أحمد العزاني: برامج الديكور العربية مجرد «كلام»

رغم أن إطلالته الأولى على الجمهور كانت عبر قناته الخاصة على «يوتيوب» في 2009، إلا أن الإعلامي أحمد العزاني يعتبر أن انتقاله إلى شاشات التلفزيون في 2011 هو الخطوة الأهم في مسيرته المهنية. مشيراً إلى أن أغلب برامج الديكور والتصميم الداخلي التي تقدمها القنوات العربية لا تقدم سوى «كلام» فقط.

العزاني أوضح أن برنامج «إبداعات» الذي يقدمه على قناة الإمارات يشهد في موسمه الجديد، وهو الثالث، تغييرات كبيرة، عن الموسمين السابقين من أهمها انتقاله إلى التصوير داخل الاستديو بعد أن كان يجري في مناطق مفتوحة خصوصاً الحدائق، «كذلك هناك تغيير في طبيعة ضيوف الحلقات، حيث نحرص على اختيار ضيوف لديهم لمسات مختلفة في أعمالهم، وقيمة فنية إضافية، فالجمهور شعر بالاكتفاء من مشاهدة المواهب العادية في الرسم أو التصميم أو غيرهما من المجالات الأخرى. كذلك نولي في هذا الموسم اهتماماً خاصاً بالأعمال التي تتضمن إعادة تدوير الخامات المختلفة». لافتاً خلال لقاء إعلامي جرى تنظيمه في كواليس تصوير البرنامج، إلى أن «العثور على ضيوف بهذه المواصفات يُعد من أكبر الصعوبات التي يواجهها فريق البرنامج، ولكن في النهاية هناك الكثير من المواهب المتميزة، ولكن الأمر يحتاج إلى مزيد من البحث للعثور عليها».

وأشار العزاني، وهو مصمم ديكور ونحات أيضاً، إلى أن أهم ما يحرص عليه في برنامجه هو أن يقدم أفكاراً من السهل أن ينفذها المشاهد بأبسط الخامات، وأن يقدم طريقة التنفيذ بمختلف خطواتها مع تسلسل مراحلها بأسلوب مبسط وواضح. مشيراً إلى أنه منذ البداية يسعى من خلال برنامجه إلى توصيل رسالة تعليمية للشباب العربي تشجعه على ممارسة الصناعات اليدوية البسيطة.

رسالة

مقدم برنامج «إبداعات» لفت إلى أنه أول عربي يقدم في برنامجه شرحاً كاملاً لكيفية تنفيذ قطع بصناعة يدوية، بهدف تحفيز الشباب على العمل وإنتاج أشياء بأيديهم كانوا يعتقدون أنها صعبة التنفيذ، بدلاً من الوقوع في قبضة البطالة أو البحث عن وظيفة دون جدوى، وأضاف «تلقيت خلال السنوات السبع الماضية العديد من المراسلات من شباب شجعهم البرنامج على خوض التجربة وأصبح لديهم مشروعاتهم الخاصة، ومن هذه الحالات شاب من بلاد المغرب العربي هاجر إلى السويد وكان يبحث عن عمل لمدة ستة أشهر دون جدوى، وشاهد حلقة من برنامجي كنت أشرح فيها طريقة تنفيذ قوالب من الشموع، فقام بتنفيذ الفكرة وبيع ما ينتجه وأصبح لديه عمل خاص به، مثل هذه الرسائل تجعلني أشعر بالسعادة لأنني استطعت إيصال رسالتي لمن يحتاجها».

تطوير الذوق

العزاني انتقد برامج الديكور والفنون العربية، مشيراً إلى أنها لا تقدم جديداً، ولكنها تعتمد على استضافة مواهب في مجالات فنية مختلفة تتحدث عن أعمالها، و«لكنه مجرد كلام بعيد عن التطبيق العملي»، أو تعرض العمل جاهزاً بعد التنفيذ دون شرح الخطوات فيشعر المشاهد بأنه غير قادر على تنفيذ ما يتم تقديمه، كما أن كثيراً من الناس لديهم المعرفة والمعلومة ولكنهم يفتقرون إلى القدرة على طرحها وإيصالها للمشاهد ليستفيد منها في حياته العملية». موضحاً انه من خلال ما يقدمه يعمل أيضاً على تطوير الذوق العام لدى المشاهد من خلال عرض أحدث الأفكار في مجال الديكور والتصميم، وكيفية الاستفادة منها وتوظيفها.

وعن الفرق بين «يوتيوب» والتلفزيون، أوضح أحمد العزاني أن «مواقع التواصل الاجتماعي تتمتع بانتشار واسع، ولكن تظل شاشة التلفزيون هي الشاشة الذهبية، لما يتسم به العمل فيها بالاحترافية ولا يستطيع أحد أن يحقق النجاح من خلالها إلا اذا كان متمكناً من أدواته ولديه ما يقدمه للجمهور، وأن يسعى دائماً لتطوير نفسه وإمكاناته من أجل الاستمرار في النجاح. كما أن الالتزام بوقت محدد للبرنامج، نصف ساعة للحلقة، يتطلب مهارة في استغلال وقت الحلقة بأفضل صورة ممكنة لتقديم ما يحتاج إليه المشاهد من معلومات حول موضوع الحلقة».