تواظب على تجارب التطوع.. وتعشق العمل الميداني

شروق لشكري.. الاستقلالية والتحدي طريق للنجاح

تصوير: باتريك كاستيلو

بين شغفها بتجارب التطوع وبالمشاركات المجتمعية، وتحقيقها لحلم العمل مراسلةً في أخبار الإمارات، مساحات إنسانية شاسعة، وقصص مليئة بالتفاصيل، ترويها الإعلامية الإماراتية، شروق لشكري، لـ«الإمارات اليوم» بلمحة سريعة وعامة عن مشوار تنوعت تحدياته بين الدراسة والحياة العملية، لكنها تؤمن بأن جملة التحديات والمصاعب هي سبب من أسباب النجاح.


في البداية تتحدث شروق عن تخصصها في مجال الإعلام المرئي، وتخرجها في كلية علوم الاتصال والإعلام بجامعة زايد عام 2012، مروراً بمشاركاتها الفاعلة في العديد من الأعمال التطوعية المجتمعية داخل الجامعة وخارجها، وصولاً إلى التحاقها بمركز الأخبار التابع لمؤسسة دبي للإعلام، وتقديمها للعديد من التقارير الإخبارية النوعية التي شكلت دافعاً لمزيد البحث والاستقصاء، وابتكار مختلف الاقتراحات والموضوعات والأفكار الجديرة بالمتابعة والبحث.. عبر هذه الرحلة المهنية بَنَت شروق شخصية مستقلة وقوية تتمتع بإرادة حرة لا تستسلم أمام العقبات، بل تستمر دوماً في السعي وراء تحقيق الأحلام.

- أحب السفر ومتابعة معارض السيارات، والمغامرات النوعية التي تبعد حياتي عن الروتين والرتابة.

- تغلبت على شخصيتي الانعزالية وانخرطت في مختلف الأنشطة التي استوعبها حرم الجامعة.

- أرغب في مواصلة عملي الميداني، وتناول القضايا الحساسة، والتوسع في مجال الحياة البحرية.


ثقافة التطوع

تعترف شروق بأن ضيق الوقت، والتفرغ شبه الكامل للعمل الإعلامي، أسهما في تضييق خياراتها تجاه العملين التطوعي والمجتمعي، لافتة إلى مشاركتها في «إكسبو ميلانو»، ومبادرة «رمضان أمان» الخاصة بتوزيع وجبات الإفطار على السائقين في الشوارع والتقاطعات المرورية وقت أذان المغرب، داعية الشباب الإماراتي إلى المشاركة المكثفة في مثل هذه المبادرات التطوعية التي تنعكس بشكل إيجابي على المجتمع ككل.

لا تنسى شروق الدور الريادي الذي لعبته بيئة الدراسة وحضن الجامعة في صقل شخصيتها المهنية، وتزويدها بمقتضيات التواصل الاجتماعي الفاعل وآلياته، قائلة «مع الوقت تعلمت كيفية التواصل الإيجابي مع الآخرين، كما تعلمت أن أكون اجتماعية أكثر بفضل أجواء الجامعة الديناميكية، التي تتطلب منا مشاركة فعالة تطوّر شخصياتنا بشكل إيجابي، وهو الأمر الذي ساعدني حقيقةً في التغلب على شخصيتي الانعزالية، فأقدمت على الانخراط في مختلف الأنشطة والفعاليات المجتمعية التي يستوعبها حرم الجامعة عبر المشاركة الدائمة في تنظيمها»، وتلفت شروق «بعد عامين من التحاقي بالجامعة ترشحت لأكون ممثلة لكلية الإعلام في جامعة زايد، وذلك عبر الانخراط ضمن مجلس طالبات الجامعة، كما تم ترشيحي في السنة الثالثة لأكون نائبة رئيس مجموعة سفيرات (هلا)، في الوقت الذي شاركت في أول دفعة لبرنامج التعددية الثقافية مع الجامعة، كما كنت من أوائل المشاركين في برنامج المساعد الشخصي للقادة، الذي أسهمت من خلاله بالمشاركة في تنظيم العديد من الفعاليات».

تتوقف شروق عند أول فعالية شاركت فيها بنجاح لتصفها بالقول «مازلت أتذكر فعالية استقبال الطالبات الجديدات، وجولة أهالي الطالبات للتعريف بأقسام الجامعة والحياة الطلابية فيها، حيث أحب الجميع هذه الجولة وتفاعل مع أجوائها، لدرجة أنني شعرت حينها بأهمية العمل التطوعي وقيمة متابعة ردود أفعال الناس وسعادتهم بهذه النوعية من المبادرات».

منصة الإعلام

على صعيد آخر، تتحدث شروق عن بداية عملها في مجال العمل الإعلامي قائلة «مع نهاية عام 2012، التحقت بالعمل في مركز الأخبار، وأمضيت الأشهر الأولى من هذه التجربة الجديدة في مجال التدريب والعمل على أساسيات إعداد التقارير التلفزيونية، وتفاصيل مهام المراسل الميداني، لأقدم بعدها العديد من التقارير الإخبارية، وأشارك في تغطية العديد من الفعاليات المحلية التي أسهمت في تكوين شخصيتي الإعلامية وجعلتني أتعرف بشكل جيد على ميولي المهنية، ورغبتي في التخصص بالتغطيات الاجتماعية والشبابية»، وتتابع شروق «على مدار السنوات الخمس الماضية، سعدت بتقديم عشرات التقارير الخارجية والميدانية التي عززها استخدام أحدث تقنيات العمل التلفزيوني في مركز الأخبار، وهو كان ولايزال بالتالي يميز عملنا في هذا المجال، وذلك من ناحية اعتمادنا تقنية (الهولوغرام) الثلاثية الأبعاد إلى جانب استخدام تقنية الواقع الافتراضي المعزز».

تجارب ميدانية

تتذكر شروق عدداً من التقارير الميدانية التي تركت أثراً طيباً لدى الجمهور، وأسهمت بشكل أو بآخر في التوعوية العامة بالعديد من السلوكيات الخاطئة، والظواهر الاجتماعية السلبية، مثل التقرير الخاص الذي أعدته شروق حول مشروبات الطاقة التي يتم تقديمها للأطفال بعد مزجها بملونات صناعية، الأمر الذي دفع بلدية الشارقة مباشرة، بعد بث التقرير التلفزيوني، إلى نشر تعميم يمنع الترويج لهذه النوعية من المشروبات لمن هم دون سن 18 عاماً، تجربة وصفتها لشكري قائلة «أتذكر هذا التقرير الذي اعتمدت فيه تقنية التصوير بالخفاء، وكانت هذه التجربة الأولى التي أخوضها في هذا المجال، كما تحضرني الآن تجربة التقرير الذي قمت بإعداده أثناء مشاركتي متطوعةً لمدة شهر كامل في (إكسبو ميلانو)، حيث قمت بتنفيذ هذا التقرير من دون الاستعانة بمصور تلفزيوني، كما عمدت إلى إعادة مونتاج التقرير اعتماداً على كاميرتي الخاصة، والخبرة التي اكتسبتها أثناء الدراسة الجامعية والعمل الميداني»، وتتابع حديثها قائلة «كما أود الإشارة إلى تقريري الأخير الذي قدمته حول أصحاب الهمم، وما يواجهونه على صعيد التواصل والاتصال السمعي، إذ كانت فرصة مناسبة لي لطرح هذه المشكلة العويصة على أمل إيجاد حلول علمية وعملية ناجعة».

تكريمات

بسعادة وفخر تتحدث شروق عن جملة التكريمات التي نالتها خلال مسيرتها المهنية قائلة «كل عام لي نصيب جيد من التكريم، الذي نلت أغلبه بفضل التقارير الميدانية التي قدمتها للجمهور»، وتتابع «في العام الأول تم تكريمي من قبل وزارة الداخلية على التقرير الخاص باليوم الوطني للإمارات، كما بادرت مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة بتكريمي عن تقرير يخص متحف نوبل، بالإضافة إلى التكريم الذي حصلت عليه من المجلس الوطني الاتحادي بمناسبة تقرير المؤتمر السنوي للبرلمانيات، وكلها احتفاءات محفزة ودافعة إلى التطوير والتقدم ورفع منسوب المسؤولية والعمل والابتكار والتميز.

هوايات

إلى جانب تعلقها بالأعمال التطوعية، تفصح شروق عن هواياتها المتنوعة التي تتوزع بين الاكتشاف وألق السفر إلى أماكن جديدة حول العالم، بعد أن زارت اليوم أكثر من 20 بلداً، مستفيدة من هذه التجربة لاكتشاف عوالم وثقافات جديدة لم تطلع عليها من قبل، بالإضافة إلى شغفها الكبير بمتابعة معارض السيارات، وخوض المغامرات النوعية مثل السباحة مع القرش في أقفاص مخصصة، وخوض مغامرة المشاركة في أطول مسار انزلاقي، وغيرها من المغامرة التي تضفي نوعاً من الإثارة والتجديد على حياتها، وتنأى بها عن روتين الحياة اليومية.

تويتر