نجوم دراما يرسمون البسمة على خشبات محلية

المسرح الإماراتي يعايد الجمهـور برسم الابتسامة

صورة

بعد انتهاء الموسم الدرامي المرتبط بالمسلسلات التي تُراهن عليها الفضائيات المحلية والخليجية، تبقى مسرحيات العيد، هي كل ما تبقى، بالنسبة لقطاع كبير من الفنانين يرى سحراً آخر للمسرح، خارج استيعاب المهرجانات المسرحية المختلفة.

وجاء حصاد المسرح الإماراتي هذا العام وافراً، من حيث الأعمال المسرحية التي أعدت خصيصاً للعرض خلال إجازات العيدين، مقارنة بالأعوام السابقة، بعد أن عاد العديد من النجوم إلى المسرح الجماهيري، باحثين عن تلك العلاقة السحرية التي لا يجدها الفنان سوى في المسرح الجماهيري.

«الضحكة» هي كلمة السر في المسرح الجماهيري، وزادها الأساسي، وراهنت على جمهور بات أكثر إلحاحاً في طلبها، فحسب العديد من الفنانين الذين شاركوا في أعمال كوميدية في مختلف إمارات الدولة، خلال إجازات العيدين، فإن الفارق كبير بين الضحكة المتكئة على الموقف الكوميدي، وسواها التي قد تهبط إلى الإسفاف والسخرية، حينما يصبح اللعب على الألفاظ منهجاً، والبحث عن الضحكة على حساب المحتوى الدرامي وسيلة.

زادها الضحكة

الفنان الإماراتي، أحمد الجسمي، الذي يعود لمسرحيات العيد هذا العام بـ«العيال طفرت»، سواء عبر عرضها الأول في قصر الثقافة بالشارقة، أو عرضها الثاني، خلال إجازة عيد الأضحى الماضية، في رأس الخيمة، يؤكد أن المسرح الكوميدي الهادف هو الوحيد القادر على اجتذاب الجمهور، في هذا التوقيت من مسيرة المسرح الإماراتي والخليجي، لافتاً إلى أن الأعمال المسرحية التي تستقطبها عروض الأعياد عموماً زادها الضحكة والسعي لرسم البسمة على شفاه الجمهور بوعي ومسؤولية.

ويضيف الجسمي: «لحسن الحظ أن جمهور خشباتنا المحلية والخليجية يتميز بوعي شديد، وقدرة هائلة على فرز الغث من الثمين، وفي ظل بحثه عن الضحكة والكوميديا الراقية، لا يمكن أن ينخدع بإسفاف أو ابتذال غير مقبولين».

«العيال طفرت»

من جانبه، يرى مخرج «العيال طفرت» الفنان حسن رجب أن «المسرح الكوميدي أكثر قدرة من سواه على إيصال الرسائل الاجتماعية والقيمية للجمهور»، مضيفاً: «يتقبّل الجمهور الفكرة عبر المسرح الكوميدي، بسلاسة وتلقائية، وهو ما يحتم جدية التعامل مع هذا النوع من الدراما الذي يبقى بمثابة سلاح ذي حدين».

ويتابع رجب: «مع القيمة المشروعة للضحكة الهادفة، يبقى وعي المخرج والمؤلف وكل فريق عمل المسرحية الكوميدية، بالأهمية الأيديولوجية لنتاجهم، فالأفكار التي تقدم وتصاغ في قالب كوميدي تبقى أكثر قبولاً لدى الجمهور».

بينما يشير الفنان عبدالله صالح، الذي يشارك أيضاً في عرض مسرحية «العيال طفرت»، إلى أن «الضحكة ستبقى العنصر الأكثر جاذبية لجمهور الأعمال المسرحية، سواء تعلق الأمر بمسرحيات معدّة للعرض خلال إجازات العيدين أو سواها، في حين تبقى مسؤولية الفنان أن يبتعد في سبيل الوصول إلى هذه الضحكة عن الإسفاف، ليكون عمله مرتقياً بالذائقة الجماهيرية، وليس العكس».

وترى الفنانة رزيقة طارش أن الأعمال المسرحية المرتبطة بالجمهور عموماً، لا يتصور فيها إلا أن تكون كوميدية الطابع، وإن اختلفت المساحة المخصصة للكوميديا، حسب كل عمل، مضيفة: «أكثر الأعمال المسرحية التي تدافع عن قضايا شائكة، تم عرضها في قالب مسرحي كوميدي، لذلك فإن معظم النقاد والمبدعين اعتبر الأعمال المسرحية الكوميدية هي الأكثر تأثيراً في اتجاهات الجمهور وميوله».

«الباشا في ورطة»

الفنان حسن يوسف، بطل العمل الجماهيري «الباشا في ورطة»، الذي عرض في الفجيرة، من إخراج غانم ناصر، وضم نخبة من الممثلين الإماراتيين، مع تأكيده على أولوية الضحكة بالنسبة لصانع العمل الجماهيري، إلا أنه يعتبر أن «حسّ الممثل وانسجامه مع رؤية المخرج ومراد المؤلف، هما ما يقود بالفعل إلى الضحكة المتكئة على الموقف، على نحو يجعل الأخير عنصراً إيجابياً نحو اكتمال النسق الدرامي».

ويضيف يوسف: «هناك فارق كبير بين ارتجال الممثل الواعي، وارتجال سواه، إذ يضفي الأول مزيداً من التلقائية المحمودة في العمل، في حين يتجه الأخير إلى الابتذال، والخروج غير المقبول عن النص».

«ترانزيت»

أبطال مسرحية «ترانزيت» أيضاً التي أخرجها خصيصاً للعرض خلال إجازة العيدين، مروان عبدالله، راهنوا على عنصر «الضحكة»، سواء في عرضها الأول بعجمان أثناء إجازة عيد الفطر، أو خلال إجازة عيد الأضحى بمسرح بلدية العين، حسب مؤلفها، وأحد أبطالها، طلال محمود، الذي يضيف: «لا يمكن أن يُتصور أن يكون هناك عمل جماهيري ناجح لا يضع هدف رسم الضحكة على شفاه المشاهدين على رأس قائمة أولوياته، لكن يبقى الأمر منوطاً بآليات الوصول إلى هذه الضحكة، ونوعية الرسائل التي تقف وراء تلك المواقف المرسومة بعناية، بين المؤلف والمخرج».

تويتر