استضافتها «دبي للمرأة» في الجلسة التاسعة لمبادرة «قدوة»

عائشة حارب: قادتنا طموحهم وصل إلى المريخ.. ونحن تعلمنا منهم

صورة

نظمت مؤسسة دبي للمرأة، جلسة الإثراء المعرفي التاسعة لمبادرة «قدوة»، التي أطلقتها حرم سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، سموّ الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، بمناسبة يوم المرأة الإماراتية للعام الجاري، بهدف ترسيخ ثقافة العطاء لدى المرأة الإماراتية بصفة خاصة، وفي المجتمع عموماً.

«لماذا تم اختياري؟»

عن تجربتها في تطويع التكنولوجيا لمصلحة العمل المجتمعي، وفوزها بجائزة المشروع الاجتماعي الأكثر إلهاماً في «جائزة المرأة العربية»، قالت: «هذا الفوز يعني لي الكثير.. كنت ومازلت أسأل نفسي: لماذا تم اختياري؟»، وكانت الإجابة دائماً هي أن «المرأة الإماراتية لديها القوة والإرادة للالتحاق بكل مجال وتحقيق النجاح».

تجربة عسكرية

عن تجربتها في«الخدمة الوطنية»، توجهت عائشة للطالبات بالحديث عن الإلهام الذي يقدمه السلك العسكري للشخص الذي يحلم بأن يكون قيادياً، وألقت الضوء على تجربتها في الخدمة الوطنية، وأهمية تحمّلها والإقبال عليها من أجل الهدف النبيل منها، مقتديةً بشيوخنا وقادتنا الذين مرّوا بهذه التجربة. مشيرة إلى دعم والدها وفخره بها وتشجيعه لها، وقالت: «أنا اليوم فخورة بهذه الفترة جداً، وأتمنى من كل الإماراتيات الانخراط فيها»، وأضافت: «تعلمت من الخدمة الوطنية الانضباط والالتزام بالقانون، وترسخت لدي قيمة التسامح».

بيت إعلامي بامتياز

عن ارتباط اسمها وتوجهها بالعمل المجتمعي، أكدت عائشة حارب أن «الفضل في هذا يرجع إلى نشأتها في بيت إعلامي بامتياز، ارتبط بعض أفراده بالظهور كثيراً في وسائل الإعلام»، مشيرة إلى تخصصها الأكاديمي في مجال الاتصال المرئي، الذي يندرج تحت مظلة الإعلام أيضاً، موضحة: «لهذا التخصص مساران: شخصي ومجتمعي، وقد اخترت الأخير، كونه يتيح لي الفرصة لتقديم وتصميم مبادرات تخدم المجتمع».

«أتحدى نفسي»

أشارت عائشة حارب إلى أنها «تنظر للتحديات من منظور شخصي بحت، وهو كيف تتحدى نفسها في إنجاز ما تود إنجازه، وضربت مثلاً بمبادرة أطلقتها، من خلال مؤسسةSocial Bandage، أو «الضمادة الاجتماعية»، التي قامت بتأسيسها، وهي مبادرة «قَدِم كرسياً متحركاً»، التي قامت من خلالها ببيع قمصان كتبت عليها «هذا القميص ساهم في شراء كرسي متحرك»، مشيرة إلى أنها بدأتها من خلال موقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام»، وحظيت بقبول ورواج كبيرين. وأوضحت حارب أنها «تمكنت من خلال هذه المبادرة من شراء كراسٍ متحركة لأصحاب الهمم، ليس فقط على مستوى الإمارات، لكن على مستوى العالم»، مشيرة إلى أنها «فوجئت بردود الفعل والاستجابة السريعة»، مضيفة أنها «في الأساس مهتمة بالمجال الصحي، لأنها تعتقد في ارتباطه باحتياجات الناس، كما أنها كانت ترغب في مبادرة تلبي شغفها واهتماماتها بمساعدة الآخرين».

• «الخدمة الوطنية» علمتني الانضباط والالتزام بالقانون والتسامح

• «الضمادة الاجتماعية» حققت حلمي في مبادرة إنسانية لمساعدة الآخرين

• المرأة الإماراتية لديها القوة والإرادة للالتحاق بكل مجال وتحقيق النجاح.

وجاءت الجلسة في مقر كليات التقنية العليا برأس الخيمة، تحت عنوان «ريادة الأعمال المجتمعية»، وتحدثت فيها رئيسة قسم المسؤولية الاجتماعية ومنسق عام مجلس 10 في هيئة تنمية المجتمع بدبي، عائشة سعيد حارب، بمشاركة أكثر من 70 طالبة، وحضور عميد الخدمات الأكاديمية بكليات التقنية العليا برأس الخيمة، الدكتور منذر الرواشدة، ومديرة نادي دبي للسيدات، لمياء عبدالعزيز، وأدارت الجلسة مديرة مشاريع بمؤسسة دبي للمرأة، المها البستكي.

في بداية الجلسة، توجهت عائشة سعيد حارب بالشكر إلى (أم الإمارات)، سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، مشيرة إلى رعاية سموّها للمرأة في كل المجالات، وقالت: «بفضل هذه الرعاية من سموّها أصبحت المرأة الإماراتية سفيرة ووزيرة وقائدة وعسكرية».

وأشادت عائشة حارب بالدعم اللامحدود، الذي تقدمه سموّ الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، للمرأة الإماراتية، وإطلاق سموّها العديد من المبادرات الهادفة الموجهة للمرأة في مجالات العمل والثقافة والرياضة والحياة الاجتماعية، مؤكدة على الدور الفاعل لمؤسسة دبي للمرأة تحت قيادة سموّها، التي تنطلق من رؤية قيادتنا الرشيدة، في ما يخص الارتقاء بالمرأة الإماراتية، وتعزيز وجودها في كل المناصب ومجالات العمل، مضيفة أن «مبادرة (قدوة) هي بمثابة أرشيف وثائقي لجهود وعطاء المرأة الإماراتية بكل أنواعه، ودليل إرشادي للاقتداء به من الطالبات والموظفات، والمرأة الإماراتية بصفة عامة».

وتحدثت عائشة حارب عن طموحها فقالت: «قادتنا اليوم طموحهم وصل إلى المريخ، وقد تعلمنا منهم أن نكون طموحين، وأريد الآن فعل الكثير من الأشياء، أهمها نقل خبراتي للآخرين»، وأضافت: «بعد أن أنجز رسالة الدكتوراة، التي أود أن تكون في مجال الاستدامة والعمل المجتمعي، ربما أدَرِّس في الجامعة.. لا أدري، لكن ما أعرفه هو أن العمل الذي سأختاره سيكون حتماً عملاً لفائدة الآخرين وخدمة الوطن».

ومن خلال نصيحة توجهت بها لطالبات كليات التقنية العليا برأس الخيمة، قالت عائشة حارب: «إذا كان من نظرية للنجاح تقول بضرورة أن يطابق القول الفعل، أقول الفعل أولاً ثم يأتي بعد ذلك القول، دعوا عملكم هو الذي يتحدث عنكم»، مؤكدة أن «تنظيم الوقت هو من أهم عوامل النجاح»، مشيرة إلى أن «المرأة تجد الدعم من القيادة الرشيدة، التي تتيح الفرصة لكل المجتهدات ليصبحن قياديات في كل المجالات».

وأشادت شمسة صالح، المديرة التنفيذية لمؤسسة دبي للمرأة، بعائشة سعيد حارب، وما حققته من إنجازات في مجال ريادة الأعمال المجتمعية، مؤكدة أن «عائشة حارب نموذج للمرأة الإماراتية صاحبة العطاء المجتمعي، وقدوة في المسؤولية الوطنية»، مشيرة إلى أن «المسؤولية المجتمعية واحدة من الدعائم المهمة في استقرارالمجتمعات واستدامة تطوّرها».

وقالت صالح: «قادتنا اليوم يضعون ثقتهم بالقيادات الشابة بتشجيعهم على تقديم ما لديهم من عطاء وعلم ومعرفة، بما يفيد الوطن، ويسهم في بناء ثوابت راسخة لمستقبل دولتنا، ونحن بدورنا ندعم هذه الثقة بتقديم (قدوات) إماراتيات شابة نسلط الضوء على إسهاماتهن في مختلف المجالات»، مضيفة: «عائشة سعيد حارب واحدة من الشابات اللاتي يسهمن في ترسيخ مفهوم المسؤولية المجتمعية». وتستمر فعاليات مبادرة «قدوة» للمرأة الإماراتية حتى نهاية العام الجاري، من خلال ثلاث آليات تشارك بها نماذج نسائية إماراتية صاحبات عطاء في مجالات متنوعة، وتشكلن مصدر إلهام للطالبات والموظفات والمرأة بصفة عامة، وتتمثل هذه الآليات في جلسات الإثراء المعرفي مع طالبات جامعيات على وشك التخرج للتعرف إلى المسار المهني، والتحديات التي واجهت هذه الكوادر النسائية الوطنية، لتكون بمثابة رسائل ملهمة للطالبات قبل بدء مسيرتهن المهنية، وكذلك انضمام موظفات في بداية مسيرتهن العملية لهذه النماذج الملهمة على مدار يوم عمل كامل لمعايشة والتعرف إلى طريقة مزاولتهن للعمل، بهدف اكتساب خبرات وكفاءات جديدة تساعدهن على تطوير مهاراتهن الوظيفية، وأخيراً تنظيم لقاءات ملهمة لموظفات حكوميات مع شخصيات قيادية ناجحة في صور جلسات نقاشية غير رسمية، لطرح الاستفسارات التي تتعلق بالحياة المهنية والاجتماعية، يتخللها عرض قصص النجاح والارشادات والنصائح المهنية، بهدف تنمية الحس بالمسؤولية المجتمعية، وتحفيز روح المبادرة، وغرس قيمة العطاء لدى الأجيال الجديدة لخدمة الوطن وصقل المعرفة.

تويتر