مذيعا «صباح الخير يا إمارات»

نور وجاد: لن تختفي الإذاعة طالما هناك سيارات على الطرقات

نور وجاد صديقان لأغلب متابعي الإذاعة كل صباح. تصوير: باتريك كاستيلو

على الرغم من كونهما يصفان نفسيهما بأنهما «كائنان ليليان»، إلا أن الإذاعيين جاد وهبي ونور شرف، مقدّمَي برنامج «صباح الخير يا إمارات»، الذي يبث على إذاعة الرابعة، وجدا نفسيهما في برنامج إذاعي صباحي، يبدأ بثه عند السادسة، ويستمر حتى العاشرة.

• نور: دبي أرض السعادة.. والسعادة هي رسالتنا للناس.

• جاد: ما يميّز البرنامج هو الكيمياء بيني وبين زميلتي.

نور.. لها أغنيتان وكتاب

في رصيد الإذاعية نور شرف أغنيتان، وتحضر للأغنية الثالثة، فهي تحب الغناء وتكتب وتلحن أغنياتها، ولفتت الى أنها قد سجلت هذه الأغنيات لأنها لا تريد أن تبقيها مخبأة. وشددت على أنها كانت تطمح في الماضي لتكوين فرقة موسيقية، ولكن الوطن العربي لا يحبذ الفرق. أما تجربتها مع الكتابة والنشر فقد كرستها في كتاب جمعت فيها خواطرها، بعد إصرار من والدتها على نشر هذه الخواطر في كتاب.

جاد.. شاعر ومغنٍّ

يتمتع الإذاعي جاد وهبي بالعديد من المواهب، ومنها كتابة الشعر والغناء. وعن الكتابة والشعر لفت وهبي الى أنه لم يأخذ الشعر والكتابة أو حتى الغناء على محمل الجد أكثر، لأنه لم يحن الوقت لهذه الخطوة بعد، ويرى أن سهولة النشر تعد من الأسباب التي تمنعه من نشر ما يكتبه، لأنه لا يريد أن يحسب ضمن الأسماء التي تنشر لمجرد النشر وليست بالمستوى اللائق، لافتاً الى أن هناك من ينصحه بنشر ما كتبه كي يتمكن من تقديم ما هو جديد.

عائلة إعلامية

نشأ الإذاعي جاد وهبي في بيت إعلامي، فوالده الإعلامي المعروف حكمت وهبي. وقال جاد: «لم أتعلم من أبي إعلامياً لأنه توفي وأنا بسن صغيرة، لكنني أؤمن بأن الموهبة تنتقل جينياً». وأضاف «بدأت بعد ذلك أتعرف الى أرشيف والدي، وكذلك من خلال الناس الذين أحبوه، وأنا فخور جداً به، وبلاشك تعلمت منه الخطوط العريضة في الحياة». ولفت جاد الى أنه منذ الطفولة كان مسحوراً بعالم الصوت أكثر من عالم الصورة، وهذا ما دفعه الى الإذاعة على نحو خاص.

نور وجاد تحدّثا الى «الإمارات اليوم» عن عملهما سوياً، وتقديمهما البرنامج، وكيف يعملان باستمرار على التجديد في ظل كل ما يشهده الاعلام من تغييرات، وقالا إنهما يقدمان من خلال البرنامج الأخبار البسيطة والموضوعات الخفيفة التي تقدم السعادة والفرح للمستمع الصباحي، ويؤكدان أن البرامج الصباحية يجب أن تحمل هذه الصبغة بعيداً عن معالجة القضايا التي تصيب المستمع بالملل، دون أن يبعدهما ذلك عن جدية الطرح والرسالة الأساسية التي يحملها الإعلام.

بدأ جاد وهبي بتقديم البرنامج مع نور شرف عن طريق المصادفة، حيث حل مكان زميل له كان غائباً عن البرنامج، وكان التفاعل بينهما كمذيعين متميزاً، وقد أعجب الجمهور بتقديمهما سوياً، وكذلك الإدارة، وبدأ مشوارهما في البرنامج. ويقول جاد عن وجوده في هذا البرنامج مع نور: «ما يميز البرنامج هو الكيمياء بيننا أنا ونور كمقدمين، فوجود الكيمياء والعلاقة الجيدة بين المقدمين، هي التي تضمن نجاح البرنامج وحب الجمهور له، وإن غابت يفضل أن يقدمه مذيع واحد بمفرده». ولفت جاد الى أن البرامج الإذاعية في الامارات تحمل شيئاً من الطابع الرسمي، ويشعر المستمع وهو يصغي اليها بوجود جرعة زائدة من التكلف بين الديو اللذين يقدمان البرنامج، مؤكداً أن هذا ما سعى الى كسره، بهدف منح البرنامج الطابع الشبابي الذي يحمل صداقة أكثر من الرسميات. بينما رأت نور أن البرامج الصباحية كثيرة، ولكن ما يميز برنامجهما هو العلاقة المتميزة رغم الاختلافات الكثيرة بين الشخصيتين، فالمستمع قد يجد نفسه في صداقة مع جاد وأحياناً معها. أما اختيار الموضوعات في البرنامج فيقوم على المزاج بشكل أساسي، وفقاً لنور، بالإضافة الى الأخذ بعين الاعتبار مزاج الناس، موضحة أن الناس يحبون كل ما هو خفيف ومرح، ولهذا يحرصان على اختيار معلومات جديدة تفيد المستمعين في الحياة اليومية، لاسيما إن كانت مرتبطة بالإمارات. في المقابل، أكد جاد، أنه من الضروري ان يكون أسلوب البرامج الصباحية خفيفاً في تقديم المعلومة، فحتى الأخبار السلبية التي لابد من إيصالها للمستمع يجب تخفيف حدتها، ودون أن يشعر المستمع بسلبيتها.

ورأت نور أن العلاقة مع الراديو مهمة، والمستمع يتمسك بها، لأن الإذاعة لها دور أكبر من التلفزيون في الكثير من الدول العربية، ومن المستحيل أن تختفي، رغم الحديث المستمر عن احتمالية اختفاء الراديو. بينما رأى جاد أن الراديو في الإمارات أهم من بعض المحطات التلفزيونية، فالجمهور في الامارات يستمع الى الإذاعات، ولهذا «لا يمكن أن تختفي الاذاعة طالما هناك سيارات على الطرقات». ورفض كل من نور وجاد أن يحددا اسم برنامج ينافس برنامجهما، إذ رأى جاد ان إذاعة الرابعة تنافسها بلاشك، وبشكل أساسي إذاعة العربية، بينما رأت نور أنه لا يمكن ان تعرف من ينافسها، فمن الممكن أن يكون هناك برنامج بلغة أخرى ويحمل صفات أهم من البرنامج الذي يقدمانه، لكنهما، بحكم ساعات عملهما، لا يستمعان الى البرامج الصباحية.

التحدي الأساسي في العمل الإذاعي يكمن في الوقوع في فخ الملل، وترى نور أن كسر الملل في العمل والحياة عموماً يعد من سماتها الأساسية، في حين أن جاد شخصياً يعشق الروتين، ورأى كل منهما ان هذا التناقض هو الذي يجعل علاقتهما في العمل تتكامل. ويؤكد جاد أن التفاعل الذي يجدانه من الناس كبير جداً، وهذا ما يدل على أن الجمهور على تواصل مع البرنامج، ورغم اختلاف الجنسيات في الامارات إلا أن التعددية تبرز الترابط الثقافي والحضاري بين المجتمعات، فليس هناك من اختلافات كثيرة بين بلاد الشام، أو حتى بين الدول الخليجية، حتى ان جاد يجد «الاختلاف في الثقافات يمنح الإذاعي القدرة على تقديم مادة تتسم بالغنى الثقافي».

ويضيف جاد: «البرنامج يقوم على الحياة اليومية، وبالتالي هذا ما يجعله متجدداً، وبعيداً عن الروتين، بينما الفقرات الثابتة، يتم العمل على تغييرها كل ستة أشهر، بحيث يتم التجديد فيها، علماً أن المعيار الأول هو تفاعل المستمعين مع الفقرات». وأشارت نور الى أن أكثر الموضوعات التي يرغب المواطن العربي بسماعها هي التي تبث بداخله الفرح، وكذلك التي ترتبط بحياته اليومية. من جهتها، اعتبرت نور أن «السعادة هي أهم رسالة يمكن تقديمها للناس، خصوصاً في دبي أرض السعادة».

أما الموسيقى فقد وصفها نور وجاد بكونها «متعة البرامج الصباحية»، وبالتالي لا يمكن الكلام بشكل متواصل لأكثر من أربع الى خمس دقائق، فالكلام لا يجذب المستمع إن كان لفترة طويلة، بينما يتم التركيز في أولى ساعات الصباح على أغاني الزمن الجميل، خصوصاً فيروز، والأغاني القديمة التي لا يمكن بثها في الإذاعة خلال ساعات النهار.

تويتر