مرشد سياحي ومقدم برنامج يُعنى بثقافة الإمارات وتراثها

علي آل سلوم: «أبطال التحدي» يشبه دبي

آل سلوم: شعرت بالتقدير إزاء تجربتي السابقة في برنامج دروب. من المصدر

بلهجة أقرب إلى التفاؤل يفتح الإماراتي علي آل سلوم، أبواب الحديث عن طموحاته وأحلامه التي تحققت بعد سنوات من الصبر والاجتهاد والبحث عن منابع تسليط الضوء على حضارة الإمارات وتراثها العريق، بعد أن اختار منصة الإعلام الرقمي للانطلاق باتجاه الجمهور الذي تابع مشواره، وصولاً إلى إطلالته الأخيرة عبر شاشة التلفزيون، في برنامج جديد، وطرح يقدم للمرة الأولى عن دولة الإمارات، وما تزخر به من كنوز طبيعية لا تخطر على بال.

قصة لقاء

يؤكد علي آل سلوم أن لقاءه مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، يعكس بشكل كبير اهتمام القيادة الرشيدة ومتابعتها لكل الأنشطة المحلية وما يحدث على الساحة الإبداعية في الإمارات؛ مضيفاً «حينما يسألني صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد عن مضمون البرنامج، وإلى أين سآخذ الجمهور في الموسم الجديد فهذا دليل قاطع على انتباه سموه ومتابعته التي تفرض عليّ تقديم الأفضل والبحث عن دوري الحيوي في رسالة المضامين الهادفة، كما أن كل كلمة وكل قصة يرويها صاحب السمو في دقيقة واحدة أو دقيقتين تعادل خلاصة 20 عاماً من الخبرة والتجربة الإنسانية الغنية والملهمة للآخرين».

اسأل علي

يبتسم علي آل سلوم في الحديث عن تجربة (Ask Ali) أو (اسأل علي) التفاعلية، التي قامت فكرتها على أساس موقع إلكتروني سياحي ثقافي يختص بالتعريف بعادات الإمارات ومرافقها السياحية. لكنني سأعود قريباً من خلال نسخ وكتيبات جديدة، والموقع الإلكتروني».

 • البرنامج ينقل المشاهد إلى رحلة استكشاف حدود الإمارات وأجمل المواقع الطبيعية.

مهام غير اعتيادية

(The Quest) أو «أبطال التحدي» هو العنوان الذي تم اختياره لإطلاق البرنامج الجديد لعلي آل سلوم، الذي وصفه بالمسابقات التنافسية التي تتيح للمشتركين من بلدان عربية عدة «إنجاز عدد من المهام غير الاعتيادية، عبر محطات متتالية تكشف بشكل أو بآخر عن ربوع وجمالية طبيعة الإمارات الاستثنائية، مروراً بطبيعة هذه التحديات والمهام الصعبة المطلوب إنجازها، التي تتنوع بين الغوص وتسلق الجبال وتخطي عتبات الصخور وغيرها من التحديات الحقيقية التي يواجهها المشتركون». وأضاف آل سلوم «في البرنامج ينتقل المشاهد إلى رحلة استكشاف حدود الإمارات وأجمل المواقع الطبيعية في الإمارات السبع، من خلال مواجهة بين 13 فريقاً، وعلى طول 12 حلقة، تمتد على موسم تلفزيوني كامل يعيش من خلاله عدد من المشتركين تجربة خاصة لاكتشاف الإرث الثقافي والطبيعي للإمارات». كما سيعبر المشتركون في تجربة تحدٍ استثنائية عبر الصحاري والجبال والمدن ذات الطابع التراثي والحضاري، مستخدمين قواهم الجسدية والذهنية لاجتياز كل الحواجز والمصاعب التي ستعترض طريقهم وتحول دون بلوغهم نقطة النهاية.

تحديات

على صعيد متصل، يعترف آل سلوم بتحدي تقديم البرنامج الجديد، وبدء التحضير له في فترة زمنية قصيرة نسبياً، الأمر الذي دفع فريق البرنامج إلى العمل المتواصل والمضني الشبيه بخلية نحل حقيقية على مدار اليوم، بالإضافة إلى أحوال الطقس التي كانت عاملاً إضافياً وتحدياً يصعب تجاوزه، إذ يقول «لا يعرف الجمهور أنه تم تصوير حلقات البرنامج في أوقات الظهيرة وذروة الحرارة، ما وضع بعض المشتركين في مآزق كبيرة من التعب والإغماء وعدد من المشكلات الصحية الأخرى، لكن قرار الاستمرار وتحدي الظروف المحيطة كان الدافع الأساسي للوصول إلى بر الأمان خلال شهر كامل من عمليات التصوير المرهقة».

لهذا السبب يعتبر مقدم البرنامج أن جميع المشتركين هم أبطال في هذ التحدي الذي فرض نفسه على الجميع، حيث مازال فنيو البرنامج يستكملون بقية مراحل العمل من مونتاج وصوت وإخراج، قائلاً «دبي علمتنا التحدي وهي مدينة عالمية تضم مختلف الجنسيات والأعراق، لهذا كان علينا أن نقدم في (The Quest) أبطال التحدي نموذجاً مقارباً لها من ناحية اختيار المشتركين في هذا الموسم الذي أتمنى أن ينال المتابعة والنجاح، خصوصاً أنه أول برنامج يصور في ربوع الإمارات بطريقة متفردة لم تقدم من قبل».

روح التجديد

الحديث عن أجواء التحدي قادنا إلى سؤال علي آل سلوم عن التجربة الجديدة، بعد تجربة مواسم متعددة من برنامج «دروب» الذي حقق نجاحاً لافتاً لدى الجمهور. ويجيب آل سلوم: «شعرت بالتقدير إزاء تجربتي السابقة في برنامج دروب وقد احتضنتني شاشة تلفزيون دبي وقدمت لي المساحة التي استطعت من خلالها الوصول إلى الجمهور، كما لفتتني هذه التجربة الجديدة بما حملته من روح المغامرة والتحدي». وتابع «شعرت بالمسؤولية وبضرورة تقديم الأفضل وهذا ما أظنه دفعني فعلاً لقبول العرض والظهور في هذا البرنامج الجديد، رغم انقسام المحيطين بي بين مبارك لتجربة التجديد التي أخوضها ومؤيد لنهج اكتفائي بما قدمته وما حققته على مدى السنوات الماضية».

في المقابل، يعترف آل سلوم بأن خروجه من عباءة «دروب» من ناحية الشكل والمضمون، وتصديه للبرنامج الجديد، لم يقنعاه بالضرورة بلقب «الإعلامي»، موضحاً «لا أريد أن أمتلك حق غيري من الإعلاميين الذين درسوا وعايشوا تجربة الإعلام لسنوات طويلة من العمل الميداني، لكنني في المقابل أرى نفسي شخصاً يمتلك رسالة هادفة يود تكريس بعض أوجهها على شاشة التلفزيون، وذلك من منطلق خبرتي كمستشار ومرشد سياحي يقدم معرفته المتواضعة للجمهور. لا يمكنني بأي حال من الأحوال أن أعيش تجربة المذيع الذي يلقن ما سيقوله للناس عبر الشاشة، وأجدد في هذا الصدد امتناني لتلفزيون دبي الذي ترك لي حرية الاختيار وتقديم رؤيتي ضمن معرفتي إطار المسؤولية تجاه من يتابعني، سواء عبر الشاشة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي».

«دروب 5»

بشيء من الحماسة، يتحدث آل سلوم عن الموسم الجديد من البرنامج الذي أطل من خلاله على الجمهور على امتداد السنوات الماضية، إذ يقول «انتهيت من وضع اللمسات الأخيرة على المضمون العام لهذا الموسم، كما انتهيت من تصوير وجهتين أساسيتين أترك الحديث عن تفاصيلها إلى الوقت المناسب». ويتابع «هناك إضافات ستكون مفاجأة جميلة للجمهور وتغييراً جذرياً سنلمس ملامحه في هذا الموسم الذي أؤكد عبر (الإمارات اليوم) أنه سيكون الأخير على شاشة التلفزيون. الأمر يعود بالدرجة الأولى إلى ظروفي الصحية التي لم تعد تسعفني للاستمرار في مغامرة السفر على مدار العام، فقد كنت أتمنى أن أحقق الرقم الذي حققه والدي من خلال زيارة 140 دولة حول العالم، لكن الخوف من الوقوع في مرض الترددات الموجية الذي يسببه السفر المتواصل حال دون تحقيقي هذا الحلم بعد مسيرة زيارة 120 دولة فحسب».

تويتر