فيلمه الطويل الأول يُعرض في دور السينما المحلية

عبدالله الكعبي: «الرجال فقط عند الدفن» غيرني

صورة

كثيرة هي الأشياء التي تغيّرت في الحياة المهنية للكاتب والمخرج الإماراتي عبدالله الكعبي. فهو اليوم مختلف تماماً عن السنوات الست الماضية، التي عمل فيها بكل جهد لإنجاز فيلمه الروائي الأول «الرجال فقط عند الدفن»، الذي حصل على جائزة المهر الإماراتي في الدورة الماضية من مهرجان دبي السينمائي.

نضوج

سليمة يعقوب، عبدالرضا ناصري، هبة صباح وغيرهم، قدموا في الفيلم شخصيات مركبة لم تكن سهلة ويسيرة، وقال الكعبي عن هذه الشخصيات: «إن شخصيات الفيلم ناضجة وقادرة على إيصال شكل الشخصية المكتوبة بطريقة سلسة، وأضاف: «بعضهم استعان بقصص حب من تاريخ الأدب العربي لكي يستوعبوا الحبكة، وأنا أشكرهم على ذلك،حالفني الحظ في العمل مع ممثلين من المسرح، حيث أضافوا حساً مسرحياً راقياً للفيلم».

إلى «الأوسكار»

أكد عبدالله الكعبي أن «السينما الإماراتية تطوّرت بشكل لافت في السنوات الأخيرة، وصار الجمهور يبحث عن أفكار فريدة من نوعها غير ما اعتدنا عليه، والسينما الإماراتية تعدّ صوتاً جديداً في الساحة، وهذا في مصلحتنا كمخرجين إماراتيين»، مضيفاً: «أعمل الآن على كتابة نص جديد، ولكن تركيزي على ترويج فيلمي

ودعمه، حيث إنني أطمح لربح (الأوسكار) وأهديه للسينما الإماراتية، التي قدمت لي الكثير». وقال: «إن العمل التالي سيكون جديداً وفريداً في طرحه، وأسعى لخلق آفاق جديدة للسينما الإماراتية، ورفع اسم بلادي في المحافل الثقافية حول العالم».

عبدالله الكعبي، الذي اختار لفيلمه القصير السابق عنوان «الفيلسوف»، بطولة الممثل الفرنسي جان رينو، اعتبر أن الجرأة التي وصف فيها فيلمه الروائي الأول، جعلته يجد صعوبات عدة في إيجاد جهة إنتاجية تتبنى العمل، مؤكداً أنه بصدد كتابة فيلمه الجديد، لكن تركيزه الأكبر حالياً هو على الترويج ودعم فيلمه الحالي، ومنحه أكبر قدر من العروض والانتشار، ولا يخفي الكعبي أنه يحلم بالوصول إلى جائزة الأوسكار وإهدائها لوطنه الإمارات.

الكعبي الذي درس الإخراج السينمائي في باريس، قال لـ«الإمارات اليوم»، إن «صناعة فيلمه الروائي الأول استغرق من عمره ست سنوات، وهو زمن غير قصير يفرض نفسه ليصير ملمحاً أساسياً من الحياة، فمنذ تبلور الفكرة حتى بدء عرض العمل على الجمهور في صالات (سينما فوكس) و(سينما عقيل)، أستطيع التأكيد أنني لست الشخص نفسه الذي كان قبل هذا الفيلم».

يضيف الكعبي: «مرت في حياتي تجارب كثيرة، منها الجميلة والصعبة التي جعلتي أكثر نضجاً»، واعتبر أن «الفيلم الجديد له أثر بليغ، خصوصاً أنني في مرحلة كتابة النص كنت قريباً من تجربة المخرج السينمائي الإسباني الشهير

بيدرو ألمودوفار، خصوصاً أنه من الأسماء التي رافقت مراجعة النص، وكان له الفضل في تثبيت أقدامي على الدرب الصحيح، والسير نحوة الأمام بثقة وقوة». وأضاف الكعبي: «أنا من أشد المعجبين بأعمال ألمودوفوار والسينما الإسبانية عموماً، التي تحرص على تقديم المرأة بشكل مختلف، لتبدو قوية ومؤثرة، وليست عبر الصورة النمطية كشخص ضعيف ومكسور، كما تعوّدنا في السينما العربية، ولهذا السبب تحديداً قضيت فترة طويلة في مدريد لكتابة النص مع الكاتب الذي يعمل معه ألمودوفار نفسه، وكان بين الحين والآخر يعطي أفكاره في تطوير النص، وكنت محظوظاً أن ألقى نصائح من مخرج ربح (الأوسكار)، ويعدّ من أهم المخرجين في العالم اليوم».

هواجس

رافق الكعبي العديد من الهواجس وهو يختار موضوع فيلمه قائلاً: «لاقيت صعوبات كثيرة في تمويل الفيلم، لأنه طويل وأحداثه تم تصوير معظمها في إيران، ما لا يعرفه الجمهور أن صناعة الأفلام تجربة مكلفة، وتمر بمراحل كثيرة مع منتجين أحبوا العمل معي، ولكن أرادوا تغيير النص لدرجة بعيدة عن الفكرة الأساسية، ولهذا السبب رفضت التنازل عن ذلك، كون أن العمل من تأليفي والإخراج من مسؤوليتي، كان عليّ المحافظة على الهوية التي أردتها للعمل، وأعتقد أن هذا سبب نجاح الفيلم وفوزه بجائزة أفضل فيلم روائي في مسابقة المهر الإماراتي في مهرجان دبي السينمائي، الذي يعدّ أهم مهرجان في الوطن العربي»، مؤكداً أن موضوع الفيلم كان خياراً صعباً، واستغرق وقتاً طويلاً، ولكن النتائج مُرضية، وأنا فخور من ردات فعل الجمهور».

وكشف الكعبي أن إصراره وصبره لمتابعة صناعة فيلمه كانا بسبب وفضل شخص قريب منه غادر الدنيا وتوفي فجأة. «هذا الشخص كان له الفضل الكبير في مساعدتي في إتمام العمل، ونصحني عندما كنت في أمسّ الحاجة لداعم في تجربتي الأولى في صناعة الأفلام الطويلة»، وأضاف: «الغريب في الموضوع أن الراحل شاهد الفيلم قبل أيام من وفاته، وهذا ما جعلني أصبر على رحيله، أنه كان سعيداً بالفيلم».

تويتر