«هجن العاصفة» تنثر عبق «الشلات» على منصة «الميدان»

القادمون الجدد يهددون «أصحاب السعادة» في منافسات «يولة فزاع»

مهارات سيف الكتبي ضمنت له موقعاً ضمن الرباعي الذهبي. الإمارات اليوم

تشهد بطولة فزاع لليولة في دورتها الـ18، العديد من الظواهر الجديدة التي لم تكن بارزة في المواسم السابقة، وفي مقدمتها، الحالة الفنية الرفيعة التي بات يظهر عليها مشاركون يعتلون منصة ميدان «الكبار» للمرة الأولى، لكنهم لا يكتفون بالتمثيل المشرف، وإنما يطمحون بشكل واضح إلى حصد الألقاب.

وبالفعل تمكن العديد من «القادمين الجدد» من إقصاء أسماء بارزة من رحلة التنافس على الألقاب الرباعية للبطولة، ليكون مصير «أصحاب السعادة» - وهو المصطلح الأثير لكل من تمكن من الوجود في مرحلة المربع الذهبي في إحدى نسخ بطولة فزاع لليولة - هو الإقصاء أمام أصحاب تلك المهارات التي خرج معظمها من رحم بطولات الناشئين ومنافسات بطولة فزاع ليولة المدارس.

وشهدت منافسات أول من أمس، في ساحة الميدان بالقرية العالمية، وهي ثالثة جولات المرحلة النهائية من التصفيات، انتزاع اليويل، سعيد محمد هويدن الكتبي، بطاقة التأهل إلى المربع الذهبي في بطولة فزاع لليولة، ليصبح بذلك ثاني اليويلة المتأهلين في المرحلة الثانية، بعدما تفوق على منافسه مبخوت العامري الذي أصبح خارج البطولة، في واحدة من مفاجآت هذه الجولة.

وشهدت الجولة حضوراً فاعلاً للجنة التحكيم، المكونة من راشد الخاصوني وخليفة بن سبعين وحمد الدرعي، الذين استمروا في تقديم الخبرة الفنية للمتنافسين من خلال تعقيبات موجزة ودقيقة على مجمل أداء كل مشارك.

إهداء إلى «الإمارات اليوم»

أهدى الشاعر، محمد حامد المنهالي، في كواليس الجولة، شلة معبرة إلى جريدة «الإمارات اليوم»، مشيداً بالدور الإيجابي للإعلام المحلي عموماً، و«الإمارات اليوم» خصوصاً، في الحفاظ على التراث الشعبي بشتى ألوانه.

وقال المنهالي، الذي سبق له أن حلّ ضيفاً على الدورة الأخيرة لبرنامج «البيت» الشعري، الذي أنتجه مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث: «أشارك للمرة الأولى في الفقرة الشعرية لبطولة فزاع لليولة، لكنني من المتابعين لها عبر مختلف دوراتها».

وأضاف «هناك أجيال جديدة قد تعلمت اليولة الإماراتية وأتقنتها بحرفية عالية، حتى إن بعض اليويلة تفوقوا بجدارة على أساتذتهم، وتمكن هذا اللون التراثي، بفضل الدعم المستمر، أن يحقق جماهيرية واسعة لاسيما على صعيد دول مجلس التعاون الخليجي، فضلاً عن ترسيخ حضوره المحلي».


• تزداد البطولة تألقاً في كل أسبوع مع بلوغ أدوار أكثر تقدماً.

• لجنة التحكيم أثنت على أداء الكتبي ومهاراته، وطالبته بتقديم المزيد.

وفي الفقرة الفنية، استضافت الجولة المطرب، ناصر السعدي، الذي قدم أغنيتين، الأولى بعنوان «معاناة اللقاء»، وهي من كلمات حمدان بن عبدالله العامري وألحان أحمد عبدالله، والأغنية الثانية «مشكور» من كلمات سعيد بن مصلح الأحبابي وألحان فايز السعيد، في حين جاءت الفقرة الشعرية لتشهد مزيداً من تزايد الحضور الجماهيري، نظراً إلى كون الموعد هذه المرة مع الشاعر المعروف بشلاته المبدعة، محمد حامد المنهالي، الذي أبهر الجميع بقصيدة جديدة أداها بطريقة الشلة هي «هجن العاصفة».

تفوّق

ولم تشفع 2500 صوت إضافية جناها العامري بتفوقه في منافسات الحرف التقليدية، على منافسه سعيد بن هويدن الكتبي، إذ تفوق العامري في صناعة السعفيات، لكن مساندة الجمهور أوصلت الكتبي إلى المربع الذهبي.

وفي سياق التنافس على بطاقة التأهل الثالثة إلى المربع الذهبي، بادر حمدان بن مصلح الأحبابي، وصيف الموسم الماضي، الذي استعرض مهاراته القوية التي تؤهله ليكون مرشحاً للمنافسة على اللقب في هذا الموسم، ليحصل على ثناء خاص من لجنة التحكيم التي أشادت بقدراته، وطالبته بتقديم المزيد، خصوصاً أنه حصد العلامة الكاملة أكثر من مرة في النسخة الماضية. وحصل الأحبابي من لجنة التحكيم على 49 نقطة، تقديراً لأدائه المميز، قبل أن يؤكد أن خسارته في الجولة النهائية في النسخة الماضية إنما تزيده إصراراً في العام الجاري على الفوز بكأس فزاع الذهبية، ما جعله يستعد للمنافسات بصورة استثنائية ويضاعف من جهوده، موضحاً أنه يمتلك العديد من المستويات الأقوى التي سيقدمها في الأدوار المقبلة أيضاً.

وبثقة واعتداد إيجابي بإمكاناته وقدراته، صعد اليويل، سيف سلطان الكتبي، على المسرح ثانياً، وتميز بتماسكه وعدم اهتزاز ثقته رغم سقوط سلاحه في محاولة مهارة الرمي الأولى، لكنه واصل تقديم العرض بكل قوة ونجح في الوصول إلى خط الليزر والتقاط السلاح، لينجح بالمحصلة العامة في الوصول إلى خط الليزر لارتفاع 17 متراً بواقع أربع مرات.

ولفت الكتبي الانتباه بتنوعه بالأداء عبر استخدام كلتا يديه اليمنى واليسرى، خصوصاً ما بين عرض المهارات باليسرى والقيام بـ«الفر» باليمنى.

وأثنت لجنة التحكيم على أداء الكتبي، وطالبته بتقديم المزيد من المهارات التي يمتلكها، نظراً لامتلاكه مهارات أساسية عالية تمكنه من استعراض المزيد من مهاراته التي اكتسبها من ميدان اليولة للصغار، ومنحته اللجنة 48 نقطة.

تفاعل الجماهير

من جانبها، قالت مديرة إدارة البطولات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، سعاد إبراهيم درويش، إن المستويات التي تزداد قوة من اليويلة المشاركين تزيد من تفاعل الجماهير، سواء من خلال حضور كامل العدد على المدرجات، أو إرسال الرسائل النصية لدعم المتنافسين والإسهام في هوية المتأهلين للأدوار التالية.

وأضافت: «تزداد هذه البطولة تألقاً في كل أسبوع، مع بلوغ أدوار أكثر تقدماً، ما يجعل هامش الفوارق بسيطاً للغاية بين المشاركين، وسط نتائج متقاربة يحصلون عليها من لجنة التحكيم، لكن الفائز بالطبع هو الجمهور المتابع لهذا النوع من الرياضات التراثية المتأصلة في المجتمع، ونسعد من خلال إقامة هذه البطولة برؤية أعداد كبيرة من الشباب تُقبل على تعلم مهاراتها وإتقانها».

ناصر السعدي: أنتظر الموعد

قال المطرب الإماراتي، ناصر السعدي، لـ«الإمارات اليوم» إنه، مثل العديد من مطربي جيله الشباب، يتحين فرصة اللقاء بجمهور بطولة فزاع لليولة، ويعتبر الترشح للوقوف على منصتها شهادة إجادة وطاقة دعم، من المهم أن يُحسن استثمارهما، وتابع: «رغم أنها المشاركة الرابعة لي هنا، إلا أنني في مستهل كل دورة أترقب الموعد المحدد لاستدعائي المشرف، وأحضر الأعمال الأكثر مناسبة لإيقاع فن اليولة، وطبيعة جمهور الميدان، الذي قطعاً يميل إلى اللون الشعبي المحلي، ووقع اختياري على أغنيتين من صميم الفن الشعبي الإماراتي، ويعتبران الأقرب لأجواء احتفالية اليولة، وهما (معاناة اللقاء) و(مشكور)».

تويتر