سلطان العميمي: المعاجم اللغوية ظلمت الإمارات

قال الباحث الإماراتي سلطان العميمي المتخصص في التراث الإماراتي إن التفاعلات التي حدثت في اللهجة الإماراتية يرجع تاريخها إلى أكثر من 1500 عام، وتعود في جذورها ومفرداتها ولهجاتها إلى اللغة التي كان العرب يتحدثونها منذ أكثر من 15 قرناً.

وأضاف أن معاجم اللغة تزخر بهذه المفردات، إلا أن هذه المعاجم اللغوية ظلمت في أثناء فترة توثيقها وجمع مفرداتها مناطق دولة الإمارات ومناطق الدول المجاورة لها بحكم امتدادها الجغرافي، حيث لم تجمع تلك المعاجم اللغة العربية من ألسنة أهل ساحل الخليج العربي بدعوى اختلاطهم بأقوام آخرين، كما لم تجمع لغة أهل مناطق البادية في الربع الخالي وأطرافه، نظراً لصعوبة الوصول إليهم، وبالتالي فقدت المعاجم جزءاً مهماً من مفردات لغة العرب.

جاء ذلك خلال ندوة «اللغة العربية واللهجات المحلية» التي نظمها مجلس الخوانيج الثقافي لرئيس مجلس إدارة مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي، الدكتور حنيف حسن القاسم. وشهدت الندوة عرضاً علمياً قدمه الباحث سلطان العميمي بحضور العضو المنتدب للمعهد الدولي للتسامح، الدكتور حمد الشيباني، والمدير التنفيذي لمؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، خليفة بن دراي، ومستشار وزير الصحة ووقاية المجتمع، سالم الدرمكي، والمستشار الإعلامي غسان طهبوب، إلى جانب عدد من الشخصيات العامة والمهتمين بالشأن الثقافي.

وأكد العميمي أن اللغة العربية من أكثر اللغات مرونة، فقد توافقت مع المتغيرات الحياتية والتأثيرات الخارجية والداخلية، لذلك شهدت نمواً وازدهاراً ملحوظين، مع محافظتها على أصالتها، مشيراً إلى أن اللغات واللهجات والألسنة التي تتصف بالجمود ولا تستوعب المتغيرات الحياتية تتعرض لخطورة عدم الجدوى والاستمرارية.

وأشار العميمي إلى التأثيرات التي واجهت اللهجات الإماراتية، موضحاً أن إمارات منطقة ساحل الخليج العربي، والتي عرفت قبل قيام دولة الاتحاد باسم إمارات الساحل المتصالح، شكلت معبراً للحضارات نظراً لموقعها الجغرافي الفريد، كذلك شهدت متغيرات كبيرة في النصف الثاني من القرن الماضي انعكس على المستوى الحضاري وتطور أشكال الحياة والاستقرار، ومازال هذا التأثير مستمراً حتى اليوم.

وأوضح أن «كل المؤشرات تؤكد أن التغير في شكل الحياة وعناصرها سيبقى مستمراً بصورة أكبر من الحاضر، الأمر الذي ستنعكس آثاره على اللهجات الإماراتية»، مشيراً إلى أنه يقوم حالياً بإعداد معجم عن اللهجات الإماراتية المختلفة ومفرداتها وأصولها العريقة، لاسيما أن نمط الحياة الحالي قد فرض على الجيل الحالي التوجه نحو العمومية في تسمية الأمور كالتمور والأسماك والنخيل، وغيرها الكثير، دون الاهتمام بمعرفة أنواعها وأجناسها وتفاصيل أجزائها.

واستشهد العميمي، خلال الندوة، بعدد من الكلمات الفصيحة الشائعة على أنها عامية، مثل «ميشار - منشار» «تحسونة - حلاقة الشعر»، و«الرّبع - مجموعة من الأصدقاء»، وغيرها، مؤكداً أن قلب البعض الحروف الهجائية إلى أخرى في اللهجة الإماراتية معروف في اللغة العربية، مثل قلب القاف إلى جيم «القرفة - الجرفة» أو قلب الجيم إلى ياء، مثل كلمة «مسجد - مسيد».

تويتر