استفاد من «السوشيال ميديا» لنشر قضيته للعالم

شاب غَزّي يجمع شمل المدن الفلسطينية في كفّة يده

أبو دية وفريقه يلتقطون صوراً للمدن والقرى لجمع شمل الوطن المقسم الإمارات اليو

فور الالتقاء به تجده يحمل في يده هاتفه المحمول، لتعتقد للوهلة الأولى أنه واحد من الشباب المهووس بالتقاط صور «السيلفي» لنفسه، ولكنه اختار طريقاً أخرى للشغف الالكتروني، وحوَّل الهاتف إلى كرة بلورية تعرض جمال المدن الفلسطينية فور النظر إليها مباشرة.

100

ألف متابع من مختلف الدول لحساب أبودية عبر موقع «سناب شات» ينتظرون يومياً الجولات الميدانية التي يُجريها هو وفريقه.

أحمد أبو دية (25 عاماً) شاب فلسطيني من مدينة غزة، يحلم بزيارة الشق الثاني من الوطن المقسَّم، بفعل السياسة الإسرائيلية في إغلاق المعابر وفصل المدن الفلسطينية عن بعضها بعضاً إبان انتفاضة الأقصى عام 2000، لكنه زاره بوساطة هاتفه المحمول وعبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «سناب شات»، إذ زود حسابه بأصدقاء له في الضفة والقدس ليلتقطوا له صوراً للمدن والقرى فيها حتى يجمع شمل المدن المنقسمة عبر «السوشيال ميديا».

«الإمارات اليوم» التقت الشاب أبودية أثناء تغطيته اليومية للفعاليات والأحداث الجارية في المدينة المحاصرة، إذ بدأ رحلته هذه منذ أربع سنوات فور إصدار تطبيق «سناب شات»، الذي أتاح له التصوير بسهولة نتيجة الميزات التي يقدمها من تصوير الفيديو والكتابة، من دون الحاجة إلى عمليات المونتاج والمكساج التقليدية، ما جعله أكثر سرعة وسلاسة في نقل صور المناطق التي يرغب في عرضها للمتابعين له عبر حسابه على منصة التواصل الاجتماعي.

ويقول الشاب أبودية «كنت أحلم دائما منذ الطفولة بزيارة مدينتي مثل أي فلسطيني مغترب، فقد ولدت ونشأت في دولة الإمارات العربية المتحدة، وعندما عدت إلى غزة لاستكمال دراستي الجامعية، وتخصصت في مجال الهندسة الصناعية، كنت مهتماً بالتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي والتسويق الإلكتروني، ما أتاح لي تكوين صداقات من البلدات المختلفة خصوصاً في القدس، وفي الداخل المحتل عام 48، وبالضفة الغربية».

ويضيف «حاولت بجميع الطرق الحصول على تصريح لدخول الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر معبر إيرز شمال غزة، الذي يخضع للسيطرة الإسرائيلية، لكن في كل مرة أواجه الرفض من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ومع ذلك لم أستسلم، إذ راودتني فكرة تعريف نفسي وشعبي، خصوصاً الشباب في غزة، بتاريخ المدن والقرى الفلسطينية وتاريخها، وحياة أهلها اليومية، ليكونوا عينا واحدة وقلباً واحداً، وإن كان بوساطة فيديو قصير يحمل معنى أكبر منه، وهو وحدة المدن الفلسطينية».

وكان الشاب أحمد قد بدأ تطوير فكرته في لمّ شمل الكل الفلسطيني عبر شاشة واحدة من خلال التعرف على أصدقاء في أراضي الداخل والقدس والضفة الغربية عبر الإنترنت، إذ شاركهم حسابه عبر منصة التواصل الاجتماعي «سناب شات»، وأرسل لهم كلمة المرور الخاصة به، ونسّق معهم من أجل تغطية كل الأحداث الجارية في مختلفة بلداتهم.

هذه الفكرة لاقت رواجاً كبيراً وانتشاراً واسعاً، بحسب أبودية، ما شجّع عدداً كبيراً من الشباب في مدن فلسطينية عدة على الانضمام إلى فريقه، لتغطية الأحداث الجارية، وتوثيق تاريخ مدنهم.

ويؤكد الشاب أبودية أن المسؤولية التي تقع على عاتقه كبيرة، فهو يسعى إلى تأريخ الأحداث اليومية وتوثيقها مرجعاً للشباب العربي حتى يبقى حاضراً في الأحداث الجارية بالمدن الفلسطينية لحظة وقوعها، إضافة إلى تغيير نظرة الموت والدمار، إلى الحياة والجمال.

ويبين أنه من خلال محتويات حسابه عبر منصة التواصل الاجتماعي «سناب شات» يدحض كل ما يبثه الإعلام الإسرائيلي من مزاعم ومحاولات تهويد المدن الفلسطينية وهويتها، ويفضح ممارسات سلب الموروث الحضاري والتاريخي للمدن الفلسطينية، من خلال عملية التدمير والاقتحام، وإنشاء المستوطنات.

ويقول الشاب أبودية «عالم الإنترنت واسع وشامل، ومن يريد إثبات ذاته من خلاله ليس بتلك السهولة التي يعتقدها البعض، فهو بحاجه إلى جهد وتميز يجذبان المشاهدين والمتابعين الذين يؤمنون بالأفكار المعروضة، وبذلك يُصدِّر صاحب منصات التواصل الصورة الأفضل إلى العالم، مستثمراً مساحته في الفضاء الإلكتروني الشاسع بشكل إيجابي».

تويتر