم تُخفِ الفنانة الإماراتية، صوغة، حزنها الواضح على قرار انسحاب سميرة أحمد المفاجئ من الساحة الفنية، قائلة «لم أكن أتمنى أن تصل فنانتنا إلى هذا القرار الذي أشعرني بالضيق والحزن على قدوتي الفنية التي مازلت أتعلم منها دروس الفن»، وأضافت «هي مناسبة لسؤال المؤسسات مرة أخرى عن دورها في دعم الفنان الإماراتي، وأسباب استبعاد نجوم الدراما الإماراتية عن الأعمال التي تتبناها جهاتنا، بحجة البحث عن وجوه جديدة، وضغط الميزانيات المخصصة لإنتاج بعض الأعمال».

تويتر