مؤسسة دبي للمرأة استضافتها في مبادرة كلية أبوظبي للطالبات

نورة الكعبي تبدأ من «قدوة» أول يوم عمل «وزيرة للثقافة»

تم تنظيم الجلسة في كلية أبوظبي للطالبات بمقر كليات التقنية العليا بحضور أكثر من 100 طالبة من تخصصات مختلفة. من المصدر

في أول يوم عمل لمزاولة مهام منصبها الجديد كوزيرة للثقافة وتنمية المعرفة في حكومة الإمارات بتشكيلتها الجديدة، استضافت مؤسسة دبي للمرأة وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة نورة الكعبي، وذلك في جلسة الإثراء المعرفي السادسة لمبادرة «قدوة»، التي أطلقتها حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، بمناسبة يوم المرأة الإماراتية للعام الجاري، بهدف ترسيخ ثقافة العطاء لدى المرأة الإماراتية بصفة خاصة.

هوايات واهتمامات

تطرق الحديث إلى الاهتمامات والهوايات الشخصية، حيث أوضحت أنه من المهم أن يكون للإنسان هوايات يكسر بها روتين العمل، لتجديد طاقته، مشيرة إلى حبها للقراءة والرياضة والسفر والفن، وقالت إن المشروعات الوطنية لأبناء الإمارات في كل المجالات لها مكانة خاصة عندها.

ونصحت الكعبي الطالبات بالاجتهاد والتمسك بأهدافهن والحرص على الابتسامة والإيجابية وسرعة الإنجاز، وتحمل مسؤولية الاختيار. وقالت إن الوقت الحالي هو وقت سرعة وإيمان بالشباب، الذين يمكنهم استثمار الفرصة التي توفرها لهم الدولة، فنحن الآن نتكلم لغة فضاء وعلوم متقدمة، لكن مع أهمية التمسك بالهوية الوطنية، وبلغتنا التي تتجسد في رؤية قيادة دولة الإمارات.

قدوة

قالت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة نورة الكعبي «أمي قدوتي في الحياة، وقيادتنا الرشيدة وشيوخنا يمثلون قدوة لي في العمل والوصول للأهداف»، موضحة أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يمثلان مصدر إلهام وقدوة لها في الحياة العملية والتعامل مع القضايا والمشروعات.

بيئة العمل

أكدت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة نورة الكعبي أهمية بيئة العمل، ففيها يمضي الشخص معظم يومه، لهذا من المهم حسن المعاملة مع الموظفين والتواجد معهم في العمل وسياسة الباب المفتوح، مشيرة إلى أهمية الشفافية والتواصل والتعاون بين الأشخاص والإدارات، فوفق دراسة أجرتها وزارة شؤون المجلس الوطني الاتحادي، عن الأمر الذي يجعل الموظف سعيداً، كانت كلمة (التقدير) هي التي اجتمعت عليها معظم الإجابات.

وتم تنظيم الجلسة في كلية أبوظبي للطالبات بمقر كليات التقنية العليا، بحضور أكثر من 100 طالبة من تخصصات مختلفة، ومديرة كلية أبوظبي للطالبات الدكتورة عائشة أبوشليبي، ومديرة نادي دبي للسيدات لمياء عبدالعزيز خان، وأدار الجلسة الإعلامي رافد الحارثي بمؤسسة أبوظبي للإعلام، حيث عبرت الكعبي عن سعادتها بوجودها في هذا الصرح التعليمي المتميز لدولة الإمارات العربية المتحدة.

في البداية شكرت الكعبي سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، لاهتمامها بالمرأة الإماراتية، وإطلاقها مبادرات لتنمية قدراتها وتعزيز تمكينها في المجتمع الإماراتي، مشيدة في هذا المجال بمبادرة «قدوة»، معتبرةً أنها مهمة للغاية وخطوة استباقية تتيح الفرصة لشخصيات نسائية إماراتية للمشاركة بتجاربهن والتحديات التي مررن بها، مؤكدةً أن المبادرة – مع تعدد الشخصيات فيها - تخدم هدفاً واحداً هو خدمة الوطن وإعلاء رايته، كما ثمنت في المبادرة استضافتها شخصيات قيادية ووجوهاً جديدة، معتبرة أن الإمارات مملوءة بهذه الشخصيات صاحبة المسيرة من كل الأعمار والتخصصات.

وأعربت الكعبي عن سعادتها بأن يكون هذا اللقاء مع طالبات التقنية العليا في يوم العمل الأول لمزاولة مهام منصبها الجديد كوزيرة للثقافة وتنمية المعرفة، وقالت هذا التكليف والثقة من قبل القيادة الحكيمة «وسام على صدري». وأعتبر أن التحدي في هذا المنصب يتمثل في كيفية مواصلة مسيرة الشيخ نهيان بن مبارك، مؤكدة أن بصماته وإنجازاته موجودة بقوة في وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، وفي الكثير من المحافل التعليمية والثقافية. وقالت إن شباب الإمارات محظوظون بأن الحكومة توليهم اهتماماً كبيراً، وفي انتظارهم حقائب وزارية، وبالتالي من المهم أن يستثمروا هذه الفرصة ويكونوا جاهزين للمسؤولية وللمستقبل والعطاء للدولة، فدولة الإمارات مع كل تشكيل وزاري، ومع كل خطة واستراتيجية وطنية أو مشروع وطني لديها طموح لا حدود له، يكون الشباب جزءاً رئيساً منه من منطلق الاهتمام بهم والثقة بقدراتهم، فأصبح لدينا في التشكيل الوزاري الأخير وزيرة للعلوم المتقدمة ووزير للذكاء الاصطناعي.

وحول إدارتها لأكثر من منصب، إلى جانب منصبها كوزيرة الثقافة وتنمية المعرفة أكدت عوامل عدة ساعدتها على قيادة هذه المؤسسات، فقالت «نورة الكعبي هي فريق العمل»، مؤكدة أن الثقة بفريق العمل، ووجود منظومة عمل واضحة وقيادة واضحة واستراتيجية وخطة واضحة، جميعها عوامل تغلبت بها على التحديات التي واجهتها في البداية، والتي تطلبت ساعات عمل مطولة، مشيرة إلى حرصها على تنظيم وتوزيع الوقت على هذه المؤسسات وتحديد الأولويات وفقاً للمتطلبات في كل منها، ومواكبة التغيير في المتطلبات وفي المؤسسة نفسها، مضيفة أن ضمان استمرارية العمل هو الذي يحدد نجاح المؤسسة أو الشخص، وقالت إنها تُحدِد يومياً وقتاً لكل جهة وفقاً لمتطلبات واحتياجات كل منها.

استمرار المحاولة

وعن كيفية مواجهة الطالبات للتحديات التي تقابلهن، أكدت أهمية المحاولة وعدم الاستسلام في حال عدم التوفيق في مشروع معين، مشيرة كذلك إلى أهمية المثابرة والسعي للنجاح، معتبرة أن المحاولة نجاح في حد ذاتها، كما أكدت أهمية تنظيم الوقت والتعلم من الآخرين والاستفادة من خبراتهم وإدراك القدرات الفردية، مستلهمة من مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «إذا مر عليك يوم لم تتعلم فيه شيئاً فهو يوم غير محسوب».

البيئة

وعن دور البيئة في دعم الطالب والطالبة، قالت إن للبيئة دوراً مهماً في دعم إبداع الطالب أو الطالبة سواء كانت الأسرة أو المدرسة أو الجامعة، ومن المهم التفاهم والنقاش في حال اختلاف وجهات النظر والاهتمامات، مؤكدة أن الإمارات توفر فرصاً ومبادرات جيدة لإبداع وإنجاح الشباب، سواء في ريادة الأعمال أو الفن أو غيرهما، وتوجد مجالس شباب ووزيرة دولة للشباب.

وحول كيف تلقت نبأ تكليفها بوزارة الثقافة وتنمية المعرفة، قالت علمته من خلال حساب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، حيث كنت أجلس في المنزل مع أفراد العائلة، وأشاهد تلفزيون دبي، الذي كان ينقل على الهواء ما يبث من تغريدات على «تويتر»، مشيرة إلى أن سموه استخدم في هذا التشكيل الوزاري والتشكيل السابق منصات التواصل الاجتماعي للإعلان عنهما، باعتبارها وسيلة مباشرة وأسرع انتشاراً على مستوى العالم.


نقاط التحوّل

تطرقت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة نورة الكعبي إلى نقاط التحوّل في حياتها وهي:

1 - الأولى بدأت في المرحلة الابتدائية وتمثلت في تحويلها من مدرسة خاصة إلى مدرسة حكومية، لأن والدتها كان يهمها أن تكون لغتها العربية قوية، وقالت: «ساعدني هذا التحوّل في التركيز على اللغة العربية، وأنا فخورة بأنها كانت أولوية عند والدتي، وأفادتني كثيراً في حياتي اللاحقة».

2- نقطة التحوّل الثانية كانت في دراسة لمدة عام في الصف الثاني الثانوي بالولايات المتحدة الأميركية، حيث كانت بلداً جديداً، تزوره لأول مرة في هذا العمر المبكر مع مسؤولية الدراسة، لكن ما أفادها في هذه التجربة وصقل شخصيتها هو الاحتكاك بجنسيات مختلفة والتأقلم مع نظام تعليمي مختلف.

3 - نقطة التحوّل الثالثة كانت في الجامعة، وتمثلت في تغيير التخصص بعد سنة من دراسة علوم الحاسب الآلي في كلية العلوم، إلى دراسة نظم المعلومات في كلية إدارة الأعمال، حيث كانت شغوفة بالحاسب الآلي لحبها منذ الصغر بالإلكترونيات، لكنها لم تواصل هذا التخصص لعدم شعورها بارتياح من طبيعة المواد المقررة عليها بجانبه.

4 - جاءت نقطة التحوّل الرابعة مع مرحلة العمل، حينما انتقلت من العمل في مجال تقنية المعلومات بالقطاع الحكومي إلى تخصص الموارد البشرية في القطاع شبه الحكومي، واستفادت من الخبرة في هذا المجال، حينما انضمت في عام 2008 إلى (توفور- 54) مع تأسيسها وعملها في مجال الموارد البشرية في ما بعد.

تويتر